متابعة- بتول ضوا
كشفت دراسة أجراها مجموعة من الأطباء البريطانيين أن الإصابات والجروح التي يصاب بها الفرد أثناء الليل تلتئم بمعدل 60٪ أبطأ من تلك التي تحدث أثناء النهار.
يمكن أن يُعزى تفسير هذه الظاهرة إلى إيقاعاتنا اليومية، والتي تتبع دورة مدتها 24 ساعة وتؤدي إلى بدء النوم أثناء الليل.
ومع ذلك، فوجئ الباحثون باكتشاف أن وتيرة عملية الشفاء لا تنخفض فحسب، بل تتأثر أيضاً بالوقت من اليوم الذي حدثت فيه الإصابة. في الواقع، يلعب توقيت الإصابة دوراً مهماً في معدل الشفاء.
من أجل فحص عملية التئام الجروح، لاحظ العلماء في البداية الخلايا الليفية – خلايا الجلد التي تم زرعها في أطباق المختبر على مدى عدة أيام.
تقع هذه الخلايا في أعمق طبقة من الجلد تعرف باسم الأدمة، وتسمى الخلايا الليفية.
عند الإصابة أو الجرح، يهاجرون إلى سطح الجلد، حيث تتمثل وظيفتهم الأساسية في توليد وبناء الدعم الأساسي للجلد الجديد، والذي يشمل كلاً من البشرة والكولاجين.
يتم تحديد السرعة التي تتحرك بها الأرومات الليفية الصغيرة إلى سطح الجلد بعد الإصابة حسب الوقت من اليوم الذي حدثت فيه الإصابة، والتي تُعزى إلى بروتين معين موجود في الخلايا يطلق عليه الأكتين. والأكتين هو بروتين يلعب دوراً مهماً في تكوين الهيكل الخلوي، وهو الأساس الهيكلي للخلية.
تخضع بروتينات الأكتين لعملية تحول هيكلي عندما يتم توجيه الخلايا للدخول في حالة من الراحة على مدار الساعة البيولوجية.
ويخضع الأكتين، وهو مكون حيوي في انتقال الخلايا، لعملية تحول على مدار اليوم. خلال ساعات النهار، يتجلى الأكتين في شكل خيوط طويلة، بينما يميل في الليل إلى تشكيل أشكال كروية. يؤثر هذا التحول في بنية الأكتين على السرعة التي تتحرك بها الخلايا الليفية نحو الجروح أو الإصابات.
على وجه التحديد، في الليل عندما تكون غالبية الأكتين كروية الشكل، تهاجر الخلايا الليفية بوتيرة أبطأ.