متابعة- يوسف اسماعيل
في العام 2019، هزت جريمة قتل مروعة السجون الأمريكية، حيث نفذها رجل “شيطاني” بطريقة غير مسبوقة. قصة الجريمة تعود إلى زمن كان فيه خايمي أوسونا ولويس روميرو يشتركان في نفس الزنزانة في سجن كوركوران بولاية مينسوتا. ولكن في صباح يوم 9 مارس، تفاجأ حراس السجن بمشهد مرعب لا يمكن تصوره.
وفقًا للتقارير التي نشرتها صحف أمريكية ومكتب المفتش العام في كاليفورنيا، فإن الحراس الذين كانوا يجوبون السجن في جولاتهم رصدوا المدانين وهما على قيد الحياة. ومع ذلك، تبين فيما بعد أن أوسونا البالغ من العمر 31 عامًا قد قطع رأس زميله في الزنزانة، لويس روميرو البالغ من العمر 44 عامًا، وقام بتشويه جسده باستخدام سكين، بعد جلسة تعذيب مروعة.
تظهر التقارير الأخيرة تفاصيل جديدة في هذه القضية الرهيبة. فقد تبين أن الجاني أوسونا كان عضوًا في طائفة “عبدة الشيطان”، وكان لديه سجل سابق في مهاجمة زملائه في الزنزانة. كما انتقد التقرير سلطات السجن بسبب تقصيرها في التحقيق وتأخرها في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الحراس.
ووفقًا للتقرير، نفذ أوسونا عملية التعذيب والقتل بشكل ممنهج، حيث استخدم سكينًا مزودة بمقبض لتشويه جسد روميرو. قام بنزع إحدى عينيه وقطع إصبع من يده، وخلع جزءًا من أضلاعه ورئته. وعندما وصل الحراس إلى الزنزانة أخيرًا، اكتشفوا أوسونا يرتدي قلادة مروعة صنعها من أجزاء جسد ضحيته.
تلك الجريمة البشعة أثارت صدمة وجدلاً كبيرًا في الولايات المتحدة. فقد تساءل الجميع عن كيفية حدوث مثل هذه الجريمة في نظام السجون الأمريكي وكيف تمكن أوسونا من تنفيذ تلك الأفعال الوحشية بغفلة من الحراس.
تبقى هذه الجريمة محط اهتعتام وتساؤلات غامضة، فهل كانت هناك خلل في نظام الأمان بالسجن؟ وهل كان أوسونا يعاني من اضطرابات نفسية تجعله يقوم بأعمال إجرامية بشعة؟ أم أن هناك جوانب من حياته وتاريخه الشخصي تلعب دورًا في هذه الجريمة المروعة؟
تُثير هذه الجريمة أيضًا تساؤلات حول التحقيقات الأمنية والإجرائية في السجون. فكيف تمكن أوسونا من تنفيذ جريمته بشكل ممنهج دون أن تلاحظه الحراس؟ ولماذا تأخرت الإجراءات التأديبية ضد الحراس الذين قاموا بتفقدهم؟ هل هناك فساد أمني أو تقصير في النظام السجني يجب محاسبته؟
تُعكس هذه الجريمة المروعة أيضًا الجوانب الظلامية في البشرية وقدرتها على الانحراف والعنف الشديد. فما الذي يدفع شخصًا إلى ارتكاب أعمال قتل وتشويه بهذا الشكل الوحشي؟ هل تلعب العوامل النفسية أو البيئية دورًا في تكوين شخصيته وسلوكه العدواني؟
في النهاية، تظل جريمة القتل الرهيبة في السجون الأمريكية من الأحداث المروعة التي تستحق التحقيق الدقيق والتفكير العميق. فهي تجعلنا نتساءل عن طبيعة الجريمة وأسبابها وتأثيرها على النظام السجني والمجتمع ككل. وقد تبقى ملابساتها وأسرارها محيرة ومبهمة، مثل لغز ينتظر الكشف عنه والإجابة عنه في زمن ما.