متابعة-جودت نصري
يسعد الكثيرون بالاحتفال بعيد ميلادهم وقضاء وقت ممتع في هذا اليوم برفقة الأهل والأصدقاء، في حين يشعر البعض بمشاعر الحزن والاكتئاب في عيد ميلاده، وهو ما يُطلق عليه اكتئاب عيد الميلاد.
ويشير اكتئاب عيد الميلاد إلى الشعور بالحزن أو اللامبالاة أو عدم الاهتمام بالاحتفال بعيد الميلاد أو التفكير فيه، إضافة إلى الإحساس بانخفاض الطاقة أو التركيز على الماضي، بما في ذلك كل ما لم يتم إنجازه أو تحقيقه حتى الآن.
اكتئاب عيد الميلاد وحالات الصحة العقلية الأخرى
يقول الدكتور إرنستو ليرا دي لا روزا، وهو طبيب نفسي إكلينيكي: “لا يعترف دليل التشخيص (DSM-5) باكتئاب عيد الميلاد على أنه اضطراب في الصحة العقلية، ولكن هذا لا يعني أن بعض الأشخاص لا يعانون من الاكتئاب أو الحزن خلال عيد ميلادهم، إذ يمكن أن يترافق اكتئاب عيد الميلاد مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل الاكتئاب أو القلق، وبالنسبة للأفراد الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب، يكون من المألوف أن يشعروا بالحزن في أعياد ميلادهم أيضاً”.
أسباب اكتئاب عيد الميلاد
يكون اكتئاب عيد الميلاد بالنسبة لبعض الأشخاص مرتبطاً بالتجارب السلبية السابقة مع أعياد الميلاد، وللبعض الآخر يكون نتيجة التفكير في حياتهم، إذ يشعرون أنهم في مكان أو منصب لا يريدون أن يكونوا فيه في هذا العمر.
من ناحية أخرى، يمكن أن تأتي أعياد الميلاد في الأوقات التي يمر فيها الإنسان بظرف صعب، أو في حالة ما بعد الصدمة، مما يجعله يرفض هذا اليوم.
وقد تشمل الأسباب المحتملة الأخرى التي تجعل شخصاً ما يشعر بالإحباط في عيد ميلاده، ما يلي:
– الاكتئاب.
– القلق.
– الخوف من التقدم في السن.
– تاريخ المشاكل والدراما العائلية في أعياد الميلاد أثناء الطفولة.
أعراض اكتئاب عيد الميلاد
تقول الدكتورة ليرا دي لا روزا إن العديد من الأعراض المتعلقة باكتئاب عيد الميلاد تشبه أعراض الاكتئاب العادي، فكيف يمكن معرفة ما إذا كنت تعانين من اكتئاب عيد الميلاد؟
تنبهكِ بعض العلامات بأنك تعانين من اكتئاب عيد الميلاد، بما في ذلك:
– تغيير في حالتكِ المزاجية يستمر لعدة أيام قبل موعد عيد ميلادك.
– الشعور بالإحباط أو الحزن أكثر من المعتاد.
– البكاء أكثر من المعتاد.
– اجترار الماضي والأهداف التي لم تتحقق (على سبيل المثال، عدم الزواج أو إنجاب الأطفال).
– التفكير في الوقت المتبقي لكِ من الحياة.
– عدم وجود الكثير من الطاقة أو الدافع لفعل أي شيء.
– تغييرات في النوم.
– تغييرات في الشهية.
– صعوبة التركيز.
– الأوجاع أو الآلام الجسدية.
– الرغبة في تجنّب يوم عيد ميلادكِ.
– عدم الاهتمام بالاحتفال بعيد ميلادكِ ورفض خطط الاحتفال مع الأصدقاء أو العائلة.
– الرغبة في الانعزال يوم عيد ميلادكِ.
علاج اكتئاب عيد الميلاد وطرق التكيف
للتخفيف من المشاعر السلبية التي يولدها اكتئاب عيد الميلاد، يُمكنكِ تجربة الإستراتيحيات التالية:
– السماح لمشاعرك بالظهور
السماح لنفسك بإظهار بمشاعركِ دون إصدار أحكام، يمكن أن يساعدكِ في معالجة المعنى الأعمق وراءها، وربما يخفف بعض الحزن الذي تشعرين به.
– ممارسة الوعي والرحمة الذاتية
من المهم أن تكوني على دراية بتجربتكِ ومشاعركِ وأن تكوني لطيفة مع نفسكِ، فإذا قمنا بزيادة وعينا بمشاعرنا، يمكننا التعامل مع هذه المشاعر برأفة، وتذكير أنفسنا بأننا بشر، وأنه عندما نشعر بمجموعة من المشاعر السلبية في بعض الأحيان، لا يجب الهروب منها، بل مواجهتها، لكي لا تزداد تعقيداً.
– التحدث عن تجربتكِ مع شخص تثقين به
عبّري عن مشاعركِ لصديق أو أحد أفراد أسرتكِ، فقد يمرّ شخص ما تعرفينه بنفس المشاعر خلال عيد ميلاده، لذلك قد يتمكن الآخرون من الاستماع ومساعدتكِ على الشعور بالتحسن.
– الاستعداد لعيد الميلاد بأنشطة صحية
عند الاستعداد لعيد ميلادكِ، امنحي الأولوية للقيام بالأنشطة المفضلة لديكِ، والتي تجعلك تشعرين بالرضا، وتؤدي إلى تحسين الصحة العاطفية والجسدية والعقلية لديك.