متابعة-جودت نصري
بطبيعة الحال، تمر النساء بدورات طمث مختلفة جداً. لدى البعض منهن دورات غزيرة، في حين أن البعض الآخر لديه دورات خفيفة إلى حد ما. لكن النزيف الغزير أو عدم انتظام الدورة الشهرية يستحق البحث عن السبب.
ما هي الدورة الشهرية؟
تظهر الدورات في وقت البلوغ وتتوافق مع حدوث نزيف مرة واحدة في الشهر عند النساء. بطريقة مبسطة للغاية، تعتبر الدورة الشهرية مظهراً من مظاهر أن جسمك يخبرك أنك قادرة على إنجاب طفل، لكنك لست حاملاً. في كل شهر، تزداد سماكة بطانة الرحم عن طريق ملء الأوعية الدموية لإستيعاب بويضة مخصبة، ثم الجنين. إذا لم يتم تخصيب البويضة، فإن الطبقة الداخلية السميكة من الرحم تتساقط تدريجياً على شكل نزيف، وهذا ما يسمى الحيض.
لذلك يأتي دم الحيض من الرحم، والذي لا يحتاج في النهاية إلى الحفاظ على سماكة بطانة الرحم.
فترات الدورة الشهرية
تمر بعدة مراحل تنظمها التغييرات في هرمونات الإستروجين والبروجسترون، التي يفرزها المبيض والغدة النخامية وما تحت المهاد في الدماغ. بالإضافة إلى الاختلافات في مستويات الهرمونات، هناك تأثيرات على نمط الحياة والعمر على بداية الدورة الشهرية.
وتقع الدورة الشهرية بين اليوم الأول من الحيض واليوم الأول من الدورة الشهرية التالية. متوسط مدة الدورة الشهرية 28 يوماً، منها 3 إلى 8 أيام مخصصة للحيض.
يمكن أن تشهد الدورة الشهرية اختلافات، إذ عادة ما تكون الأيام الأولى من الحيض هي الأكثر شدّة بسبب كثرة تدفق الدم والأعراض التي تظهر. عندما يكون الحيض مؤلماً، فإنه يسمى عسر الطمث. هذه الآلام ناتجة عن تقلص مفرط لعضلة الرحم وانخفاض في الأوعية الدموية في الرحم، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين. يوصى باستشارة الطبيب عندما تصبح هذه الآلام منهكة بشكل يومي.
دورة شهرية غير منتظمة: هل يجب أن تقلقي بشأنها؟
يمكن أن تعاني الدورات من عدم انتظام في أي وقت من الحياة وخاصة خلال الفترة الأولى. في الواقع، غالبًا ما تكون دورات الحيض الأولى غير منتظمة. من الشائع القول إننا لم “نستقر” بعد. وينطبق الشيء نفسه على فترة ما قبل انقطاع الطمث، حيث تصبح الفترات غير منتظمة أكثر فأكثر حتى تختفي تمامًا. خلال هذه الفترة من الممكن حدوث نزيف كل 6 أشهر دون القلق. وبالمثل، يمكن أن تستمر هذه الاختلافات في طول الدورة وتدفق الدم لعدة أشهر أو حتى سنوات دون التسبب في القلق.
اعتماداً على عمر المرأة، هناك سببان واضحان لتوقف الدورة الشهرية: الحمل وانقطاع الطمث. ولكن هناك أسباب أخرى لعدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها تماماً، والمعروفة باسم “انقطاع الطمث”، بما في ذلك: فقدان الوزن المفاجئ زيادة الوزن أو، على العكس من ذلك، نقص الوزن وفائض من الرياضة، أو تناول بعض وسائل منع الحمل، مثل حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط أو وجود جهاز داخل الرحم (اللولب).
قد تكشف الدورة الشهرية غير المنتظمة عن شيء أكثر خطورة، مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو ضعف الغدة الدرقية. يُنصح باستشارة طبيب للتأكد من أن هذه المشاكل لا تكشف عن أمراض توجب العلاج.
