متابعة – علي معلا
انتشرت عادة قديمة بين الناس، ولا تزال مستمرة في عاداتنا حتى اليوم، وتتمثل في تقديم كأس من الماء مع فنجان القهوة.
قد تعتقد أن إضافة الماء إلى القهوة مجرد تكملة بسيطة لأصول الضيافة، ولكن الحقيقة أن هذا النوع من التقديم يحمل تاريخًا طويلًا وأصولًا قديمة، وقد جعل العرب يتبنونه كعادة راسخة ترافقهم في جميع الأوقات.
يُرجح من قبل المؤرخين أن تقديم كأس الماء مع فنجان القهوة يعود إلى فترة العثمانيين، حيث كان العثمانيون يقدمون كأسًا من الماء إلى ضيوفهم إلى جانب القهوة، وذلك لمعرفة ما إذا كانوا جائعين أم لا.
إذا شرب الضيف القهوة أولاً قبل الماء، فهذا يعني أنه ليس جائعًا، وبالتالي لا يحتاج إلى تقديم وجبة طعام ثقيلة.
وإذا أمسك الضيف بكأس الماء قبل القهوة، فإن صاحب المنزل يفهم من ذلك أن الضيف جائع، وبالتالي يأمر بتجهيز الطعام تجنبًا لإحراجه.
وبحسب رواية أخرى من بعض المؤرخين، فإن تقديم الماء مع القهوة يمكن أن يعود إلى أهل الشام، حيث كان يُعتبر وسيلة للتعبير عن إعجاب الضيف بالقهوة.
إذا شرب الضيف الماء قبل القهوة، فهذا يعتبر إشارة على إعجابه بالعائلة المضيفة واستمتاعه بطعم القهوة.
وإذا قام بالعكس، فهذا يدل على عدم إعجابه بطعم القهوة وازدرائه لها.
باختصار، يمكن القول أن تقديم كأس الماء مع فنجان القهوة يحمل العديد من التفسيرات والقصص المحتملة. إنها عادة تعبر عن الضيافة والاهتمام في الثقافة العربية، وتعكس قيم الكرم والسخاء والاحترام تجاه الضيوف.