متابعة بتول ضوا
“لا ناقة لي فيها ولا جمل” هي مثل شائع الاستخدام للتبرئة من أي عمل من أعمال الظلم أو سوء المعاملة. ولكن ما أصل هذا المثل، ولماذا نال هذه الشعبية بين الناس؟
تعود جذور هذا المثل إلى امرأة اسمها البسوس، كانت تنتمي إلى قبائل عربية ما قبل الإسلام. وصلت بجملها ونزلت بناقتها إلى جوار جساس بن مروة، وكان من قومه المحترمين. وبعد عدة أيام من تواجد البسوس، دخلت ناقتها في إبل كليب بن وائل. ردا على ذلك أطلق كليب النار عليها فقتلها بسهم.
وفي الجاهلية كان كليب بن وائل ذو سلطة على قومه. كان معروفًا بطبيعته المتعجرفة والعنيدة، ويطلب الطاعة من جميع من حوله. ولما علم جساس بما صنع كُليب ثار جساس لقتل ناقة امرأة نزلت في حماه، فتربص لكُليب وقتله،فثارت الحرب بين قوم كُليب وقوم جساس.
وكان الحارث بن عباد محارباً شجاعاً رشيداً ماهراً من قوم جساس. لكنه اختار عدم مساعدة شعبه في هذا الصراع حيث لم يعجبه أن يُقتل كُليب وهو سيد قومه في ناقة، فقال لن أشارك في حرب (لا ناقة لي فيها ولا جمل).
يُستخدم هذا المثل عادةً لوصف حالة براءة الفرد الذي يُتهم خطأً أو يُلام على شيء لم يفعله. ويمكن استخدامه أيضًا لوصف الموقف الذي يُطلب فيه من الشخص المشاركة في مسعى لا يؤدي في النهاية إلى أي فائدة له.