الإمارات نيوز – لؤى وحيد
بكل معنى للحب، بكل مساحات الأمل، وبقلب لم يتخط الأربعة عشر عاماً، بكل براءات الوجوه الطفولية، قررت جنة الفوز بمسابقة المواهب “ليغا دانغدوت”، ولم تفكر في حدود المشاركة قط بل الفوز ولابديل عنه.
ليغا دانغدوت هى مسابقة لأفضل مطرب “دانغدوت” وهو نوع خاص من أشكل الموسيقى الشعبية التي تجمع بين الهندية والعربية والماليزية، وبحسب تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية فإن الجائزة النقدية تبلغ حوالي 37 ألف دولار.
ولم تحلم جنة بالفوز من أجل الغني ومتع الحياة، لم يداعب عقلها جمال الملبس وبريق الذهب، كانت يملؤها هدفاً واحداً فقط، جملة واحدة هي المكسب من أجل علاج والدتها المريضة. صعدت على خشبة المسرح وخطوات شفاء والدتها هي ماتحملها، نغمات صوتها تفوح منها رحيق الوفاء والحب، إحساس لم تجد أمامه لجنة التحكيم إلا الصمت يصحبه التصفيق ليس لجمال صوتها فحسب بل لمشاعر دافئة لمستها عيون وآذان لجنة التحكيم.
ارتقت جنة للمرتبة الثانية للمسابقة؛ وارتفعت معها باقات الأمل في دمائها فقررت الاتصال بوالدتها.. رنين الهاتف فوق المسرح يزاحم دقات قلبها الصغير، يُفتح الخط يأتي صوت عمها قاطعا أوصال الفرح دون رحمة ليخبرها بوفاة والدتها، ويبلغها كلمتها الأخيرة، قائلاً: “جنة، قالت والدتك إنه يجب أن تكوني قوية لأنك سيتعين عليك رعاية أسرتك الآن”.
أي وجع، وأي آهات ترتقي لمأساة قلب لا يملك إلا الحب والبراءة، كل العيون توقفت تجاه المسرح تجمعهم دمعة واحدة، صعدت لجنة التحكيم تواسي الفتاة، وهي تحتاج من يواسيها.