متابعة-جودت نصري
ولأن صحة المرأة العربية هي الأولوية، عقدت شركة أورغانون، الرائدة في مجال صحة المرأة والتي تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في حياتها في هذا الصدد، حلقة نقاش حول كيفية “تفعيل نهج النظام البيئي لتعزيز صحة المرأة في لبنان والمنطقة” بحضور وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض وحشد دبلوماسي وصحفي.
ما هو تكيّس المبايض؟
تكيس المبايض هو تسمية خاطئة للمشكلة الأساسية عند المرأة؛ إذ أن هذه المشكلة لا تعني وجود أكياس على المبايض، كون الكيس في العادة يُعرف بأي كيس مائي يتعدى حجمه السنتمتر الواحد و10 ميليميترات؛ فيما المرأة التي تعاني من تكيسات على المبايض، لا يتعدّى حجم الكيس لديها 1 سنتميتراً؛ إنما تكيس المبايض هي حالة تعبّر عن خلل هرموني يحصل بسبب عدم استجابة المبيض لأوامر الدماغ في إطلاق البويضة، لذلك يحصل اضطراب في الهرمونات عند المرأة تؤدي إلى ازدياد حجم البويضة لدرجة معينة، فلا تحصل بالتالي الإباضة في أوانها، وتصبح غير منتظمة حيث تحصل مرة كل 2-3 أشهر، أو تنقطع تماماً.
من هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة؟
يجب أولاً التطرّق إلى أسباب حدوث تكيس المبايض أو هذا الخلل الهروموني للإجابة عن هذا الجزء. يصيب الخلل الهرموني بين 5 إلى 10% من النساء. نلاحظ هذه المشكلة مع بداية الدورة الشهرية للنساء أي من عمر 12 – 14 فما فوق وتبلغ ذروتها في عمر 17 أو 18 أو حين انتظام الدورة، فتزور المرأة الطبيب بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية. ولعل الفئات الأكثر عرضة للإصابة هي من تعاني من الوزن الزائد، إضافة إلى الفئات التي لديها استعداد لتكيسات المبايض في العائلة، والنساء اللواتي يعانين من السكري من الدرجة الثانية في العائلة وبالأخصّ من جهة الأب.
الأسباب إذاً جينية، وراثية بالإضافة إلى الوزن الزائد الذي يؤثر على تأخّر الأيض، فيكون معدل الأيض منخفض لدى المرأة، ويؤدي بالتالي الى ارتفاع هرمون الإنسولين وخلل في حرق السكر والدهون في الجسم.
هل توجد أنواع أو درجات من التكيس؟
بالتأكيد، يعاني بعض الإناث من درجات عالية لتكيس المبايض، يواجه الطبيب جرّائها صعوبة في تقديم المساعدة لإنتاج البويضة، فيكون لديهنّ ما يعرف بالمقاومة للإباضة أو ارتفاع شديد جداً بالهرمونات الذكورية تؤدي إلى المشاكل التي سنطرحها لاحقاً.
التشخيص سهل جداً نرى أحياناً للأسف مرضى يعتقدون أنهم مصابون بتكيس المبايض لكنهم لا يعانون من هذه المشكلة. يجب أن تعاني الفتاة التي بلغت حديثاً من ثلاثة أعراض تتمثل بارتفاع الهرمونات الذكورية، شعر زائد في الوجه والجسم، وعدم انتظام في الدورة الشهرية (أي أقلّ من 8 مرات في السنة)، بالإضافة إلى وجود الأكياس الصغيرة على المبيض، يمكن كشفها عن طريق الصورة الصوتية.
