تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح السبتن ما بين؛ الدور الريادي الذي تلعبه الدولة لاستشراف المستقبل وتعزيز التنمية الشاملة، وأهمية الحوار لإيجاد الحلول المناسبة لأزمات المنطقة، وضحايا النازية، إضافةً إلى دعم الإمارات لقرارات الشرعية الدولية والمساعي الهادفة لوضع حد للصراعات والتوترات والأزمات في المنطقة.
روواد المستقبل
وتحت عنوان “روواد المستقبل” قالت صحيفة الاتحاد: “إن الإمارات تحقق الريادة في المستقبل، وتشارك العالم مهمته لاستشراف أهم القطاعات والتحديات التي يمكن مواجهتها، ووضع الحلول الكفيلة بإزالة أي عائق أمام مسار التنمية الشاملة، فالدولة تؤمن بأن التنمية وليس غيرها هي الطريق الأقصر والأصح لتوفير جميع عناصر استقرار الشعوب، وتحقيق أمنها ورفاهيتها”.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الريادة، جعلت من الإمارات المكان الأمثل لاستضافة اجتماعات مجالس المستقبل العالمية لمدة خمسة أعوام مقبلة، ابتداء من نوفمبر المقبل، باعتبارها واحدة من أهم مخرجات المشاركة الإماراتية الفاعلة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وبالتزامن مع انطلاق «إكسبو 2020» على أرض الدولة، كما ستعمل الإمارات وعبر شراكتها مع «دافوس» على دعم المهارات المستقبلية لمليار شخص حول العالم.
وأكدت الصحيفة أن العطاء هو ما يحكم النهج الإماراتي في التعامل مع القضايا والتحديات العالمية، لذلك فهي تنظر لإحداث التنمية بشكل شمولي، وليس في بلد أو نطاق محدد، ومن هذا المنطلق، تدعم أي جهد عالمي لتحقيق هذه الغاية في المستقبل، عبر تقليص فجوة المهارات في ظل الثورة الصناعية الرابعة، والتطور التكنولوجي المتسارع الذي يتطلب تحصين ملايين البشر بالمهارات اللازمة لصناعة المستقبل ومواجهة تحدياته.
واختتمت “الاتحاد” افتتاحيتها مؤكدة ان الإمارات تمكنت من جذب الاهتمام العالمي، من خلال إدراكها للمتغيرات المتسارعة، وبناء خريطتها المستقبلية وفق هذه الأسس التي لا تترك مجالاً للمصادفة، لذلك شكلت نموذجاً حياً يطمح العالم إلى تعميمه ومشاركة تجاربه، خاصة في ظل ما حققته على الأرض، وتصدرها كثيراً من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية، وتشكيلها واحة من الاستقرار والأمن، وهي داعية محبة وتسامح وسلام بين أبناء البشرية كافة.
الحوار بوابة السلام والاستقرار
من جانبها، قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها تحت عنوان “الحوار بوابة السلام والاستقرار”: “إنه لا يختلف اثنان على أهمية استتباب الأمن والسلم الدوليين، ونبذ كل ما يدعو أو يؤدي إلى التصعيد في العلاقات الدولية، فهناك إجماع عربي على ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لأزمات المنطقة، وبالطرق السلمية عبر حوار سياسي يضمن علاقات إقليمية قائمة على مبادئ احترام الآخر، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وأشارت إلى أن الدول العربية تولي أهمية كبرى للجهود السياسية من أجل تهدئة التوترات، بانتهاج أسلوب الحوار الذي يعد السبيل الأفضل لمعالجة أزمات المنطقة، ويبدأ ذلك بإعلاء صوت العقل والحكمة لتخفيف التوتر ووقف التصعيد وحلحلة الخلافات العالقة بين الدول، كي تعيش البشرية في أمن وأمان وتفاهم ضمن منظومة عيش مشترك تحترم حقوق الأطراف كافة، وتحترم احتياجاتها ومصالحها.
