متابعة-جودت نصري
يمكن أن تساعد ألعاب تحفيز الدماغ أو بعض ألعاب الفيديو في الحماية من أمراض مثل مرض الزهايمر، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن تعلم لغة أو مهارة جديدة قد يكون مفيدًا أيضًا في الوقاية من الخرف. وكشفت الدراسة الجديدة أن الأشخاص في منتصف العمر الذين تلقوا دروسًا تعليمية انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19٪ بعد خمس سنوات.
الخرف: كيفية إجراء الدراسة
قام الباحثون بتحليل بيانات 282 ألف متطوع بريطاني تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، وتابعوهم لمدة سبع سنوات.
تمَّ منح المشاركين درجة مخاطر فردية للإصابة بالخرف بناءً على الحمض النووي الخاص بهم والإبلاغ الذاتي إذا أخذوا أي دروس تعليمية الكبار.
وطوال فترة الدراسة، تمَّ إعطاؤهم مجموعة من الاختبارات النفسية والمعرفية، على سبيل المثال اختبارات وقت رد الفعل والذاكرة.
وعلى مدار فترة الدراسة، أصيب 1.1% بالخرف، بينما كشف التحليل أن المشاركين الذين كانوا يشاركون في فصول تعليم الكبار في بداية الدراسة كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 19% مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
فقد حافظ هؤلاء الأشخاص على ذكائهم السائل – القدرة على التعلم والتقييم والتنقل في المواقف الجديدة – والتفكير غير اللفظي، وهو القدرة على حل المشكلات المعروضة في شكل رسم بياني أو صورة، بشكل أفضل من أولئك الذين لم يحضروا دروسًا تعليمية.
قام الباحثون أيضاً بفحص عوامل الخطر هذه إلى جانب ما إذا كان الأشخاص يحملون جينًا معينًا – جين APOE – والذي يرتبط أيضًا بالخرف أم لا.
وتم استخدام هذه الأدوات مجتمعة لتطوير درجة مخاطر الخرف في البنك الحيوي في المملكة المتحدة (UKBDRS) – أداة APOE.
واكتشفوا أن الأداة أنتجت أعلى الدرجات التنبؤية للأشخاص الذين أصيبوا بالخرف على مدار 14 عامًا من الدراسة.
على سبيل المثال، فإن الرجل الأكبر سنًا الذي لديه تاريخ من مرض السكري، والذي يعيش بمفرده، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم وجين APOE، سيكون لديه درجة خطر أعلى مقارنة بالمرأة الأصغر سنًا التي لا يوجد بها أي من عوامل الخطر الأخرى المذكورة.
وكشف التحليل أن المشاركين الذين كانوا يشاركون في فصول تعليم الكبار في بداية الدراسة كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 19% مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وقال المؤلفون إن التقييم “يتفوق بشكل كبير” على أدوات تقييم المخاطر الأخرى المماثلة المتاحة حاليًا.
بالإضافة إلى تحديد الأشخاص المعرضين للخطر، يمكن لهذه الأدوات أيضاً تسليط الضوء على التدابير الوقائية التي يمكن للأشخاص اتخاذها بينما لا يزال ذلك ممكنًا.
طرق الوقاية من الخرف
يشير الأكاديميون في أبحاث سابقة أنه يمكن الوقاية مما يصل إلى 40% من حالات الخرف من خلال تعديل بعض عوامل نمط الحياة بما في ذلك التوقف عن التدخين، وخفض ضغط الدم المرتفع، وفقدان الوزن.
ويقترح العلماء أن الأداة الجديدة يمكن استخدامها في المستقبل كأداة فحص أولية للخرف لوضع الأشخاص في “المجموعات المعرضة للخطر”.
ويمكن إعطاء الأولوية لأولئك الذين يعودون مع احتمال كبير للإصابة بالخرف، وفقًا لدرجة المخاطر، لإجراء المزيد من الاختبارات بما في ذلك التقييمات المعرفية ومسح الدماغ واختبارات الدم.
وقالت الأستاذة المشاركة سانا سوري، المؤلف الرئيسي المشارك بالدراسة من جامعة أكسفورد: “من المهم أن نتذكر أن درجة المخاطر تخبرنا فقط عن فرصنا في الإصابة بالخرف؛ ولا يمثل ذلك نتيجة نهائية”.
وأضافت: “تختلف أهمية كل عامل خطر، ونظراً إلى أن بعض العوامل المدرجة في النتيجة يمكن تعديلها أو معالجتها، فهناك أشياء يمكننا جميعًا القيام بها للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالخرف، ففي حين أن التقدم في السن – 60 عاماً فما فوق – وجين APOE يمثلان أكبر خطر، فإن العوامل القابلة للتعديل، مثل مرض السكري والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم لها أيضًا دور رئيسي، فالخطر المقدر لشخص يعاني من كل هذه الأعراض سيكون أعلى بثلاث مرات تقريبًا من خطر شخص في نفس العمر ليس لديه أي منها”.