متابعة-جودت نصري

الهلوسة الشمية أو الفانتوسميا هي حالة تسبب شم روائح غير موجودة، ويوجد العديد من الأسباب المحتملة لها، بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الجهاز التنفسي العلوي، وإصابة الرأس، وورم الدماغ، والآثار الجانبية للأدوية، ومرض باركنسون.
وأحياناً يتم الخلط بين الفانتوسميا وهلوسة شمية أكثر شيوعاً تُعرف باسم باروسميا؛ فالأفراد المصابون بالباروسميا لديهم حاسة شم مشوهة، وهم يشمون الروائح الموجودة، ولكن الرائحة غير صحيحة. ووفقاً للمراجعة المنهجية، من الممكن أن يكون لديكِ كل من الوهم البصري وباروسميا في وقت واحد.

أعراض الفانتوسميا

الأفراد الذين يعانون من فانتوسميا يشمون روائح كريهة غير موجودة، وتشمل الروائح الشائعة مع فانتوسميا ما يلي:
– حرق المطاط.
– طعام محترق.
– رائحة كيميائية.
– الأغذية الفاسدة.
– البيض الفاسد «كبريتيد الهيدروجين».
– قمامة.
– عطر قوي.
– رائحة الجسم.
– رائحة الغاز.
– دخان السجائر.

أسباب الفانتوسميا
تحدث الهلوسة الشمية أو الفانتوسميا عندما تكون هناك مشكلة في نظام حاسة الشم لدى الشخص؛ فعادة تدخل الروائح إلى الأنف وتذوب في مخاط الأنف، وبمجرد ذوبانها يتم امتصاصها من خلال الغشاء المخاطي للأنف وتحفيز المستقبلات الشمية، وهذه العملية يستطيع من خلالها الدماغ التعرف إلى الروائح.
والسبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالفانتوسميا هو حالات الجيوب الأنفية، التي تمثل ما يصل من 52 إلى 72% من جميع اضطرابات حاسة الشم.
تظهر الأبحاث أن العدوى الشديدة أو التهاب الجيوب الأنفية يؤدي إلى مشكلات شمية أكثر حدة، كما تميل حالات الجيوب الأنفية الخفيفة إلى التسبب في مشكلات شمية خفيفة فقط. هذا، وتشمل الأسباب الشائعة للهلوسة الشمية ما يلي:
– عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
– التهاب الأنف التحسسي «حساسية من حمى القش».
– التهاب الجيوب الأنفية «التهاب الممرات الأنفية وتجويف الجيوب الأنفية».
– السلائل الأنفية «زوائد في الممرات الأنفية والجيوب الأنفية».
– صدمة الرأس.
– حدوث تلف داخل الجمجمة.
– قد تكون الاضطرابات الشمية مثل الفانتوسميا علامة مبكرة على مرض التنكس العصبي، فعلى سبيل المثال، يعاني معظم المصابين بمرض باركنسون من تغيرات في قدرتهم على الشم والتذوق.
– الآثار الجانبية للأدوية تكون مسؤولة عن نحو 12% من جميع اضطرابات حاسة الشم، ولكن لحسن الحظ عادة ما تكون هذه الآثار الجانبية قابلة للاختفاء بمجرد إيقاف الدواء.
وتشمل الأدوية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالهلوسة الشمية ما يلي:
– العلاج الكيميائي «علاج السرطان».
– مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين «ACE» التي تخفض ضغط الدم.
– حاصرات قنوات الكالسيوم «تستخدم لارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب».
– مدرات البول «حبوب الماء».
– الزنك داخل الأنف «يُستخدم لعلاج نزلات البرد».
– مضادات الميكروبات «المضادات الحيوية ومضادات الفطريات».
– مضادات اضطراب النظم «يقمع إيقاعات القلب غير الطبيعية».
– أدوية الغدة الدرقية لتحسين وظيفة الغدة الدرقية.
– مضادات الاكتئاب.
– مضادات الاختلاج «تُستخدم لمنع النوبات».
– الأدوية الخافضة للدهون «تخفض الكوليسترول».

الأسباب الأقل شيوعاً للهلوسة الشمية

– التعرض للسموم البيئية.
– التعرض للإشعاع.
– الفشل الكلوي.
– الفشل الكبدي «فقدان وظائف الكبد».
– داء السكري من النوع 2.
– السرطان.
– إصابة الدماغ.
– ورم في المخ.
– النقص الغذائي.
– المضاعفات الجراحية الناتجة عن جراحة الأنف.
– الحمل.
– قصور الغدة الدرقية.
– مرض إديسون.
– متلازمة كوشينغ.
– الذئبة.
– الصداع النصفي.
– الحالات النفسية بما في ذلك فقدان الشهية والاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب والفصام.

متى تجب زيارة الطبيب؟

تجب زيارة الطبيب بمجرد الشعور بالفانتوسميا؛ فقد تكون هذه الحالة ناتجة عن مشكلة طبية خطيرة، مثل ورم في المخ، وتحتاج إلى التشخيص والعلاج في وقت مبكر. ومن المحتمل أن يحيلك مقدم الرعاية الصحية الأولية إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة للتعرف إلى السبب الكامن وراء هذه الحالة.

علاج الفانتوسميا

يختلف علاج الفانتوسميا بناءً على السبب الكامن وراء الرائحة الوهمية، وقد يشمل ذلك:
– الحساسية: يمكن أن يشمل العلاج استخدام الستيرويدات وحقن الحساسية.
– التدخين أو التعرض للسموم: قد يحتاج الشخص إلى الإقلاع عن التدخين والتخلص من أي تعرض معروف لمادة كيميائية غير آمنة.
– رد الفعل الدوائي: قد يحتاج الشخص إلى التوقف عن تناول الدواء الذي قد يسبب الرائحة الوهمية، وتشمل الأدوية المحتملة التي قد تسبب هذه الحالة مضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية، ولكن يجب ألا يتوقف الشخص عن تناول مثل هذه الأدوية دون استشارة الطبيب أولاً.
على سبيل المثال، قد يحتاج الشخص إلى إنهاء دورة كاملة من المضادات الحيوية لمحاربة العدوى أو التقليل التدريجي من مضادات الاكتئاب.
– إذا كانت الروائح الوهمية ناتجة عن عدوى فيروسية؛ فقد يكون الشخص قادراً فقط على انتظار رحيل الأعراض من تلقاء نفسها في أثناء الشفاء.
– ورم المخ: يُمكن علاجه بالجراحة، وكذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي إذا كان الورم سرطانياً.
– العدوى البكتيرية: يمكن للشخص المصاب بعدوى بكتيرية أن يأخذ المضادات الحيوية.
في حالات نادرة، قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لعلاج الهلوسة الشمية، لكنهم لا يوصون دائماً بالجراحة؛ لأنها قد تنجح فقط في حالات محددة مثل إزالة المخاط الملتهب أو الزوائد اللحمية، كما تحمل الجراحة أيضاً مجموعة من المخاطر الخاصة بها.