رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

كيفية علاج التهاب المعدة عند كبار السن

متابعة- يوسف اسماعيل التهاب المعدة هو حالة شائعة بين كبار...

موزة ملصقة على لوحة تباع بمبلغ 5.2 مليون دولار!!

في صفقة أثارت دهشة الجميع، تم بيع موزة ملصقة...

تخلص من البقع الزرقاء في الرجلين: أسباب وعلاجات فعالة

متابعة بتول ضوا تعتبر البقع الزرقاء في الرجلين مشكلة شائعة...

لماذا يعد التوت الأزرق خيار صحي لنظامك الغذائي

التوت الأزرق، بفضل حجمه الصغير ونكهته الشهية، يُعتبر من...

روبن أموريم: أعتقد أنني الرجل المناسب في اللحظة المناسبة

تحدث روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، عن مواجهته الأولى...

أسرار جزيرة القيامة.. تماثيل المواي وحضارة مفقودة

متابعة- يوسف اسماعيل

 

في فترة بين عامي 300 و1200 من الميلاد، استطاع بعض سكان بولينيزيا الوصول إلى جزيرة القيامة، التي تبعد نحو 3700 كيلومتر غرب تشيلي. وعلى الرغم من عدم امتلاك أهل الجزيرة لأي وسائل نقل حديثة مثل العجلات أو الدواب أو الروافع، إلا أنهم شيَّدوا مئات التماثيل الحجرية التي تُدعى «مواي»، أطولها يقترب من العشرة أمتار ويزن 82 طنًّا، وأحدها غير مكتمل ويُطلق عليه «El Gigante» (العملاق)، يبلغ طوله ما يقرب من 22 مترًا ويزن 145 طنًّا.

 

لقد أثارت هذه التماثيل الحجرية الضخمة دهشة العالم وقت اكتشافها في القرن الثامن عشر، ولكن ما تبقى غامضاً هو كيفية بناء هذه التماثيل العملاقة دون استخدام أي وسائل نقل أو معدات حديثة. ولماذا صنعوا هذه التماثيل في الأصل؟ وما هي الدوافع وراء هذا الإنجاز الهائل؟

 

في الواقع، لا يزال الغموض يكتنف بناء هذه التماثيل الحجرية العملاقة. وعلى الرغم من أن العديد من النظريات والتفسيرات قد اقترحت على مر السنين، إلا أنه لا يوجد تفسير نهائي لما حدث على جزيرة القيامة. فقد اقترح البعض أن التماثيل كانت تُستخدم في الأنشطة الدينية أو الاحتفالية، بينما اقترح آخرون أنها كانت تُستخدم كوسيلة لإظهار القوة والحجم والتميز الاجتماعي، أو كعلامة على الملكية الخاصة.

 

ومع حلول القرن الثامن عشر، توقف العمل على كل تماثيل «المواي»، وأخذ تعداد السكان في التداعي، كما أُطيح بكل القيادات السياسية والدينية. وبتحليل التربة، عرف العلماء أن سكان الجزيرة قطعوا كل أشجار الغابات عليها، وأكلت الفئران بذور الأشجار قبل أن تنمو من جديد. تسبب هذا في كارثة بالطبع، فتعثر بناء قوارب جديدة للتجارة، واضطر السكان إلى حرق الحشائش للحصول على وقود، وربما أدى هذا في النهاية إلى حدوث مجاعة وحرب أهلية.

 

زاد وصول الأوروبيين إلى الجزيرة عام 1722 من المعاناة، إذ نقلوا مرض الجدري إلى السكان في سبعينيات القرن التاسع عشر، كما أدخلوا تجارة العبيد، ما تسبب في خفض عدد السكان الأصليين إلى نحو مئة فرد فقط.

 

وعلى الرغم من أن جزيرة القيامة تبدو اليوم وكأنها مكان هادئ ومنعزل، إلا أنها كانت في السابق موطنًا لحضارة مزدهرة ومميزة. ولكن بسبب العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية، تراجعت الحضارة البولينيزية على جزيرة القيامة حتى أصبحت مجرد ذكرى من زمن بعيد.

 

ولا يزال الغموض يكتنف حتى اليوم بناء التماثيل الحجرية العملاقة «المواي» ودوافع صنعها، وقد أثارت هذه الأسئلة العديد من النظريات والتفسيرات على مر السنين. ومن المثير للاهتمام أن العديد من هذه النظريات والتفسيرات تعتمد على الخيال والخرافات، مما يؤكد أننا لا نزال نجهل الكثير عن حضارة بولينيزيا وتاريخها.

 

على أية حال، فإن جزيرة القيامة تعد موقعًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام في تاريخ الإنسانية، وتذكرنا بأننا لا نزال نحتاج إلى المزيد من الأبحاث والتحليلات لفهم تاريخنا وحضارتنا بشكل أفضل، ولا يزال الغموض يكتنف العديد من الأماكن والأحداث التي حدثت في الماضي.

 

تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي