متابعة- يوسف اسماعيل
لقد هزّت مذبحة لاس فيجاس العالم بأسره، حيث نفّذ ستيفن بادوك جريمة قتل جماعية بشعة في حفل موسيقي، راح ضحيتها 58 شخصاً، وأصيب أكثر من 500 آخرين. وعلى الرغم من تحقيقات مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (FBI) ومساعيهم الشاقة لفهم دوافع بادوك وكشف ملابسات الحادثة، فإن أصداء أقوال صديقته، ماريلو دانلي، أثارت جدلاً واسعًا.
بعد استجوابها من قبل مكتب التحقيقات، أفادت دانلي بأنها لم تكن تعلم عن نية بادوك في القيام بأعمال عنف. وأكدت أنه في الوقت الذي كان يخطط فيه بادوك لهذا العمل الشنيع، كانت هي في الخارج وعادت إلى الولايات المتحدة بعد الحادثة لتفاجأ بما حدث.
حسب تصريحات دانلي، فإنها لم تلاحظ أي تغير في سلوك بادوك يشير إلى نية تنفيذ عمل عنيف من هذا النوع. وأضافت أن بادوك كان شخصًا طيبًا وحنونًا وهادئًا، ولم تكن تتخيل أبدًا أنه سيقوم بأعمال عنف بمثل هذا الصعد والبشاعة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن قائد شرطة مقاطعة كلارك، جوزيف لومباردو، أعرب عن شكوكه في قدرة بادوك على تجميع تلك الأسلحة والذخيرة والمتفجرات بمفرده. وأشار إلى أن الهجوم كان نتيجة لتخطيط دقيق، وبالتالي فمن المنطقي أن يكون قد حصل على مساعدة من شخص آخر.
بادوك، الذي قضى عقودًا في اقتناء الأسلحة والذخيرة، كان يعيش مع دانلي في شقة بمجمع سكني للمتقاعدين في ولاية نيفادا. وعلى الرغم من ذلك، فإن دانلي أكدت أنها لم تشتبه في أي وقت بنية بادوك في تنفيذ أعمال عنف، وأنها لم تتلق أي إنذار أو مؤشر يشير إلى ما كان سيحدث.
تواجه دانلي الآن تحقيقات دقيقة، حيث يسعى المحققون لاستجوابها حول مشتريات بادوك من الأسلحة وعن حوالة مصرفية بقيمة 100 ألفدولار التي أرسلها إلى الفلبين قبل الحادثة. ومع ذلك، فإنه لا يزال من المبكر الحكم على إشارة هذه الحوالة وعلاقتها بالهجوم.
تظل مذبحة لاس فيجاس حادثة مروعة ومأساوية، وتوضح التحقيقات الجارية والأدلة المتاحة حتى الآن أنها معقدة وتحتاج إلى مزيد من الوقت لفهم كامل الصورة. يجب عدم الاستنتاج المسبق أو الانتشار للشائعات والمعلومات غير المؤكدة.
من الضروري أن ننتظر نتائج التحقيقات الرسمية وما يتم الكشف عنه من أدلة قبل أن نستطيع فهم الدوافع والأحداث التي أدت إلى هذه الكارثة. وفي الوقت الحاضر، يجب أن نركز على تقديم الدعم والمساعدة لأسر الضحايا والناجين الذين تأثروا بهذا الحادث الرهيب.