متابعة-جودت نصري
تنمية مهارات الطفل الاجتماعية تعني مساعدته على التواصل مع الآخرين… بالحب والتعاطف والأدب. ويعني توظيف قدرات الطفل الاجتماعية – المميزة وغيرها التي تحتاج إلى إضافة أو تعديل – في تكوين صداقة جيدة بين الطفل وأقرانه. لن يكون هذا تعليمًا أو تدريبًا أو محاولة تطوير؛ بالكلمات والجمل اللفظية ولكن بطرق أكثر حداثة وفعالية، مثل: اللعب والنشاط والاندماج في مجموعة حقيقية – أطفال في نفس عمر الطفل – في المدرسة أو النادي الرياضي… وغيرها من الطرق المرغوبة.
أفكار لتنمية مهارات الأطفال…اجتماعياً
تعتبر تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل من القضايا المهمة التي تواجه الأهل مع أطفالهم. يعتبر صقل الشخصية ودمجها في المجتمع بالطرق الصحيحة ضرورة تنعكس على شخصية الطفل ومستقبله.
لذلك، من الضروري مساعدتهم على التواصل مع الآخرين بروح إيجابية، ورفع قدرتهم على التفاعل الإيجابي، لحمايتهم من الاضطرابات النفسية والعنف والانحراف والوحدة وغيرها.
ويجب على الأهل أن يدركوا أنهم القدوة والقدوة الأولى، وأنهم الوحيدون القادرون على جعل أطفالهم أفراداً ناجحين، محبوبين، مليئين بالنشاط والحيوية، قادرين على التعبير والتواصل مع الآخرين.
إن التحاق الطفل بفصول رياض الأطفال مفيد في جميع جوانب التنمية. حركية وعقلية واجتماعية وعاطفية، لكنها ليست كافية لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية.
فبينما يلعب مع الآخرين، ويتفاعل مع الأطفال الآخرين، ويعبر عن مشاعره بصدق، سواء كان ذلك بالضحك أو الغضب أو الحزن أو حتى البكاء، فإن علاقته بالعالم الخارجي تتعزز بشكل طبيعي وبدون خوف أو توتر أو خجل.
ما أجمل التوازن بين الاهتمام والعناية بالمهارات الاجتماعية إلى جانب المهارات الحياتية مثل مهارة الاستقلال، أي أن الطفل يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه في تلبية بعض احتياجاته.
إن مهارة الأكل والشرب بشكل مستقل، ومهارة غسل اليدين والوجه، وتنظيف الأسنان، وتنظيف الملابس، هي ما يمنحه الثقة ويمكن الاعتماد عليه.
أهمية تنمية المهارات الاجتماعية عند الأطفال
إن تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال يجعل الطفل يتفاعل بشكل إيجابي في المجتمع، ولذلك فهو مهم وضروري لتكوين الصداقات، وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، وحل النزاعات، والتعامل بذكاء عند ظهور المشاكل في التفاعلات الإنسانية.
وهذه المهارات تحمي الأطفال من السلوكيات السلبية السائدة في المدارس. مثل العنف بين الأطفال والإدمان وما إلى ذلك، ولكنه أيضًا يعد هؤلاء الشباب ليكونوا أكثر نجاحًا في شبابهم.
تنمية المهارات الاجتماعية تجعل الطفل أكثر تعاوناً ويحب العمل الجماعي، كما تساعده على أن يكون أكثر تأثيراً في المستقبل. وهذه المهارات ليست مفيدة على المستوى الاجتماعي فحسب، بل تعزز المستوى الأكاديمي للطفل أيضًا.
أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية عالية يحققون درجات عالية في الاختبارات.
التعاون من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الطفل
ضرورة التعاون، لأنه يعني العمل معًا لتحقيق هدف مشترك. الأطفال الذين يتعاونون يكونون أكثر لطفاً مع الآخرين، وأكثر مشاركة ومساعدة.
يحتاج أي طفل إلى أكبر قدر ممكن من التعاون في الفصل الدراسي، ويتم تعزيز معظم أماكن العمل من خلال قدرة الأفراد على العمل معًا كفريق واحد.
يمكن للأطفال من عمر 3 سنوات المشاركة في تمارين ذات هدف واحد مع أقرانهم، مثل بناء منزل أو برج أو أي لعبة جماعية.
يتولى بعض الأطفال دور قائد المجموعة، بينما يفضل البعض الآخر اتباع التعليمات. ومع ذلك، يعد التعاون فرصة عظيمة للأطفال ليتعلموا المزيد عن أنفسهم. الأطفال الذين يتعاونون يكونون أكثر لطفًا مع الآخرين، كما أنهم أكثر مشاركة ومساعدة.
طرق تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال
1- تعتبر الأنشطة اليومية التي يقوم بها الطفل مصدره الأساسي لتنمية مهاراته الاجتماعية وغيرها مما سيكون له الأثر الكبير في بقية حياته وتكوين شخصيته.
2- يجب على الأهل الحرص على تعريض أطفالهم لهذه الأنشطة والتركيز على الأنشطة التي يحتاجها الطفل لتنمية مهارة معينة أكثر من غيره.
3- اللعب ليس وسيلة ترفيه فقط، بل هو أحد الطرق الأساسية في تنمية المهارات البدنية والعقلية، وأفضل طريقة لتجربة استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين.
4- لذلك يجب على الوالدين السماح للطفل باللعب بشكل جيد، وتعويضه باللعب معه في حالة عدم وجود أطفال آخرين للعب معهم. يمكن استخدام الدمى وإعطاءها أسماء وشخصيات وخصائص وتأليف قصص عنها، مما يدعم قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين وفهم أفكارهم بشكل أكبر.
5- يعتبر التفاعل مع الآخرين كالأقارب والجيران مصدراً مهماً لتنمية مهارات الطفل وتعزيز قدرته على التفاعل اجتماعياً، خاصة في المواقف الاجتماعية الجماعية كالحفلات والأعياد والأعراس.
6- لذلك يجب الاهتمام بالتأكد من تفاعل الطفل مع الآخرين، لمساعدته على تكوين صداقات في المدرسة وخارجها، وتسجيله في الأندية الرياضية.
7- ما رأيك في كتابة قصة عن حادثة ما، مما يساعد الطفل على تنظيم أفكاره بشكل صحيح، ويتعلم استخدام هذا الأسلوب للتعبير عن نفسه وأفكاره؟!
8- التعبير عن أشكال المشاعر المختلفة، مثل حالات الفرح، والحزن، والغضب، والتعب، والرعب، والخوف، وذلك من خلال رسم وجوه مختلفة وتعليم الطفل معانيها.
9- كيفية قراءة إيماءات الوجه وحركات الجسم والنظر إلى ألعابه أثناء التحدث معه أو النظر إليك وأنت تحكي له قصص الأطفال المتنوعة.
10- من المهم أثناء اللعب مع الطفل تبادل الأدوار معه، فيفوز أحياناً ويخسر أحياناً، مما يساعده على تحفيز دافعيته للفوز باللعبة، وتقبل الخسارة بشكل جيد.
11- تحدث دائمًا مع الطفل، فاللغة من أهم مهارات التواصل، ويتعلمها الطفل من خلال الممارسة والتقليد وملاحظة كيفية استخدامها بالشكل الصحيح.
12- مساعدة الطفل على معرفة لغة الجسد وتنسيق تعابير وجهه مع صوته. وسيجد ذلك عند مشاهدة التلفاز أو اليوتيوب، ولكن لمدة لا تتجاوز الساعتين طوال اليوم.
13- بالإضافة إلى تشجيع الطفل على تسجيل صوته، وسماع مشاعره، مثل “أنا حزين، أنا غاضب، أنا سعيد”، وكيف يقول الكلمة بطريقة تعبر عما يشعر به.