رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

زفاف جماعي داخل سجن كولومبيا.. حب وأمل وراء القضبان

شارك

متابعة- يوسف اسماعيل

 

عندما يتعلق الأمر بالأعراس، فإن العالم يشهد تنوعًا كبيرًا في التقاليد والطقوس. ومن بين هذه التقاليد الاحتفالية والغريبة في الوقت نفسه، سجلت كولومبيا أحد أغرب الأعراس في العالم. فقد أُقيم حفل زفاف جماعي لـ 17 سجينًا في سجن فياهيرموسا الكولومبي، وهو سجن شديد الحراسة وسيئ السمعة.

 

كما منحت إدارة السجن الفرصة لـ 17 من نزلائها الزواج من حبيباتهم في حفل زفاف جماعي أُقيم في مدينة كالي. وارتديت العرائس الـ 17 فساتين بيضاء ودخلن السجن برفقة أقاربهن الذين شهدوا على هذا الزواج الفريد من نوعه.

 

من بين الأزواج الجدد كان “أوسكار إيفان هيناو” البالغ من العمر 39 عامًا، الذي قرر الزواج من “ماجدا جونزاليس” البالغة من العمر 31 عامًا. وأفادت هيناو أنهما قررا الزواج في أبريل الماضي، ولكنه تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا بتهمة محاولة ابتزاز المال لتمويل حفل الزفاف.

 

وكانت الفرصة التي أتيحت للزوجين بالمشاركة في الزواج الجماعي فرصة لا يُمكن تفويتها. وفي الحفل، تمكن العريس من التعرف على نجله الذي ولد قبل أسبوعين تقريبًا. ويأمل العريس أن تسمح سلطات السجن له بإكمال فترة عقوبته تحت الإقامة الجبرية، حتى يتمكن من العيش بجوار ابنه الرضيع.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث هو جزء من العمل الاجتماعي في السجن، حيث تأمل سلطات السجن أن يساهم الزواج في تعزيز قدرة الرجال على الاندماج في المجتمع. ووفقًا للصحيفة، فإن السجن يعاني من زحام فظيع، حيث يتواجد أكثر من 6200 سجين في مساحة مصممة لاستيعاب 1500 سجين فقط.

 

إن هذا الحدث الفريد من نوعه يبرز أهمية العمل الاجتماعي في السجون وتوفير فرص التواصل والاندماج للسجناء. فالزوإن هذا الحدث الفريد من نوعه يبرز أهمية العمل الاجتماعي في السجون وتوفير فرص التواصل والاندماج للسجناء. فالزواج هو أحد الأحداث الاجتماعية الهامة التي تعزز الروابط العاطفية والأسرية، وقد يؤدي إلى تحسين سلوك السجناء وتعزيز قدرتهم على التعايش في المجتمع عند الإفراج عنهم.

 

ومن المثير للاهتمام أن هذا الحفل الزفاف الجماعي في سجن فياهيرموسا يأتي في سياق زحام السجن الشديد، حيث يعيش أكثر من 6200 سجين في مساحة مخصصة لاستيعاب 1500 سجين فقط. هذا الزحام الهائل يعني أن السجناء يواجهون ظروفًا صعبة ومحدودة، وقد يؤدي ذلك إلى احتكاك وتوتر بينهم. ومع ذلك، فإن إدارة السجن تعمل جاهدة لتوفير فرص للتواصل الاجتماعي الإيجابي وتعزيز الروابط العائلية.

 

تُعَدُّ الأعراس الجماعية في السجون تجربة فريدة من نوعها للسجناء وعائلاتهم. فهي لحظة للاحتفال بالحب والأمل، وتعزيز الروابط العائلية وتعزيز الثقة بين السجناء وأفراد أسرهم. إن رؤية العرائس الـ 17 داخل السجن برفقة أقاربهن تشكل لقطة مؤثرة وتذكيرًا بأن الحب والسعادة يمكن أن يتواجدا في أي مكان، حتى في الأماكن غير المألوفة والصعبة.

 

من الجدير بالذكر أن هذا الحدث الاجتماعي البارز يعكس أيضًا التزام إدارة السجن بإعادة تأهيل السجناء وإعطائهم فرصة للتغيير والنمو. فالزواج ليس مجرد توثيق قانوني للعلاقة بين رجل وامرأة، بل هو فرصة لبناء حياة جديدة وتحقيق الأحلام والطموحات. إن منح السجناء هذه الفرصة يعزز من روحهم ويعطيهم الأمل في المستقبل.

مقالات ذات صلة