متابعة-جودت نصري
تمر الفتيات المراهقات بالكثير في حياتهن اليومية، مع أنفسهن، مع والديهن، مع حياتهن الشخصية، وحياتهن الاجتماعية، وصداقتهن، وتحقيقهن لذاتهن، وما إلى ذلك، وعلى الآباء فهم أطفالهن والوقوف إلى جانبهم لتجاوز هذا الأمر. العمر الحرج.
المراهقة هي أخطر الفئات العمرية. لأن معظم الفتيات يتخذن قرارات خاطئة تغير مسار حياتهن، كما أنهن يمررن بالكثير من التغيرات مثل التغيرات الجسدية والسلوكية، والدورة الشهرية الأولى، والمشاكل العاطفية، ومن المهم في هذه الفترة العمرية أن يحرص الأهل على يكونون ودودين مع أبنائهم، ويجب عليهم أن يتحدثوا مع الابنة عما تمر به من حياتها اليومية، ولا يجب أن يكونوا صارمين، وأن يكونوا أكثر هدوءاً وتفهماً.
وعلى وجه الخصوص، يجب على الأمهات الانتباه جيدًا للعلامات والأعراض التي تظهر على الابنة المراهقة. لكي نتمكن من مساعدتها، مثل: قلة النوم والأكل أو كثرتهما، والقلق والشرود، وتراجع المستوى الدراسي، وفقدان العاطفة، والعدوانية، وغيرها من السلوكيات التي يجب السيطرة عليها قبل أن تصبح عادة. وفيما يلي، بحسب موقع “بولد سكاي”، مشكلات شائعة تواجه الفتيات المراهقات يجب على الآباء معرفتها.
1. المظهر الخارجي
تُعد مشكلة المظهر الخارجي هي الشيء الأول والأكثر شيوعاً الذي تمر به كل فتاة خلال فترة المراهقة. فقد تقلق الفتيات كثيراً بشأن شكلهن ومظهرهن، وخاصةً بالنسبة إلى الوزن وزيادته.
يُعد المظهر بالنسبة للبنات في هذه المرحلة مهم جداً، ويأخذ الحيز الأكبر من تفكيرهنَّ، خاصة في ظل مقارنة أنفسهنَّ بما يعرضه الإنترنت. ويجب على الوالدين مساعدتهن في التخلص من هذا الهوس.
تُعد هذه ليست مشكلة سهلة التعامل معها أو إهمالها، ويجب على كل أم أن تعرفها، ويجب أن تهتم بها عندما تواجه ابنتها هذا النوع من المشكلات، ويجب أن تساعدها في اكتساب الثقة.
يمكن للأهل مساعدة ابنتهم على تجاوز المشكلة المتعلقة بالمظهر الخارجي، من خلال تعزيز ثقتها بنفسها، وحل المشكلة؛ فمثلاً في حال زيادة الوزن، يجب على الأهل مساعدة ابنتهم وتشجيعها على اتباع نظام غذائي صحي قليل السعرات الحرارية، وتحفيزها لممارسة التمرينات الرياضية.
2. العلاقات العاطفية
من أكثر المشكلات التي يمكن أن تواجه الآباء خلال فترة مراهقة ابنتهم “وقوعها في الحب”. نتيجة التغيُّر الهرموني في الجسم؛ تبدأ المراهقات بالانجذاب إلى الشباب، وقد ينجرفن في حب مبكر، وفي هذه المرحلة تكون المشاعر مؤقتة وغير مستقرة؛ فقد يشعر معظم الفتيات المراهقات بأهمية وجود الحب في حياتهن، وبأنهن بحاجة إلى الاحتواء العاطفي خاصةً إذا كانت الفتاة تعاني من انعدام الاستقرار الأسري، أو انفصال الأبوين، أو موت أحدهما؛ لذا من واجب الأم تحديداً تنبيه ابنتها من الانجراف في أيِّ علاقات حب.
يجب على الأهل الاهتمام بابنتهم المراهقة ورعايتها والتقرب إليها، ومشاركتها الأفكار، والشعور بها، واحتوائها؛ فذلك يمنحها الأمان والقدرة على التحدث عن مشاعرها، وكل ما يجول ببالها دون أي خوفٍ أو حذر
3. التقلبات المزاجية
التقلبات المزاجية من أبرز مشكلات البنات في سن المراهقة، وتحدث بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بعمر المراهقة؛ إذ تشعر البنات في هذا العمر بتقلبات مزاجية وعدوانية أو انطوائية وانعزال واكتئاب.
يجب على الوالدين أن يعرفا ما تمر به الابنة وما يدور في ذهنها ومساعدتها في التعامل مع هذا الأمر، أما إذا كانت المشكلة أكبر من مجرد تقديم الدعم مثل الاضطرابات النفسية أو الاكتئاب الحاد؛ فتجب الاستعانة بالمعالج المختص للتخلص من المشكلة الأساسية.
4. التنمر
تواجه البنات مشكلة التنمر من قبل بعضهنَّ بعضاً؛ ما يشعرهن بالاكتئاب أحياناً، بالإضافة إلى التأثير في سلوكهن وشخصياتهن بشكل سلبي، وتميل الفتاة إلى العزلة وضعف ثقتها بنفسها، كما أن التنمر يجعل المراهقة تشعر بأنها غير مرحب بها من قبل الآخرين، وبأنها مكروهة وغير محبوبة.
لذا؛ تجب مساعدة الأهل لابنتهم على بناء شخصية قوية واثقة مرنة، وتشجيعها على ممارسة الهوايات التي تفضلها، والثناء عليها، وتعزيز ثقتها بنفسها. من الضروري مراقبة أفعال البنات في سن المراهقة دون التضييق عليهنَّ؛ كي لا تتزعزع ثقتهن بأنفسهن، لهذا تكون المراقبة بطريقة غير مباشرة من خلال التعرف إلى صديقاتهن وعلاقاتهن في المدرسة وخارجها.
5. الصداقة
تمر البنات في مرحلة المراهقة بالعديد من المشكلات الاجتماعية؛ لذلك فإن الفتيات الانطوائيات اللاتي لديهن مشكلة في التواصل يمررن بالكثير. يجب أن يكون الوالدان ودودين مع هذا النوع من الفتيات، ويجب أن يمنحاها الثقة في التعرف إلى أشخاص جدد ومحاولة تكوين صداقات معهم.