متابعة- بتول ضوا
عُرف العرب منذ القدم بحبهم لتربية الحيوانات البرية كوسيلة للصيد. من أشهر الحيوانات التي دجّنها العرب، خاصة في منطقة شبه الجزيرة العربية، كان الصقر المعروف بحجمه وشجاعته واحترامه لذاته.
وإن كنت من مربي الصقور أو شاهدت تربية برنامجاً وثائقياً على التلفاز عن تربية الصقور وترويضها، فلربما لاحظت قيام الصقار بدفن الصقر بالرمال بمجرد اصطياده. وكذلك سكب الماء البارد على الرمل وعلى صدره وتعريضه لهواء بارد إن كان ذلك ممكناً… فهل فكرت في سبب ذلك؟
السبب يكمن في طبيعة الصقر نفسه، فهو طائر حر، فإذا سُجن سيشعر بالإهانة والقلق على نفسه، لذا يفضل الانتحار على أسره. فالصقور من الطيور الجارحة التي تشتهر بالفخر ولا تقبل نفسها في الأسر.
لذلك عندما يصطاد شخص ذو خبرة في التعامل مع الصقور والطيور الجارحة صقراً حراً، فإن أول ما يفعله هو دفن جسده في الرمال حتى لا ينتحر بنقر جسده بمنقاره الحاد.
كنا ويجب عليه تغطية رأسه حتى لا يرى الشخص الذي اصطادها، مما يزيد من إذلال الصقر وإهانته يحرص الصقار على سكب الماء البارد على صدر الصقر لتقليل نبضات قلبه، الذي تتسارع دقاته بوتيرة مرتفعة للغاية ويكاد قلبه أن ينفجر من سرعة ضخّه للدم، فيتم تبريد صدره وتعريضه لهواء بارد،
بهذه الطريقة ، لا يفقد الصياد طائره وينتظر أن يهدأ تمامًا قبل السماح له برؤية وجهه وتدريبه