متابعة-جودت نصري
للمسافرين أذواق مختلفة عند اختيار الوجهات الرومانسية. فبينما يرغب البعض في الاسترخاء على الشواطئ وممارسة الأنشطة المائية ، يحرص البعض الآخر على زيارة المواقع التاريخية والأثرية ، أو يفضل عشاق الطبيعة الرحلات حولها … في هذا السياق ، سوف نقدم مجموعة من الوجهات السياحية الرومانسية الجذابة.
لعشاق الجزر، تتعدد الوجهات الغنية بالشواطئ الخلابة، منها:
«بورا بورا»: الرمال البيض والمساحات الخضر والقمم البركانية الشاهقة والأنشطة المائية والشعاب المرجانية؛ كلها مميزات «بورا بورا»، وهي جزيرة من جزر ليوارد في بولينيزيا الفرنسية في المحيط الهادي، حيث تشكل الوجهة المثالية للثنائي، الذي قد يصعد جبل أوتمانو، أحد البراكين وسط الجزيرة، سواء عن طريق سيارة رباعية الدفع أو يطلع على الموقع عبر «الهليكوبتر». من الأماكن الأكثر جاذبية للزيارة في «بورا بورا»، «ماتيرا بيتش» الذي يقع بعيداً عن الزحام، وذلك في الطرف الجنوبي من الجزيرة. هذا الشاطئ الرملي الأبيض (ماتيرا) مُحاط بالتلال الخضر وأشجار النخيل. في المكان، تحلو ممارسة رياضات، مثل: الغطس والسباحة والمشي على الشاطئ. الجدير بالذكر أن الأزواج من هواة المغامرة، سيتمكنون من القيام بمجموعة واسعة من الأنشطة في «بورا بورا»، ومنها: الغطس والتجديف بالكاياك والتجديف على الألواح والتزلج على الماء وركوب الدراجات المائية وركوب الأمواج…
«كرابي»: تقع مدينة «كرابي» الشاطئية الصغيرة، في موقع استراتيجي على الساحل الغربي لتايلاند، وهي مثالية لقضاء إجازة رومانسية، كما لمحاولة الغوص في أي من مواقع الغوص الـ 32 الشهيرة، وذلك لاستكشاف البيئة البحرية الغنية. في هذا الإطار، يحلو شاطئ رايلاي ومشهد غروب الشمس في بحر أندامان. من جهة ثانية، يمكن الانطلاق في جولة في 4 جزر، بـ «كرابي»، تشتمل على: كوه بودا وكوه مور كوه توب وكوه جاي. يمكن أيضاً الذهاب في نزهة قصيرة في الغابة وسط متنزهه Thung Theo الطبيعي.
مواقع أثرية وتاريخية
للأزواج الباحثين عن رحلات تعيدهم إلى ماضي الحضارات، تبدو المدينتان الآتيتان مناسبتان.
«روما»: لا تستقيم زيارة روما، من دون المرور بـ«الكولوسيوم»، الذي بدأ تشييده من الإمبراطور فيسباسيان من سلالة فلافيان عام 72 بعد الميلاد، لينتهي من بنائه ابنه تيتوس عام 80 بعد الميلاد. يستوعب المدرج البيضوي في المكان نحو خمسين ألف شخص كانوا يتابعون المصارعين، فيما هم يخوضون المعارك، أو مجريات الإعدامات العلنية، كما أشكال أخرى من الترفيه في ذلك الزمان.
في «روما» أيضاً، تحلو زيارة قلعة «سان أنجيلو» التي بُنيت لتكون ضريحاً للإمبراطور هادريان وعائلته. كانت القلعة تقوم بوظيفة السجن، إلا أنها اليوم عبارة عن متحف.
في «روما» أيضاً وأيضاً، لا تفوت الجولة في المساء، بوساطة عربة تجرّها الخيول أو النزهة البحرية على نهر التيبر في الصباح، برفقة الشريك، أو داخل فيلا بورغيزي التي بُنيت في القرن السابع عشر، وهي الثالثة الأكبر في «روما»، وتمتد على مساحة 80 هكتاراً..
«أثينا»: في عاصمة اليونان، تحلو زيارة حديقة «ديوميديس» النباتية واستكشاف 3500 نوع من النباتات المنتشرة عبر هذه الأرض التي تبلغ مساحتها 1.86 هكتاراً، كما التعريج على «الأكروبوليس»، الذي كان أحد أكبر المعابد التي شُيدت في الماضي. إلى ذلك، يُعرف مسرح «ديونيسوس» بأنه الأقدم في العالم، فقد تأسس في القرن الخامس قبل الميلاد، لكن تأخر الاكتشاف حتّى القرن الثامن عشر. يستضيف مسرح «ديونيسوس» مهرجان الربيع الدرامي السنوي، حيث يمكن مشاهدة عروض الكتاب المسرحيين القدامى.
