افتتح، اليوم الثلاثاء، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، محطة التلسكوب الراديوي التداخلي، بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، بهدف بناء مقياس تداخل راديوي بطول 40 مترا باستعمال ثلاثة تلسكوبات من نفس النوع تعمل على تجميع الموجات الهرتزية الخافتة الصادرة من الأجرام السماوية في الكون ورصدها ودراستها، وتعزيز تجارب ودور الطلبة والباحثين في دراسة هذا المجال.
واستمع صاحب السمو حاكم الشارقة إلى شرح واف حول عمل المحطة التي تضم سلسلة التلسكوبات الراديوية ضمن مشروع التلسكوب الراديوي التداخلي بطول 40 مترا وهو من التلسكوبات الأولى عالميا، من حيث صغر مساحة أطباقها وقلة كلفتها نسبيا، وأطلق سموه زر التشغيل إيذاناً بتشغيل المحطة.
وكانت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك قد بدأت بالعمل بهذا المشروع قبل نحو عام حيث قامت بتركيب التلسكوب الراديوي: Spider-500A بطول 5 أمتار من قبل الشركة الإيطاليةPrimaLuceLab/ ليعمل بتردد / 1.4 جيجاهرتز/.
وتتوزع التلسكوبات الثلاثة الأخرى التي تشملها هذه السلسلة على زوايا مثلث قائم وعلى مسافات 30، 40، و50 / مترا بين التلسكوب والآخر وذلك لكي تحاكي دقة هوائي أحادي الطبق قطره /40/ مترا مع مساحة تجميع تساوي هوائي بقطر يبلغ 8.7 متر ويتميز بميزة الزاوية التي تساوي حوالي / 0.36 درجة/ /21.6 دقيقة قوسية.
وأوضح الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة مدير أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا لفضاء والفلك، أن تركيب هذه السلسلة جاء في إطار تلبية للرؤية وللدعم المادي والمعنوي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي أمر بتأسيس أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك كمشروع قومي وطني ومقر علمي وبحثي وثقافي، يسعى لخدمة وتوعية المجتمع في جميع مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك ولتكون رائدة عالميًا في أبحاث هذه العلوم وترسخ دور ومكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز علمي عالمي في منطقة الخليج العربي والعالم.
وأضاف أنه تم أيضا إنشاء مختبرات الأبحاث المختلفة مثل مختبر الكيوبسات وهي: الأقمار الصناعية المكعبة الصغيرة، ومختبر الفلك الراديوي، ومختبر المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، ومركز النيازك، ومختبر الطقس الفضائي، ومرصد الشارقة البصري، ومختبر الفيزياء الفلكية العالية الطاقة، وأصبحت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك فريدة من نوعها على مستوى دول منطقة الخليج العربي لا سيما في بحوث الفلك والفضاء، وأن الأكاديمية نشرت خلال العامين الماضيين أكثر من ثلاثين بحثا ومقالا علميا في مجلات عالمية مرموقة وتترقب المزيد من هذه الانجازات باستخدام محطة المرصد الراديوي الجديد.
وأوضح النعيمي أنه وبصورة عامة فإن محطة الأرصاد الفلكية الراديوية تستخدم لدراسة الكون ومحتواه من مختلف الأجرام السماوية لاسيما الباردة من خلال استقبال الموجات الراديوية الطويلة، ولهذا المرصد العديد من الفوائد والامتيازات العلمية والتكنولوجية من بينها سهولة الاستعمال لصغر حجم أطباقه كما سبق وأشرنا وقلة كلفته مقارنة مع المراصد الراديوية الموجودة حاليا عالميا، فضلا عن أنه من خلال تقنية التداخل الراديوي نستطيع رصد الأجرام السماوية على مدار الساعة، ليس مثل الرصد البصري المقتصر على ساعات الليل فقط وفي الأجواء الصافية بعيدا عن التلوث الضوئي والترابي، كما يمكننا استخدام التردد 1.4 جيجا هرتز في المرصد الراديوي لرصد الهيدروجين كغاز أساسي في الكون كله.