متابعة-جودت نصري
بمناسبة عودة المدارس.. يرى الكثير من أولياء الأمور أن دورهم يعتمد على سداد الرسوم الدراسية.. وحضور الأطفال إلى مدارسهم ومشاهدتهم وهم يعدون واجباتهم المدرسية على أكمل وجه، وهذا غير صحيح؛ أكدت أكثر من دراسة تربوية أن المشاركة الإيجابية لأولياء الأمور هي مفتاح نجاح الأبناء، وأن التفوق والتفوق الدراسي ليس مستحيلاً، إذا أدرك أولياء الأمور أن النجاح المدرسي له “عادات” يمكن اكتسابها بغض النظر عن مستوى الطفل الذكاء أو مستوى المدرسة ومستوى المعلمين.
أفكار ودراسات
الاستغراق أو المشاركة الإيجابية للوالدين، تعتبر بحق هي مفتاح النجاح، ليس الدراسي فحسب بل النجاح في الحياة بصورة عامة.
اختارت دراسة كعينة.. 10عائلات متشابهة في معظم النواحي اجتماعياً واقتصادياً، إلا أن خمساً من هذه العائلات كان لديها أطفال ضمن أفضل 20% في فصلهم الدراسي، بينما كان أطفال العائلات الخمس الأخرى ضمن أسوأ 20% في الفصل.
وكان الفرق بين هؤلاء المتفوقين وغير المتفوقين، هو ما قام به الوالدان مع أطفالهم من عادات دراسية مثل: تحديد أوقات قيام الطفل بواجباته المدرسية، ومتابعته وتحفيزه؛ وتدريبة كيف يصبر ويبذل كل طاقة لديه؟
والمعروف أن مشاهدة الابن لالتزام وتكريس الوقت والطاقة من جانب الوالدين، يكسب الابن عادات النجاح كالمثابرة والعمل الجاد، والتحديد الجيد للأوقات والأولويات، والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة دونما ارتباك، والأهم الثقة بالنفس.
بل توصلت الدراسات إلى أن الاستغراق الإيجابي للوالدين مع الابن، لها تأثير كبير على نجاحه، بدرجة تفوق في الأهمية المدرسين ومستوى المدرسة، والتي تتم بمنح الآباء الوقت الكافي كل يوم، للعناية والاهتمام بواجبات الابن الدراسية.
خطوات تفاعل واستغراق الوالدين
التحدث باستمرار مع أطفالهم. التشجيع القوي لمتابعة الأداء الدراسي.
إقامة حدود واضحة داخل البيت.
خلق بيئة محفزة ومساعدة بالمنزل.
متابعة طريق قضاء الأطفال لأوقاتهم وتوجيههم.
بينما هناك أسر بدلاً من الاستغراق والمشاركة الإيجابية، يقوم معظمهم بإضاعة الوقت في: تعنيف الأطفال، أو أداء الواجب بدلاً منهم.
أو الضغط عليهم؛ لكي يحصلوا على الدرجات المرتفعة بأي ثمن، ودفعهم إلى الشعور بالذنب، بل وعقابهم لحصولهم على الدرجات المنخفضة.
طرق تحفيز الأبناء
1- أن يُظهر الوالدان الاهتمام والحماس لجهود أطفالهم.
2 – إظهار الإثارة والإعجاب تجاه أدنى تقدم يحرزه الطفل.
3- تشجيع كافة الجهود المعادة والمتكررة، وتجاهل كافة المحاولات غير الموفقة أو الفاشلة.
4- التدعيم عن طريق الاهتمام الكامل لكل مجهود يقوم به الطفل، وإبداء الإعجاب عندما يبدي الطفل، ولو أدنى تقدم.
5- التخلص من سلوك ما، وذلك بعدم التعليق على إخفاقات الصغير، والنظر إلى مرات الفشل على أنها خطوات ضرورية للنجاح الحقيقي.
6-عدم إبداء اهتمام الآباء بالفشل، يسمحون بذلك للطفل بألا يعطي لفشله ـ هو الآخرـ أي اهتمام.
أسباب وراء إخفاق الوالدين
عدم وضوح أو تحديد الأهداف
بسؤال أنفسنا – نحن الآباء- هل هدفنا تحقيق الابن لأعلى الدرجات، وتفوقه الدراسي فحسب؟ أم أن هدفنا بناء شخصية متكاملة، عندها القدرة على مجابهة الحياة، وإثبات ذاتها والتميز في حياتها العامة؟
من الخطأ الاهتمام بدرجات الامتحانات، بدلاً من التركيز على قيمة “العمل”؛ إذ مجرد أن يصبح العمل الجاد عادةً راسخة لدى أبنائنا، فإن بقية الصفات سوف تتحقق تلقائياً؛ من كسب مهارة تلقي العلم إلى زرع الثقة في النفس.
إعلاء قيمة الموهبة بدلاً من العمل الجاد
حيث أظهرت الدراسات أن عدداً لا بأس به من الآباء ما يزالون يرون “الموهبة” والقدرات الشخصية هي المسؤولة عن سوء أداء أبنائهم، وهذا تفكير خاطئ.
نقص التوقعات الإيجابية
بمعنى على أن الوالدين توقع النجاح والإيمان بالطفل، حيث إن هذه التوقعات الإيجابية تساعد الطفل وتحفزه على تعلم العمل الجاد، ولهذا على الوالدين التمسك بها، وفي هذا الشأن أكدت الدراسات أن 93% مما نوصله إلى الآخرين، عما نحب أو نكره، لا يعتمد على الكلمات التي ننطق بها، ولكن في نغمة الصوت وتعبيرات الوجه؛ فمشاعرنا – نحن الآباء – سرعان ما تصل إلى الطفل حتى دون أن نترجمها إلى كلمات منطوقة.
ويبق سؤال:
كيف يمكن تغيير مشاعرنا وصورتنا السلبية إلى مشاعر وتوقعات إيجابية؟ هنا تجيب الدراسة: الأمر سهل، ويحدث بالتركيز دائماً بصورة علنية على مواطن القوة في الطفل وخصاله الإيجابية.. ويتم ذلك بأن يؤكد الوالدان لأنفسهما أن ابنهم طيب، عاطفي، يحبهم، إيجابي في تعامله مع الآخرين، وأن يُقدِّروا محاولاته لاسترضائهم.
تكرار الجملة مرة من بعد مرة
ولكي يكون لهذه الأمور أثرها وفعاليتها؛ ستحتاج إلى ترديدها مرات عديدة؛ و كتابتها وتسجيلها، حتى يمكن تذكرها، وعليك بالاحتفاظ بها معك في داخل (جيبيك) أينما ذهبت.. قم بقراءتها وكررها بصوت مرتفع وفي صمت أيضاً، وعندما تردد هذه التوكيدات، رددها مصاحبة للمشاعر بإحساس صادق وكأنك تعنيها فعلاً، سيدي الأب عليك ترديدها بأكثر قدر من الإحساس والاقتناع.
الاستغراق مع الأبناء
إننا جميعاً، كآباء وأمهات، نحتاج إلى توقعات إيجابية وحنان وحب صادق؛ كي ننجح في المشاركة الإيجابية والاستغراق مع أبنائنا، إنه جوهر العلاقة بين الآباء والأبناء.