متابعة- بتول ضوا
كونك ثنائي اللغة يجعلك على دراية بوجهات النظر المختلفة ويجعلك أكثر مرونة لتقبل هذا الاختلاف، ويمكن أن تؤثر لغتك أيضًا على إدراكك للوقت. أظهرت الأبحاث أن التحدث بلغة ثانية يمكن أن يساعدك على التفكير بشكل أكثر عقلانية وتغيير شخصيتك، كما أثبتت دراسة أخرى أجريت عام 2017 أن اللغة التي نتحدث بها يمكنها بالفعل تغيير إدراكنا للوقت.
عندما نتحدث عن الوقت باللغة الإنجليزية ونقول (life is short) أي “الحياة قصيرة” أو (that was a long day) أي “اليوم كان طويل” فهي تختلف عما إذا كنا نتحدث الإسبانية، حيث يتم الإشارة إلى الوقت بقول (mucho tiempo) أي “الوقت طويل” أو (poco tiempo) يا “القليل من الوقت”.
أجرى بعض العلماء تجارب مع متحدثين بعدد من اللغات المختلفة، بما في ذلك المتحدثون باللغة الإسبانية فقط، والمتحدثون باللغة السويدية فقط، وكل من المتحدثين بالإسبانية والسويدية. لتحديد ما إذا كان للاختلافات اللغوية أي تأثير على إدراكهم للوقت، عُرض على المشاركين مقطعي فيديو وطُلب منهم تقدير مقدار الوقت المنقضي منذ المشاهدة؛ أظهر الفيديو الأول حاوية مملوءة بالسائل، وأظهر الفيديو الثاني خطاً يزداد طوله.
عند النظر إلى حاوية مملوءة بالسائل، لم يكن لدى المتحدثين باللغة السويدية مشكلة في تقدير الوقت المنقضي، لكن المتحدثين باللغة الإسبانية كانوا يميلون إلى تقدير المزيد من الوقت؛ في المقابل، كان المتحدثون باللغة الإسبانية يقدرون الوقت بشكل صحيح، بغض النظر عن طول الخط، فقد استغرق الأمر ثلاث ثوانٍ لتقدير الوقت.
لكن المتحدثين باللغة السويدية اعتقدوا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت، وحدث نفس الشيء للمتحدثين باللغتين؛ وهذا يثبت أن هذا الاختلاف ليس اختلافاً ثقافياً، بل اختلاف لغوي.