جاذبية الطبيعة
تتعدد الوجهات التي تزخر بالمناظر الطبيعية، أهمها:
«مونتينيغرو»: هناك، تجذب الشواطئ الرائعة والجبال الخضر الزائرين، كما النشاطات، مثل: ركوب الدراجات في الجبال وركوب الرمث في المياه البيضاء. ولا عجب أن السياحة هي الآن القوة الدافعة وراء اقتصاد الجبل الأسود المتنامي. في «مونتينيغرو»، تشتهر حديقة «دورميتور» الوطنية الواقعة في جبال الألب الدينارية، والضامّة للقمم المرتفعة و18 بحيرة جليدية ونهر «تارا»، موطن ثاني أعمق مضيق في العالم. التزلج والتزحلق على الجليد من الأنشطة الرئيسة في الشتاء، والتجديف في المياه البيضاء والتخييم والمشي لمسافات طويلة في الصيف. من جهة ثانية، تعد «سكادار» أكبر بحيرة في شبه جزيرة البلقان، وهي جاذبة لعشاق الهواء الطلق. هناك، تطول ساعات معاينة الطيور والمعالم الثقافية والتاريخية والمهرجانات والرحلات البحرية والرياضات المائية المنوعة.
«هالستات»: جمال بحيرة «هالستات» البكر في ولاية النمسا العليا، يجذب الزوجين، كما جبال «داتشستين» التي تحجز مكاناً على لائحة مواقع اليونسكو التراث العالمي، وهي عبارة قمم عظيمة تتراوح ارتفاعاتها من 2000 إلى 3000 متر، وأعلاها هو هوهر داشستين (2995 متراً). تقدّم الجبال فرص التزلج في الشتاء والمشي لمسافات طويلة في الصيف، وتشتهر بالأنهار الجليدية الكبيرة (التي تقلصت).
رحلة رومانسية إلى البندقية
البندقية هي واحدة من أجمل الأماكن الرومانسية، والخيار الأول للراغبين بقضاء شهر عسل استثنائي، إذ تزخر هذه المدينة العائمة بالساحات العامة والقلاع والمتاحف القديمة والمعارض الفنية… وفي هذا الإطار، ينصح الثنائي ريتا جحا وكريستيان حبيب، اللذان قضيا شهر العسل في «فينيسيا» أو البندقية، الأزواج الراغبين بقضاء إجازة رومانسية بالذهاب في جولة بالجندول، والاستمتاع برحلة بحرية عبر القنوات والمرور تحت الجسور، لا سيما جسر «ريالتو» الشهير، بالإضافة إلى استئجار قارب صغير للاستمتاع بتناول عشاء رومانسي ورؤية المباني القديمة ذات الطابع الباروكي، أو تلك من عصر النهضة الجميلة.
وتوضح ريتا أنه «لا تكتمل زيارة البندقية من دون القيام بالجولة بين الأروقة، في ساحة «سان ماركو»، بخاصة عند مغيب الشمس، واحتساء فنجان من القهوة في هذه الساحة التي تحتضن معالم أثريّة، مثل: صرح «سان ماركو» وبرج الجرس وقصر «دوجي» وعمارات جذّابة عدّة».
ونظراً لأن «فينيسيا» وجهة شهيرة بصناعة زجاج المورانو الملون، فلا بدّ من زيارة مورانو، وهي عبارة عن مجموعة مكونة من سبع جزر مرتبطة بجسور وتفصل بينها ثمان قنوات، حيث يمكن للسائحين شراء المرايا والمنتجات الزجاجية. هناك، تنصح ريتا الأزواج بزيارة «جينو ماتزوكاتو» الذي تأسس في عام 1958، ويعتبر اليوم من مصانع الزجاج البارزة في مورانو، وهو يضم العديد من غرف العرض، حيث يقوم الحرفيون المهرة بتشكيل وتصميم ألوان نابضة بالحياة في الزجاج.
أضيفي إلى ذلك، سيُصادف الراغبون بالتنزه سيراً على الأقدام، في كل خطوة، عازفي الآلات الموسيقية، كالجيتارا.
وللذواقة، لا بدّ من تناول البوظة ذات النكهات المنوعة أثناء استكشاف شوارع المدينة. بالإضافة إلى تذوق الوجبات الإيطالية الشهيرة، لا سيما «الباستا» بأنواعها المختلفة، علماً أن هناك وفرة من المطاعم المطلة مباشرة على القنوات، كما توجد مطاعم عدّة تقدم الوجبات الإيطالية في الساحات.
ومن النشاطات الأكثر رومانسية الجلوس على شرفة أحد المطاعم بالقرب من القنوات وتناول العشاء، أو الاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس.