متابعة-جودت نصري
يظل التعامل مع الطلاب “الصعبين” هو المصدر الأول للضغط المستمر بالنسبة لمعظم المعلمين. قد لا يكونون منتجين، وهذا يؤدي إلى تدهور مستواهم الدراسي، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، يمكن أن تساعدك هذه النصائح على تعلم التأثير بشكل كبير على الطلاب ذوي الصعوبات، يقدمها لك خبراء ومتخصصون.
1 – قم ببناء الثقة بينك وبينهم
قد يواجه الطلاب “الصّعاب” مشكلة في الثقة بالبالغين وشخصيات السلطة، لذلك هم يكرهون المدرسة، ربما لأنه تم إهمالهم خلال تربيتهم، لذلك قم ببناء الثقة حتى تتمكن من بناء علاقة حقيقية وعملية مع الطالب، بين الطالب والمعلم. دع طلابك يصلون لمرحلة، أنك ستفتقدهم إن تغيبوا عن الصف، واجعل من أهم أهدافك أن تكون مشجعاً لطلابك، وخاصة الطلاب الذين تجعل تصرفاتهم الآخرين يرغبون في الابتعاد عنهم. تعرف عليهم أثناء هدوئهم، اشكرهم على تعاونهم وخصص وقتاً للسؤال عن كيفية تمكنهم من الاعتناء بأنفسهم. قم بتهيئة مناخ الفصل الدراسي حيث يساعد الطلاب وحتى “يشجعون” بعضهم البعض.
أهم صفات المعلم الناجح
2 – اجعل وسائل التعلم ممتعة ومقنعة
قد يواجه الطلاب “الصّعاب” مشكلة في المشاركة في الدروس التي يعتبرونها مملة وغير محفزة. لذا اجعل التعلم مقنعاً من خلال الاستعداد لاستخدام استراتيجيات مشاركة الطلاب بشكل مختلف عن تلك المستخدمة مع الطلاب “الأقل صعوبة”.
الشكوى المتكررة من قبل الطلاب عندما نقوم بتدريس محتوى الموضوع هي “متى سنستخدم هذا؟” يفشل العديد منهم في رؤية العلاقة بين المحتوى الخاص بنا وحياتهم. عندما لا يفعلون ذلك، قد يشعرون بالملل وعدم الاهتمام. فيما الطلاب الذين يقدرون المدرسة لأنهم يرون العلاقة بين التعليم الجيد والنجاح في الحياة لذلك يمكنهم تحمل الفصول الدراسية المملة.
اجعل هدفك هو أن تبدأ كل فصل بشيء يجذب انتباههم ثم تحاول ربطه بالدرس الذي تقوم بتدريسه: قصة رائعة؛ سؤال وجودي؛ مزحة؛ تجربة؛ صورة مثيرة للاهتمام. إذا لم تتمكن من العثور على طريقة لجعل الدرس ذا صلة، على الأقل تواصل مع طلابك لبضع ثوانٍ كل يوم حول شيء تعرف أنهم يجدونه مثيراً للاهتمام (تلميح: الموسيقى والرياضة وألعاب الفيديو والمال هي دائماً ما تكون محل اهتمام الأطفال).
يمكن أن تساعد الألعاب الجماعية التي تعتمد على بناء الفريق أيضاً في خلق جو من القبول والأمان و”النجاح” الذي يمكن الوصول إليه.
3 – دع الطلاب يشعرون بالمسؤولية
قد يشعر الطلاب “الصعاب” في المدرسة بمعاناة في التعبير لأن الدروس لا تسير بمستوى قدراتهم، قم بإضفاء الطابع الشخصي على ما تؤكد عليه. على سبيل المثال، أي قم بتنمية المسؤولية على أساس كل طالب على حدة.
الأطفال لا يولدون مسؤولين. بل هي مهارة يحتاجون إلى تعلمها. أفضل الطرق لتعزيز المسؤولية هي المشاركة والملكية والاختيارات ذات الحدود، اجعل طلابك يشاركون في اتخاذ القرارات بشأن أكبر عدد ممكن من الأشياء. حاول أن تتجنب تقديم حلولك أو عواقبك على الفور، وبدلاً من ذلك اطرح الأسئلة التي تدفعهم إلى التفكير بمفردهم. ابحث عن طرق لمنح طلابك خيارات يمكنهم التعامل معها، واحتفل معهم عندما تنجح خياراتهم وحملهم المسؤولية عندما يرتكبون الأخطاء.
