متابعة- يوسف اسماعيل
في عشرينات القرن الماضي، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر حالات القتل المتسلسل غموضًا ورعبًا في تاريخ البلاد، حيث قام قاتل مجهول بارتكاب سلسلة من جرائم القتل بطريقة مروعة باستخدام أداة واحدة هي “الفأس” مما أكسبه لقب “أبو الفأس”.
بدأت الجرائم في 23 مايو 1918 عندما عثر على جثتي الزوجين جوزيف وروز ماجيو، وهما من أصل إيطالي يعملان في متجر لبيع البقالة، مذبوحين ومقطوعي الرأس في شقتهما. ووجدت الشرطة خارج المنزل عبارة مكتوبة بالطباشير على الحائط تقول “السيد جوزيف ماجيو سيطيل النوم الليلة”. كما عثرت الشرطة على أداة القتل وهي فأس ملطخة بدماء الضحيتين، لكنها فشلت في الوصول لهوية القاتل.
واستمرت سلسلة الجرائم، حيث قتل المجرم ذاته ضحية أخرى وهو عامل بقالة يدعى لويس بوسمر وزوجته بنفس الطريقة الوحشية. وتكرر السيناريو ذاته من ترك رسالة مكتوبة بطلاء أبيض على الحائط واستخدام الفأس كأداة للقتل وتشويه الجثث.
والأكثر غرابة أن القاتل لم يمس أيًا من ممتلكات ضحاياه أو يسرق أموالهم أو مجوهراتهم، مما يرجح أن دوافعه ليست مادية. واستمرت جرائم “أبو الفأس” لأكثر من عام، إلى أن توقفت فجأة دون أن تتمكن الشرطة من القبض عليه أو معرفة هويته.
وحتى اليوم بعد مرور قرن كامل على تلك الحادثة، لا تزال هوية “أبو الفأس” القاتل المتسلسل مجهولة ومحيرة لرجال الشرطة والمحققين، حيث تعتبر واحدة من أشهر جرائم القتل الغامضة في تاريخ أمريكا. وقد ظهرت العديد من النظريات حول شخصيته ودوافعه، لكنها لم تثبت بشكل قاطع، مما يجعل هذه القصة تحتفظ بغموضها وإثارتها حتى يومنا هذا.