بعد ثلاث سنوات من البلوغ، يعتمد تشخيص تكيسات المبايض على اثنين من ثلاثة عوامل تتمثل بالهرمونات الذكورية المرتفعة، أو شعر زائد في الوجه والجسم بترتيب معيّن بالإضافة إلى الأكياس على المبايض، ثالثاً الدورة الشهرية غير المنتظمة. لكن لا يعني ذلك أنّ كلّ من لديهنّ شعر زائد، أو اللواتي يعانين من عدم انتظام في الدورة الشهرية، أو لديهنّ أكياس بكمية عالية يعانين من تكيسات المبايض.
ما هي مخاطر البقاء دون علاج؟
يعتمد العلاج في الدرجة الأولى على رغبة المرأة. نعطي الأدوية المناسبة للمرأة التي تعاني من الشعر الزائد كذلك التي ترغب بالحمل. بالطبع توجد مخاطر ناجمة عن عدم العلاج، بسبب افتقار المريضة لهرمون البروجسترون الذي يفرزه المبيض بعد الإباضة، وإذا بقيت المرأة لفترات طويلة دون هذا الهرمون يؤدي ذلك إلى تشكّل ثآليل داخل الرحم، كذلك نموّ زائد في بطانة الرحم، وقد تتطوّر الحالة إلى الإصابة بسرطان بطانة الرحم. من المهمّ جداً اكتشاف المريضة التي لديها استعداد لتكيسات المبايض مبكراً، إذ قد يكون لديها استعداد للسكري أو الضغط المرتفع؛ وذلك لتقديم العلاج اللازم سواء من خلال تخفيض الوزن أو الأدوية التي تزيد من حرق السكر أو الدهون في جسمها أو تلك التي تنظّم الدورة.
ما هي الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب؟
يتمثّل العارض الأوّل الذي يستدعي زيارة الطبيب، الاضطراب في الإباضة، معظم النساء اللواتي يأتين إلى العيادة يعانين من عدم انتظام في الدورة التي تحدث سواء كلّ 10 أيام أو تغيب أكثر من شهرين أو ثلاثة بالإضافة إلى نموّ الشعر الزائد في الجسم أو في الوجه.
ما هي فحوص الكشف المبكر المطلوبة؟
الكشف المبكر ليس مهماً بقدر الوعي الذي يجب أن يتوفّر لدى الأهل الذين تعاني ابنتهم من عدم انتظام في الدورة الشهرية، أو لديها شعر زائد في وجهها وجسمها ولديهم تاريخ عائلي طبي من الإصابة بالسكري. الكشف المبكر في هذه الحالة مهمّ جداً لتنظيم الدورة وتخفيف نموّ الشعر أو علاجه.
هل من علاجات شافية؟
للأسف لا يوجد علاج شافي بالكامل، لكن هناك علاجات لتنظيم الدورة الشهرية، تخفيف نموّ الشعر بالجسم، إعطاء هورمون البروجسترون الذي تفتقر إليه المريضة، وصولاً إلى تحفيز الإباضة إذا كانت هذه الأخيرة تعاني من مشاكل في الإنجاب.
وما جديد علاجات تكيس المبايض؟
يعتبر تكيس المبايض موضوعاً شائعاً جدَاً، لذلك تجرى العديد من الدراسات حوله لمساعدة الفتيات والنساء على حد سواء عن طريق تخفيف نموّ الشعر الزائد والهرمونات الذكورية أو عن طريق المكملات الغذائية.
إذا تمّ استعمال ما يسمى بالإينوزيتول الذي يساعد على حرق السكر في الجسم وبالتالي تخفيف كمية الإنسولين، إنقاص الوزن، والأدوية التي تساعد على حرق السكر مثل الميتفورمين، فإنَّ جميعها تساهم في علاج تكيّس المبايض وليس الشفاء منه.
في حين يلجأ بعض المرضى أيضاً إلى عمليات تكميم المعدة، إذا واجهوا صعوبة في عملية إنقاص الوزن وبالأخصّ إذا كان له تأثير على الإنجاب، بعد استنفاذ كلّ المحاولات الأخرى لتنشيط للإباضة، وأخذ أدوية لزيادة حرق الدهون.