متابعة بتول ضوا
كل بقعة من بقاع العالم تضم حكاية لثقافة أو شعب أو مدينة أثرية دفنتها الطبيعة أو قرية اكتست ثوب الغرابة لتبقى حتى يومنا هذا لتخبرنا حكايا أجدادنا.
ومن تلك القرى قرية لافنهام الإنجليزية الذي تميزت بمبانيها الغريبة. فجميع منازل القرية مبنية بطريقة مائلة ما زالت حتى يومنا الآن ثابتة دون أن تتهدم، فما حكاية هذه القرية وما سر مبانيها المائلة؟..
كانت قرية لافنهام قرية تجارية مزدهرة على بعد حوالي 112.6 كيلومتراً شمال شرق لندن في سوفولك، إنجلترا.
تظهر البيوت الخشبية في القرية ذات ألوان زاهية، لكن من الواضح أنها ملتوية تتكئ على بعضها البعض، كما لو أنها ستسقط إذا لم تتكئ على بعضها!
يعود تاريخ القرية إلى العصور الوسطى عندما نشأت في تجارة الصوف. في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، اشتهرت لافنهام بإنتاج جلد الغزال الأزرق المصنوع من الصوف الناعم.
في نهاية القرن الخامس عشر، كانت تُعرف باسم “مدينة الأثرياء”. نتيجة لذلك، تدفع القرية ضرائب أكثر من المدن الكبيرة الأخرى مثل يورك ولينكولن.
ومع النمو السريع للقرية، تم بناء العديد من المنازل على عجل من الأخشاب الخضراء حديثة القطع. ويمتاز الخشب بأنه عندما يجف، تتغير سماكته وطبيعته، فأصبحت الأخشاب التي استُعملت حديثة ببناء المنازل معقوفة ومعوجّة، ما تسبب بانحناء المنازل بزاوية كبيرة لم تكن بالحسبان.
بمرور الوقت، بدأ اللاجئون الهولنديون الذين استقروا في كولشيستر في إنتاج أقمشة صوفية أخف وزنا وأرخص ثمنا وذات جودة أفضل، مما أدى إلى انهيار تجارة الملابس في لافينهام. مع وجود منازل في القرية كلها معوجة، قررت العائلات الثرية مغادرة منازلهم بعد أن خسروا المال وعجزوا عن إعادة بناء منازلهم.
وما زالت تلك البيوت المعوجة قائمة حتى اليوم، يأتي بعض السائحين لزيارتها ورؤية أشكالها الغريبة وبعضها ما زال مأهولًا!