تناولت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الإثنين، اعتماد استراتيجية مؤسسة دبي للمستقبل للسنوات الثلاث المقبلة، ومؤتمر برلين حول ليبيا، إضافةً إلى تسليط الضوء على الأطماع التركية وتدخلها في شؤون الدول الأخرىللاستيلاء على ثروات المنطقة.
استراتيجية السنوات الثلاث
فتحت عنوان “استراتيجية السنوات الثلاث”، قالت صحيفة “البيان”: “تسير دبي في مسيرتها التنموية على نهج استشراف المستقبل والاستعداد له وتصميمه، لمواجهة التحديات والظروف كافة التي سيأتي بها وذلك سعياً إلى التطوير المستمر لمسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات، ولتحقيق أفضل المستويات العالمية، والحفاظ على القمة التي وصلت إليها في العديد من المجالات”.
وأضافت: “أنه من أجل ذلك تم إطلاق ” مؤسسة دبي للمستقبل ” بهدف أداء دور محوري في استشراف المستقبل بإمارة دبي، تماشياً مع إطلاق أجندة دبي المستقبل، لتكون خارطة طريق تسترشد بها المؤسسة في استشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية”.
وذكرت أنه في هذا الإطار، تنطلق البداية باعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، استراتيجية مؤسسة دبي للمستقبل للسنوات الثلاث المقبلة، والتي تحدد أطر العمل والأهداف الكفيلة بتعزيز دورها منصة رائدة عالمياً لتطوير أبحاث المستقبل، ومرجعية معرفية تساعد المسؤولين في حكومة دبي على استشراف وصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية.
وأشارت إلى قول سموه: “تصميم المستقبل نقطة البداية لأحلامنا وطموحاتنا للسنوات المقبلة.. نتطلع لأن يصبح متحف المستقبل وجهة عالمية لتجربة المستقبل، وحاضنة للمواهب والعقول، ونافذة للعالم على الغد”..وأضاف سموه: “طموحنا كبير للمرحلة المقبلة.. نريد مضاعفة الجهود لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في «وثيقة 4 يناير 2020» بجعل دبي رائدة مدن المستقبل، هذه الرؤية هي الأساس لعمل مؤسسة دبي للمستقبل خلال السنوات المقبلة”.
ليبيا والحل
من جهة أخرى، وتحت عنوان “ليبيا والحل”، كتبت صحيفة “الاتحاد”: “ليس بعيداً الحل في ليبيا، إذا توفر حسن النية في العبور إلى هذا الحل سياسياً لا عسكرياً، وتُرك للشعب الليبي قرار المضي في طريق السلام، دون تدخل، أو ارتهان، أو تغليب مصلحة على أخرى”.
وأضافت أنه في مؤتمر برلين، تم التعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، واحترام القرار الأممي بحظر توريد الأسلحة، وتشكيل لجنة متابعة دولية، والمطالبة بنزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة، والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وعقد اجتماع بعد أسبوعين لمتابعة جهود إرساء السلام.
وتساءلت هل تصمد الهدنة، وهناك من يصر على تحويلها رهينة لمصالحه وإلا كيف يمكن تفسير كلام تركيا بـ” أنها أصبحت مفتاح السلام في ليبيا”، وأنها لا تسلم إلا بشرعية حكومة فايز السراج، ولا تعترف بالجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر. وبأي منطق توافق تركيا على ما ورد في البيان بشأن عدم التدخل، بينما يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها دفعت بـ2400 مجند سوري إلى طرابلس وتسعى لزيادة العدد إلى 6000 لدعم حكومة السراج.
وقالت قي الختام إن خريطة برلين واضحة. والمطلوب ببساطة، آلية حازمة توقف التدخلات الخارجية، وهذا يعني بالتأكيد إنهاء التدخل العسكري التركي تحت أي مبرر، وإلغاء الاتفاق المشبوه بين أنقرة وحكومة السراج، وأي اتفاقات مشابهة، إلى حين التوصل إلى حل سياسي شامل يرضي جميع الأطراف ويحدد ملامح المستقبل دون أي تدخل سوى لخدمة ما يتفق عليه ممثلو الشعب الليبي. وإلا فإن التحذير الأميركي من “سوريا ثانية” في ليبيا، يبدو أكثر واقعية لاسيما وأن تركيا مسؤولة عن دمار “سوريا الأولى”.