دورة شهرية غزيرة
الدورات الشهرية الغزيرة شائعة بين النساء وقد يصعب التعايش معها جسدياً وعاطفياً بشكل يومي. نتحدث عن غزارة الطمث عندما يكون تدفق الدم مفرطاً. يعتبر الحيض غزيراً إذا تجاوز 80 مل، لعدة دورات متتالية. لدى بعض النساء، يصاحب الدورة الشهرية الغزيرة جلطات دموية، لكن لا داعي للقلق، لأن هذا مجرد تخثر طبيعي للدم.
ما لم تستخدمي كوب الحيض لحماية الدورة الشهرية، فقد تواجهين صعوبة في الحكم على كمية الدم التي تخسرينها.
في هذه الحالة، انتبهي للعلامات الأخرى مثل: الاضطرار إلى تغيير الفوط الصحية، والاضطرار إلى إفراغ كوب الدورة الشهرية أكثر من الموصى به لتجنّب التسربات، ومرور جلطات دموية أكبر من 2.5 سم، والحاجة إلى استخدام أكثر من منتج صحي في وقت واحد (أكثر من فوطة صحية) ونزيف من خلال ملابسك أو ملاءاتك. كما الاضطرار إلى الاستيقاظ ليلاً لتغيير الفوط الصحية أو إفراغ كوب الدورة الشهرية.
يجب مراعاة ومراقبة الدورات الشهرية الغزيرة، لأنها سبب شائع لنقص الحديد. إذا كنت تعانين من علامات مثل التعب الشديد وضيق التنفس وخفقان القلب، فمن المستحسن استشارة طبيبك لقياس مستوى الحديد لديك أثناء فحص الدم.
أسباب غزارة الطمث
يمكن أن تؤثر بعض الحالات الطبية على بطانة الرحم وتتسبب في غزارة الدورة الشهرية مثل الأورام الليفية أو بطانة الرحم أو الأورام الحميدة.
الأسباب المحتملة الأخرى هي: غدة درقية خاملة، مشاكل تخثر الدم، (مثل مرض فون ويلبراند)، السكري، جهاز داخل الرحم، الأدوية المسيلة للدم (مثل الوارفارين أو فلوينديون)، المكملات العشبية مثل الجينسنغ والجنكة وفول الصويا.
إذا كانت دورتك الشهرية غزيرة، فمن المستحسن التحدث إلى طبيبك العام لاستبعاد أي مشاكل صحية أساسية والتحقق من فقر الدم. هناك عدة خيارات علاجية تبعاً لسبب غزارة الطمث لديك: موانع الحمل الفموية، اللولب الذي يطلق البروجسترون، إجراء لترقيق بطانة الرحم، إجراء لتقليل الأورام الليفية أو إزالتها. وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن النظر في استئصال الرحم.
الدورة الشهرية الغزيرة وغير المنتظمة: متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
يمكن أن تكون بعض المخالفات في دورتك الشهرية طبيعية تماماً اعتماداً على فترة حياتك. من ناحية أخرى، إذا لاحظت تغيرًا كبيرًا في دورتك الشهرية، فمن الأفضل التحدث عن ذلك مع طبيب عام. على سبيل المثال، إذا كان لديك دائماً فترات خفيفة إلى حد ما وأصبحت فجأة ثقيلة جداً أو غير منتظمة، يجب عليك مناقشة هذا الأمر مع الطبيب النسائي.
وفي ما يلي بعض المواقف الأخرى التي ننصحك باستشارة الطبيب بخصوص دورتك الشهرية:
– تكون دورتك الشهرية أكثر تكراراً من كل 21 يوماً أو أقل تكرارًا من كل 35 يوماً؛
– كان لديك نزيف بين فترات الدورة الشهرية؛
– إذا استمرت دورتك الشهرية أكثر من7 أيام؛
– إذا كنتِ تعانين من إفرازات دموية بعد انقطاع الطمث؛
– دورتك الشهرية غير منتظمة وأنت تحاولين الإنجاب.