متابعة-جودت نصري
هل تأكل لتشعر بتحسن أو لتخفيف التوتر؟ يمكن أن تساعدك هذه النصائح على التوقف عن الأكل العاطفي والمسبب للضغط ، ومحاربة الرغبة الشديدة في تناول الطعام ، وإيجاد طرق أكثر إرضاءً لتحفيز مشاعرك.
ما هو الجوع العاطفي؟
الكثير منا يتناول الطعام لا لإشباع الجوع الفيزيولوجي، وإنما لتلبية حاجات عاطفية؛ وعندما نفعل ذلك، فإننا نميل إلى تناول الوجبات السريعة والحلويات وغيرها من الأطعمة المريحة، ولكن غير الصحية.
والجوع العاطفي هو اللجوء إلى الطعام وتحويله إلى وسيلة لتحقيق الراحة النفسية، وتخفيف التوتر، أو لمكافأة الذات.. وهكذا يصبح الطعام عامل تشويش أو وسيلة للهرب من حالاتنا النفسية الضعيفة. ولكن مع الأسف، الأكل العاطفي لا يحل المشكلات العاطفية.
كيف تعلمين إن كنتِ تتناولين الطعام لتلبية حاجات عاطفية؟
– هل تتناولين الطعام بكميات كبيرة عند الإرهاق النفسي؟
-هل تأكلين حتى وإن لم تكوني تشعرين بالجوع؟
– هل تتناولين الطعام بهدف تحسين حالتكِ النفسية؟ لتهدئي مثلاً عندما تكونين حزينة، قلقة، أو عند الشعور بالملل أو العصبية.
– هل تكافئين نفسكِ بالطعام؟
– هل تشعرين بأن الطعام آمن؟ بأنه صديق؟
– هل تشعرين بالضعف أو أنه لا يمكنكِ السيطرة أمام الطعام؟
إن كنتِ تتناولين الطعام لأحد هذه الأسباب، فاعلمي أنكِ تشعرين بالجوع العاطفي، لا الفيزيولوجي أو الطبيعي.
دورة الأكل العاطفي
لقد أثبتت الدراسات العلمية أنه لا يمكن إشباع الجوع العاطفي بالطعام. تناول الطعام قد يجعلكِ تشعرين بالتحسن للحظات قليلة، لكن المشاعر التي أثارت فعل تناول الطعام ما زالت موجودة. وفي بعض الأحيان قد تشعرين بحالةٍ أسوأ من قبل؛ بسبب تناول السعرات الحرارية الزائدة غير الضرورية، بالإضافة إلى الشعور بعدم القدرة على السيطرة على هذه الحالة وفقدان الإرادة.
هكذا تتوقفين عن تعلُّم الطرق الصحية للتعامل مع عواطفكِ. وتزداد عملية التحكم بوزنكِ وصحتكِ الغذائية صعوبةً، فتشعرين بالعجز أمام الطعام ومشاعركِ، وهذا ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً.
ولكن مهما شعرتِ بالعجز أمام الطعام ومشاعركِ، من الممكن تحقيق تغيير إيجابي. يمكنكِ تعلُّم طرق صحية للتعامل مع مشاعركِ، وتجنّب المحفزات، والتغلب على الجوع العاطفي.
ما هو الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي الفيزيولوجي؟
ي والجوع الجسدي الفيزيولوجي. وقد يؤدي الجوع العاطفي إلى عدم القدرة على التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي الفيزيولوجي. ولكن هناك إشارات يمكن الاعتماد على تحديدها للتمييز بينهما.
– يأتي الجوع العاطفي بشكلٍ مفاجئ وعاجل، أما الجوع الجسدي الفيزيولوجي فيأتي بشكلٍ تدريجي.
– الجوع العاطفي يجعلكِ تشتهين نوع أكل معين ورفض كل الخيارات الأخرى. أما في حال الجوع الجسدي الفيزيولوجي، فإن أي نوع من الطعام تقريباً يبدو جيداً.
– غالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى الأكل اللاإرادي أو تناول الطعام بطريقة غير واعية من دون تركيز، ولكن عندما تأكلين استجابةً للجوع الجسدي، فأنتِ عادة أكثر وعياً بما تفعلينه.
– لا يتم إشباع الجوع العاطفي بمجرد أن تمتلئ معدتكِ؛ فتستمرين في الرغبة في تناول المزيد، وعادةً تستمرين في تناول المزيد؛ حتى تشعري بالثقل أو الانتفاخ. أما عند الجوع الجسدي، فتشعرين بالشبع فور امتلاء معدتكِ.
– الجوع العاطفي لا يأتي من الشعور بفراغ المعدة، بل من الشعور برغبة مزروعة في الدماغ، ولا يمكنكِ التخلص منها، حيث تقومين بالتركيز على نكهات وروائح معينة.
– غالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى الندم أو الشعور بالذنب أو الخجل. عندما تأكلين لإشباع الجوع الجسدي، فمن غير المرجح أن تشعري بالذنب أو الخجل؛ لأنكِ ببساطة تعطين جسمكِ ما يحتاجه. إذا شعرتِ بالذنب بعد تناول الطعام، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب معرفتكِ أنكِ تأكلين لأسباب غير غذائية.
بعض الأسباب الشائعة للأكل العاطفي
– ضغوطات الحياة المختلفة.
– كبت بعض المشاعر؛ كالغضب، الحزن، التوتر، الخوف، الوحدة، وغيرها.
– الملل أو الشعور بالفراغ.
– مكافأة الأهل للأطفال بالحلويات عند القيام بواجب مدرسي مثلاً (عادات من الطفولة).
بدائل الأكل العاطفي
– إذا كنتِ مكتئبة أو وحيدة، فاتصلي بشخص يجعلكِ دائماً تشعرين بتحسن، أو مارسي الرياضة في مكان تحبينه.
– إذا كنتِ قلقة، استنفدي طاقتكِ العصبية بالرقص على أغنيتكِ المفضلة أو المشي في الهواء الطلق.
– إذا كنتِ مرهقة، فاستمتعي بفنجان من الشاي الساخن، أو استحمي، أو خذي قيلولة.
– إذا كنتِ تشعرين بالملل، اقرئي كتاباً، أو شاهدي عرضاً كوميدياً، أو مارسي نشاطاً تستمتعين به.
ادعمي نفسكِ بعادات نمط الحياة الصحية
– عندما تكونين قوية جسدياً، حتماً ستكونين قادرة على التعامل مع المنعطفات التي ترميها الحياة في طريقكِ بشكل أفضل.
– ستساعدكِ ممارسة الرياضة والنوم وعادات نمط الحياة الصحية الأخرى على تجاوز الأوقات الصعبة دون اللجوء إلى الأكل العاطفي.
– اجعلي التمرين اليومي أولوية.
– إن ممارسة الرياضة، بكل أنواعها، تساعد على تحسين مزاجكِ والتقليل من التوتر.
– حاولي الحصول على 8 ساعات نوم يومياً.
– الحصول على قسطٍ وافرٍ من الراحة سيساعد في التحكم في الشهية وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام؛ لأن قلة ساعات النوم ستجعلك تشتهين الأطعمة السكرية أو الحلويات التي تعطيكِ الطاقة من خلال زيادة معدل السكر بالدم بشكلٍ سريع.
– خصّصي وقتاً للاسترخاء.
– خصّصي وقتاً لتستريحي وتبتعدي فيه عن مسؤولياتكِ وضغوطات الحياة لإعادة شحن طاقتكِ.
– شاركي في الأنشطة الاجتماعية؛ إن العلاقات الإجتماعية تلعب دوراً مهماً في التقليل من الضغوط. لذلك استمتعي بوقتكِ مع أحبائكِ وأصدقائكِ ومارسوا الأنشطة التي تحبّونها.