ونوهت “البيان” إلى أنه في ظل ما يشهده العالم اليوم من تدخلات سياسية وتقاسم الأدوار وتبادلها، تواجه الأمة العربية تحديات جسيمة، حيث لم يعد الجسد السياسي العربي بما أصابه من وهن قادراً على تحمل تدخلات خارجية، وهو ما يستدعي ضرورة رص الصفوف واستنهاض الهمم، وتكاتف الجهود لتجاوز جميع التحديات التي تهدد أمن وسلامة الأمة العربية.
وشددت صحيفة البيان في ختام افتتاحيتها على ان تكريس منهج التسامح والتفاهم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وتعزيز آلية الحوار السلمي لحل القضايا والأزمات الدولية وانتهاج بُعد نظر وبصيرة متأنية من شأنها معالجة الكثير من القضايا محل الخلاف، وكلنا أمل في رؤية بشائر الحلول السلمية على أرض الواقع لبداية حقبة جديدة من الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
أهمية الالتزام بالقانون الدولي
أما صحيفة الوطن، فقالت في افتتاحيتها بعنوان “أهمية الالتزام بالقانون الدولي”: “إنه في مناسبة جديدة أكدت الإمارات خلال المناقشات المفتوحة في مجلس الأمن الدولي أهمية الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخاصة الصادرة عن مجلس الأمن والعمل وفق ما تنص عليه شريعة الأمم المتحدة الناظمة للعلاقات بين الدول، ودعم المساعي الهادفة لوضع حد للصراعات والتوترات والأزمات عبر إنجاز حلول سياسية تكون كفيلة يإنهائها وتجنب ما ينتج عنها من آثار سلبية، كما بينت الدولة خلال مشاركتها في المناقشات أهمية احترام سيادات الدول ومنع أي انتهاك لها أو التدخل في شؤونها”.
ولفتت الصحيفة إلى ان مداخلة الدولة تطرقت إلى القضية الفلسطينية التي تعتبر من الملفات الرئيسية في الموقف الإماراتي، إذ تم التأكيد على ضرورة وضع حد لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة من حيث موضوع الاستيطان والاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين وهدم منازلهم، وهي جميعها تعتبر انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الذي يجرم مثل هذه الأفعال بموجب قرارات ونصوص واضحة، مع العلم أن تلك الجرائم تكاد تكون على مدار الساعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي تعرقل فرصة إنهاء الصراع على أساس “حل الدولتين” وتعطل كافة المساعي والجهود الهادفة لتسوية شاملة وعادلة على أساس منح الفلسطينيين كافة حقوقهم التي يتمسكون بها وتؤكدها كافة القرارات الأممية.
وأكدت “الوطن” في ختام افتتاحيتها، أن موقف الإمارات الثابت دائماً مع الشرعية الدولية وضرورة تغليب القانون الدولي والالتزام بما ينص عليه خاصة من حيث تنظيم العلاقات بين الدول وما يجب أن تكون عليه ومنع أي تعديات وانتهاكات كانت.
ضحايا النازية
وتحت عنوان “ضحايا النازية”، قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها: “إنه إذا كان اليهود ضحايا النازية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية فإن الشعب الفلسطيني كان ضحية من ضحايا النازية، وهو ما زال يدفع الثمن غالياً من تهجير طال الملايين، وتدمير مئات المدن والقرى، ومصادرة الأرض والعدوان والحصار والتمييز والاعتقالات والعقاب الجماعي، وإنكار حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة على جزء من أرضه، كما يتم انتهاك حقوقه الأساسية وكل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بهذه الحقوق”.
واختتمت الصحيفة افتتاحياتها بالقول: “إن العالم يتعامى أو يُدير ظهره لمأساة العصر المتمثلة في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومواجهته لأعتى أشكال العنصرية والتمييز التي تمارسها إسرائيل”.