متابعة- يوسف اسماعيل
في القرن التاسع عشر، وقعت جريمة بشعة تعرف بـ “مقتل جوليا مارثا توماس”، والتي أثارت رعب الناس وأصبحت واحدة من أشهر الجرائم في بريطانيا. جوليا مارثا توماس، امرأة أرملة في الخمسينات من عمرها، كانت تعيش في منطقة ريتشموند بجنوب غرب لندن. في الثاني من مارس عام 1879، تم قتلها على يد خادمتها كيت ويبستر، وهي امرأة أيرلندية تبلغ من العمر 30 عامًا ولديها سجل سابق في السرقة.
بعد ارتكاب الجريمة، قامت ويبستر بتمزيق جسم جوليا مارثا توماس والتخلص منه، حيث قامت بغلي اللحم وتفتيته قبل التخلص من العظام ورميها في نهر التايمز. يُزعم أن ويبستر قد قدمت بعض الدهون لجيرانها وأطفال الشوارع كـ “دهون وشحم”، ولكن لم يتم تأكيد هذه الرواية بشكل قاطع. وفي وقت لاحق، تم اكتشاف بعض بقايا جسم توماس في النهر.
أما رأس جوليا مارثا توماس، فظلت مفقودة وغير معروف مصيرها حتى عام 2010، عندما تم العثور على جمجمتها أثناء أعمال البناء التي كانت تجري في المنطقة. هذا الاكتشاف أثار اهتمام الجمهور وأعاد إثارة الجدل حول الجريمة.
بعد ارتكاب الجريمة، لعبت كيت ويبستر دور جوليا مارثا توماس لمدة أسبوعين، حيث استمرت في التظاهر بأنها على قيد الحياة. ومع ذلك، تم الكشف عن هويتها الحقيقية وفرارها إلى إيرلندا، حيث ذهبت إلى منزل عمها في كيلان بالقرب من إينيسكورثى في مقاطعة ويكسفورد. ومع ذلك، تم القبض عليها في 29 مارس وتم ترحيلها إلى لندن لمحاكمتها.
خلال المحاكمة التي استمرت لمدة ستة أيام في يوليو 1879، أدينت كيت ويبستر بتهمة القتل وحكم عليها بالإعدام. رفضت هيئة المحلفين محاولاتها الأخيرة لتجنب عقوبة الإعدام بالاعتداء على الحمل. وفي النهاية، اعترفت بجريمتها في الليلة السابقة لإعدامها بالشنق في 29يوليو، في سجن واندسوورث.
تجذب الجريمة اهتمامًا كبيرًا من الجمهور وتلقت تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام في بريطانيا وأيرلندا. سلوك ويبستر بعد ارتكاب الجريمة وخلال المحاكمة، زاد من سوء سمعتها وأثار استياء الناس. كانت هذه الجريمة تمثل صدمة كبيرة في المجتمع، حيث قتلت خادمة صاحبة العمل بطريقة بشعة وقامت بتجزيء جسدها.
بالإضافة إلى الجريمة نفسها، كانت تفاصيل الجريمة مروعة ومثيرة للاهتمام. تفاصيل مثل تمزيق الجسم وغلي اللحم ورمي العظام في النهر، وتوزيع الدهون للجيران والأطفال، أثارت ردود فعل قوية لدى الناس وأصبحت موضوعًا للحديث والنقاش العام.
بعد أكثر من قرن من وقوع الجريمة، لا تزال قصة مقتل جوليا مارثا توماس تثير الفضول والاهتمام لدى الناس. تُعَد هذه الجريمة مثالًا على الشر البشري والعنف الذي يمكن أن يظهر في أبشع صوره. كما أنها تُذكِّرنا بأهمية العدالة وضرورة تطبيق القانون لمكافحة الجريمة وحماية المجتمع.
في النهاية، فإن مقتل جوليا مارثا توماس يظل واحدًا من أشهر الجرائم في تاريخ بريطانيا، وتظل تفاصيلها الشنيعة والمشوقة تثير الفضول والرعب في نفوس الناس حتى يومنا هذا.