الحل في ليبيا بمنع التدخل
من ناحيتها وتحت عنوان “الحل في ليبيا بمنع التدخل”، قالت صحيفة “الوطن”: “إنه لم يكن غريباً أن يحاول الرئيس التركي رجب أردوغان استباق مؤتمر برلين الذي عقد برعاية الأمم المتحدة حول ليبيا، بوضع العراقيل كمحاولة استباقية لإفشال أي توافق على إنجاز حل سياسي وفق القانون الدولي وشريعة الأمم المتحدة، خاصة مع مواصلة نقل الإرهابيين إلى ليبيا، مع إعلان أردوغان ما وصفه بـ” الأعمال العدائية” للجيش الليبي الوطني الذي يعمل على تحرير طرابلس من سطوة المليشيات وتطهيرها من الإرهاب!، علماً أن كل متابع للوضع الليبي يدرك مدى الإجماع الذي يحظى به الجيش الليبي من قبل الشعب بكل مكوناته، وبالتالي بأي حق يحاول الرئيس التركي أن يصور نفسه كما لو كان أقرب إلى ليبيا من أهلها؟!”.
وأشارت إلى أن كل مكان تدخلت فيه تركيا ظهر جلياً مدى نتائج جنون السياسة المتبعة من قبلها تبعاً لأطماعها ومآربها ونواياها، فقسم كبير من الجراح السورية مرده التدخل التركي المتواصل والذي يحاول أن يستنسخ تجربة دامية مماثلة في ليبيا، ومن يرى مضي أنقرة بسياستها يعتقد أن تركيا مهتمة بالسلام والاستقرار فعلاً، في حين أن نكبات مدوية وجرائم ومجازر يندى لها الجبين قد تم ارتكابها وفي انتهاكات قامت بها أنقرة بدول عدة وبحق الملايين من أبنائها.
وذكرت أنه قبل ذلك بيومين أيضاً قال أردوغان: “إن طريق السلام في ليبيا يمر بتركيا”، وهذا من المواقف التي تتصف بالعدوانية والتجني على أبسط مقومات الواقعية التي يجب مراعاتها، فكل ما يقوم به النظام التركي عبارة عن محاولات للتمدد وتوسيع النفوذ والاستيلاء على الكثير من ثروات المنطقة في حوض البحر البيض المتوسط، ودائماً الأداة المعتمدة هي المليشيات والإرهابيين الذين يتم نقلهم من مكان إلى آخر للعمل على تهديد أسس الدول الوطنية التي يتدخل فيها أردوغان ويعمل على إضعافها لتحقيق مخططاته، فالمليشيات الإرهابية التي تقاتل تحت إمرة قواته في شمال سوريا هي ذاتها التي بدأ نقلها إلى ليبيا لدعم مليشيات ما يسمى حكومة “الوفاق” التي لا تتجاوز شرعيتها بعض أحياء العاصمة طرابلس في حقيقة الأمر، في حين يمثل الجيش الوطني الأغلبية الحقيقية بتلقي دعم أغلب المناطق الليبية والذي عبر أكثر من مرة عن استعداده لإنجاز حل سياسي يضع حداً للأزمة، وهذا يستوجب أن لا يكون للمليشيات ورعاتها والمتدخلين بدون أي حق أي وجود.
واختتمت صحيفة “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “إن المجتمع الدولي وصل إلى درجة اليأس من عرابي التشدد والتدخل في شؤون الآخرين وممن يتبنون المليشيات، واليوم ليبيا بحاجة لموقف دولي يأخذ كل ذلك بعين الاعتبار ولا يسمح لأي مبررات واهية أن تكون سبباً لتمديد أزمة ليبيا مع كل ما يمثله ذلك من مخاطر وتهديد لاستقرار المنطقة”.