متابعة-جودت نصري
مع الوقت وبلوغ سنّ الثلاثين وما فوقن تفقد بشرتنا من مرونتها، مع ما يرافقها من ظهور للخطوط الدقيقة والتجاعيد، وترهل للجلد ناتج عن فقد الكولاجين. ولكن في ظل تطور التقنيات الحديثة يمكن معالجة العديد من مشكلات البشرة المتعلقة بالشيخوخة. إضف إلى ما سبق الإتجاه العام نحو إيجاد حلول طويلة الأمد، تعتبر استثماراً لناحية تحسين نوعية البشرة، وتقليل الحاجة للإبر المؤقتة. هي حلول تتوزّع على العديد من مشاكل البشرة المعقدة، مثل ندبات حب الشباب وخطوط التمدد.
ما هي هذه الأجهزة؟
ربما يكون الكثير منكم على دراية بأداة ديرمارولر المنزلية، التي تخلق ثقوباً صغيرة على سطح الجلد، والتي يستخدمها البعض بمقاساتها المختلفة للحصول على نضارة أو تحسين الندب السطحية، أو للمساعدة على امتصاص مستحضرات العناية الموضعية عند حدوث ثقوب سطحية على البشرة، فهذا يقوم بتحفيز خلايا الجلد على تصنيع الكولاجين حتى تلتئم هذه الثقوب.
فكرة هذه الأجهزة والتي تجمع بين تقنية الوخز الدقيق بطريقة مقننة أكثر عن طريق استخدام جهاز يحتوي على عدد محدد من الإبر القصيرة جداً والرفيعة جداً لإنشاء ثقوب مجهرية في الجلد حتى تحفز تجديد الخلايا وإنتاج الكولاجين والإيلاستين.
بالإضافة إلى ذلك تحتوي هذه الأجهزة أيضاً على ميزة احتوائها على ترددات راديوية تعمل على تسخين طبقات الجلد العميقة، وهذا بدوره أيضاً يسبب حرارة تساعد على شده وإنتاج المزيد من الكولاجين، ما يؤدي إلى تحسين ملمس ومظهر البشرة بشكل عام.
كيف يتم ذلك وماذا تتوقع؟
على الرغم من أنك قد تكونين خائفة من سماعك عن إبر متعددة تخترق الجلد في وقت واحد ومتكرر، ووجود حرارة تقوم بتسخين الجلد، إلا أن هذا الإجراء مقبول تماماً من قبل جميع مرضانا. بعد تقييم مشاكل البشرة وتحديد إذا كان أحد هذه الأجهزة مناسباً لك يتم تنظيف الجلد وتحضيره بوضع كريم مخدر. ثم يتم استخدام رأس جهاز جديد يحتوي على مجموعة جديدة من الإبر لكل مريض.
يحدد الطبيب المعالج عدد الإبر المستخدمة، عمقها والحرارة أثناء الجلسة، ويمكن تمرير أكثر من عمق وحرارة مختلفة في الجلسة نفسها على حسب مشاكل البشرة والنتيجة المرجوة، مباشرة بعد الجلسة نقوم بوضع كريم خاص لتهدئة البشرة. يظهر الجلد باللون الأحمر مباشرة بعد الإجراء، ويمكن رؤية علامات الإبر على شكل انتفاخات سطحية دقيقة.
عادة ما يختفي الاحمرار في غضون ساعات قليلة، وقد تستغرق علامات الوخز بضعة أيام فقط، والشيء الجميل في هذا الإجراء هو أنه لا يستلزم التوقف عن العمل، ويمكن للمراجعين الذهاب إلى العمل في اليوم التالي دون أن يلاحظ أي شخص أنهم قاموا بشيء ما.
قد تحدث كدمات مؤقتة لدى بعض الأفراد، وخاصة السيدات المسنات، أو أولئك الذين يتناولون أدوية أو مكملات غذائية تسبب سيولة في الدم، وهنالك منتجات موضعية يمكن استخدامها لتسرع من اختفاء هذه الكدمات.
في العيادة عادةً ما أقوم بدمج أجهزة الإبر الدقيقة والترددات الراديوية مع مواد أخرى حسب احتياج الحالة. مثلاً البلازما أو حمض الهاليورنيك غير المترابط، أو الأكسوزوم، أو منتجات التفتيح، للاستفادة من سطح الجلد المفتوح والمستعد لامتصاص هذه المنتجات بناءً على احتياجات المريض.
كيف يمكن لهذه الأجهزة أن تساعد البشرة؟
هناك العديد من المزايا لهذه الأجهزة، مثل تحفيز الكولاجين والإيلاستين. هذه المزايا يمكن أن تحسن التجاعيد والخطوط الدقيقة، خاصة تلك الموجودة تحت العينين، ورفع وشد جلد الوجه والرقبة والذراعين والبطن. أظهرت الدراسات أن الطريقة الأكثر فاعلية لمعالجة علامات التمدد في البطن التي تنتج عادةً عن تكسر الكولاجين هي استخدام أجهزة الوخز الدقيق مع الترددات الراديوية في العيادة، مع الاستخدام المنزلي المنتظم لمنتجات مشتقات فيتامين A المعروفة بالريتينويد. في ممارستي، عادةً ما أضيف إلى هذه الوصفة أيضاً إبر محفزات الكولاجين، وأشهرها السكلبترا والراديس، إلى حالات خطوط التمدد لإعطاء نتيجة أفضل. كما أن هذه الأجهزة تعتبر مفيدة لتقليل وضوح المسام المتوسعة لدى أصحاب البشرة الدهنية، مع إضافة غسولات منزلية ومنتجات عناية منزلية للحفاظ على النتيجة مع الاستخدام اليومي لواقي الشمس.
متى تظهر النتائج مع هذه الأجهزة؟
تظهر النتيجة في غضون أيام قليلة، ولكن نظراً لأن نتيجة هذه الأجهزة تعتمد على إنتاج الكولاجين والذي يتفاوت من شخص لآخر، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى 2-3 أسابيع لملاحظة الفرق في بشرتك.
ما مدى تكرار إجراؤها؟
لتحقيق أقصى فائدة من هذه الأجهزة من إعادة هيكلة الكولاجين في البشرة وإعادة بناءة، أقترح خطة علاج مخصصة تتضمن على الأقل 3 جلسات متباعدة من 4 إلى 6 أسابيع.
في الختام، فإن أجهزة الترددات الراديوية بالإبر الدقيقة هي آمنة وغير جراحية مع وقت شفاء سريع تحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين الخاصين بك لتحسين مظهر الجلد وتوفر شد الجلد الذي يعالج مشاكل الجلد المتعددة.