أفادت تقارير إعلامية، أن دول الأمازون بأمريكا الجنوبية، يوم الثلاثاء، قررت إنشاء تحالف لمكافحة إزالة الغابات، وفق إعلان مشترك صدر خلال قمة في مدينة بيليم شمالي البرازيل، وفقاً لـ”فرانس برس”.
وأوضحت الدول الموقعة على الإعلان، وهي البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغويانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، أن هذا التحالف “يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة إزالة الغابات لمنع الأمازون من بلوغ نقطة اللاعودة”.
وفي خطابه الافتتاحي إلى جانب رؤساء دول أمريكا الجنوبية الآخرين، دعا الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال القمة، دول الأمازون إلى اتخاذ إجراءات مشتركة “عاجلة” للحد من تدمير أكبر غابة مطيرة على كوكب الأرض، مشددا على أن مكافحة إزالة الغابات أمر أساسي للتعامل مع “التدهور الحاد لتغير المناخ”.
واعتبر لولا أن القمة “نقطة تحوّل”، مضيفا أن “استئناف تعاوننا وتوسيعه بات أكثر إلحاحا من أيّ وقت مضى.. يجب علينا تعزيز رؤية جديدة للتنمية المستدامة والشاملة في المنطقة، عبر الجمع بين الحفاظ على البيئة وإيجاد فرص عمل”.
وتزامن افتتاح القمّة مع إعلان مرصد كوبرنيكوس الأوروبي أن شهر يوليو 2023 حطم المستوى القياسي لأكثر الأشهر حرا على الإطلاق في العالم بفارق 0.33 درجة مئوية عن يوليو 2019.
وجلس الرئيس البرازيلي إلى جانب نظرائه من بوليفيا وكولومبيا والبيرو، في حين مثل الإكوادور وسورينام وغويانا وزراء، أما الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، فحضرت نائبته ديلسي رودريغيز نيابة عنه، بعدما أعلن على حسابه في منصة “إكس” أنه يعاني التهابا في الأذن.
وتجمع القمة التي تستمر حتى اليوم الأربعاء، ممثلين للدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون التي أنشئت عام 1995 لحماية هذه المنطقة الشاسعة التي تضم نحو 10% من التنوع البيولوجي على الكوكب.
وتستضيف مدينة بيليم الساحلية البالغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) عام 2025.
كما تمت دعوة دول غير أعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون إلى القمة، خصوصا فرنسا التي تقع غويانا الفرنسية التابعة لها في منطقة الأمازون، فيما تمثل فرنسا في القمة سفيرتها لدى برازيليا، بريجيت كوليه.
من جهته، كتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء في حسابه على منصة “إكس”، أنه “من الملحّ وضع حد لقطع الغابات”، داعيا إلى “حماية الاحتياطات الحيوية من الكربون والتنوع البيولوجي بما يصب في مصلحة دول الغابات وشعوبها والعالم أجمع”.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلفا، يوم الاثنين في بيليم: “لا يمكننا السماح ببلوغ الأمازون نقطة اللاعودة”، حيث أنه إذا تم بلوغ نقطة اللاعودة، فإنّ الأمازون ستُصدر كمية كربون أكثر مما تمتصّه، ما سيؤدّي إلى تفاقم ظاهرة احترار الكوكب.
بدورها، أعلنت الأمينة العامة لمنظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون ألكسندرا موريرا يوم الثلاثاء، أنّ القمة ستُصدر إعلانا مشتركا يتضمن “إجراءات جريئة ومشددة” لحماية الغابات المطيرة.
وأوضح لولا قائلا: “لن يقتصر الأمر على رسالة سياسية.. إنها خطة عمل مفصلة للتنمية المستدامة في منطقة الأمازون”، حيث يعيش نحو 50 مليون شخص، إذ أنه غالبا ما تُحول الأراضي التي قُطِعت فيها الأشجار إلى مراع للماشية لكن منقبين وتجار أخشاب يتسببون أيضا في الدمار.
من جانبه، رأى الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، أن “قرار عدم إزالة الغابات لن يكون كافيا”، مردفا أن “العلم أظهر لنا أنه حتى لو غطينا العالم كله بالأشجار، فلن يكون ذلك كافيا لامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.. يجب أن نتخلى عن الوقود الأحفوري”.
وشدد على أن هذه المسؤولية تقع قبل كلّ شيء على عاتق “دول الشمال”، بينما “علينا (دول الأمازون) حماية الإسفنجة”، وفق وصفه للغابات الاستوائية.
ويوم الثلاثاء، نظمت في شوارع بيليم مسيرة شارك فيها نحو 1500 شخص بينهم نشطاء من الشعوب الأصلية، حيث رفعت خلال التحرّك لافتات كُتبت عليها رسائل على غرار “نحن هنا منذ الأزل”.
وفي تصريحات لوكالة “فرانس برس”، قال زعيم السكان الأصليين، روني ميتوكتير، يوم الاثنين: “إذا لم نوقف إزالة الغابات، سنواجه مشاكل أكثر خطورة بكثير”.