على سبيل المثال، “أحمد يبدو أنك اعتقدت أنه يمكنك النجاح من غير جهد!. دعنا نلقي نظرة على ما يمكنك القيام به للحصول على التدريب الذي نعلم أنك بحاجة إليه لتحقيق المزيد من النجاح. لدي بعض الأفكار هل لديك أفكارك الخاصة؟ دع أحمد يتوصل إلى حلول خاصة به أولاً ثم حاول مساعدته على توقع العواقب التي قد تترتب على اختياره.
4 – كن إيجابياً
إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي أن نتذكر أن التحدي المتمثل في معالجة الطفل الصعب ليست شخصية، إنه ليس خطأك، وفي العديد من المواقف، ليس خطأهم أيضاً، بل هو مشكلة عائلية، أو صدمة نمو سابقة، أو مشكلة تتعلق بالصورة الذاتية والثقة، وما إلى ذلك.
وربما يكون الفشل هو العامل الأول في المدرسة الذي يجعل الطلاب ساخطين، وغير مهتمين، وغير متحمسين، ومخربين. لذلك عليك تحدي طلابك ليتحسنوا كل يوم في موضوعك عما كانوا عليه بالأمس. على سبيل المثال، يمكن أن تقول للطفل الصعب: “لقد حصلت اليوم على درجات جيدة. أنا فخور بك. ولكن دعنا نرى ما إذا كان يمكنك القيام بذلك لمدة يومين على التوالي. حظ سعيد.”
اجعل أطفالك يفهمون أن “التحسن عما كنت عليه بالأمس” هو المعيار اليومي للنجاح. وقل لطالبك في الصف: “لا تتوقع مني أبداً أن أتخلى عنك وألا أتخلى أبداً عن نفسك”.
امدحه عندما يقوم بعمل جيد، مع تركيزك على الجهد والاستراتيجية التي استخدمها.
5 – دع طلابك يشعرون بالأمان
قد يواجه الطلاب “الصعاب” مشكلة في الشعور بالأمان في بيئة تعليمية محفزة، ما يؤثر في النهاية على قدرتهم على التعلم. تأكد من أنهم يشعرون “بالأمان” فكرياً وإبداعياً وعاطفياً وجسدياً، كن واضحاً جداً بشأن التفاصيل التي تتوقع من طلابك اتباعها للحصول على فصل دراسي آمن وسلس. علّم طلابك التصرف إذا انكسر قلم الرصاص مثلاً، وكيفية الحصول على إذن لتناول مشروب أو الحمام، وكيفية المشي عبر الفصل الدراسي. والقاعات، ومن المهم أن يتم شرح هذه الإجراءات وممارستها. عندما تلاحظ أن الإجراء يتم اتباعه بشكل جيد، قم بالإشارة إلى ذلك. التعزيز يساعد دائماً.
ولعل الإجراء الأكثر أهمية، هو جعل الطالب “الصعب” يفهم، أنه من غير المسموح الاشتباك مع أحد آخر في الصف، لأنه في المقام الأول إحراج للنفس، وللطالب الآخر، ومن جهة أخرى إضاعة لوقت التدريس، دع طلابك يعرفون أنك ستشاهد دائماً الطالب بعد الفصل الدراسي وهذا ما سيجعلك تبني أفكارك عنه.
قل لطلابك: “أنا لا أتجاهل السلوك السيء ولكنني لن أقوم دائماً بإيقاف الفصل للتعامل معه؛ لأن ذلك من شأنه أن يضيع الكثير من الوقت وربما يكون محرجاً. لذا افهم أنه إذا خرقت قاعدة ما، فستكون هناك عواقب، ولكن في معظم الأحيان سيتم التعامل معها بعد الفصل الدراسي بحيث لا نضيع وقت الجميع.. أعلم أنكم جميعاً سمعتم للتو ما فعله أحمد وربما يتساءل معظمكم عما سأفعله أنا حيال ذلك. لاحقاً، سنكتشف أنا وأحمد هذا الأمر ولكننا الآن في الصفحة 15”.