أفادت تقارير إعلامية، أن شركة Eli Lilly and Co عرضت يوم الاثنين نتائج المرحلة الثالثة من تجربة عقار دونانيماب، مؤكدة أنه قادر على إبطاء التدهور المعرفي والوظيفي لمرضى ألزهايمر في مرحلة مبكرة، وفقاً لـ “إندبندنت”.
وشملت الاختبارات 1800 مريض تتراوح أعمارهم بين 60 و85 عاما ممن ظهرت عليهم أعراض مبكرة لمرض ألزهايمر. وتلقى نصف المشاركين الدواء مرة واحدة في الشهر، والنصف الآخر تلقى العلاج الوهمي لمدة 18 شهرا.
ووجد العلماء أن دونانيماب (Donanemab) يبطئ “التدهور السريري” بنسبة تصل إلى 35%، ما يعني أن المصابين بالمرض ما يزالون قادرين على أداء المهام اليومية بما في ذلك التسوق والتدبير المنزلي وإدارة الشؤون المالية وتناول الأدوية.
وقال مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة “إننا ندخل حقبة جديدة حيث يمكن أن يصبح مرض ألزهايمر قابلا للعلاج”.
وقالت جمعية ألزهايمر إن العلاجات مثل دونانيماب يمكن أن تعني يوما ما أن الحالة يمكن تشبيهها بأمراض أخرى طويلة الأمد مثل الربو أو مرض السكري.
وقالت الجمعية الخيرية إن العلاجات الجديدة بما في ذلك دونانيماب، الذي يعمل عن طريق إزالة بروتين يسمى الأميلويد الذي يتراكم في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، يبشر بـ “حقبة جديدة” في علاج مرض ألزهايمر.
ووفقا للنتائج النهائية لتجربة وفحص سلامة وفعالية الدواء الذي تصنعه شركة الأدوية الأمريكية Eli Lilly and Company، والتي نُشرت في مجلة American Medical Association وقدمت إلى المؤتمر الدولي لجمعية ألزهايمر في أمستردام، فإن دونانيماب كان قادرا بعد 76 أسبوعا من العلاج، على إبطاء التدهور السريري بنسبة 35.1% لدى المصابين بداء ألزهايمر في المراحل المبكرة والذين أظهرت فحوصات الدماغ لديهم مستويات منخفضة أو متوسطة من بروتين يسمى تاو.
وعندما تم الجمع بين نتائج الأشخاص الذين لديهم مستويات مختلفة من هذا البروتين، كان هناك تباطؤ بنسبة 22.3% في تطور المرض.
ووجدت النتائج أيضا أن بعضا من الـ47% الذين تناولوا الدواء والذين يعانون من المرض في مرحلة مبكرة ومن مستويات منخفضة أو متوسطة من تاو، شهد توقف تطور المرض لمدة عام.
وقالت شركة Eli Lilly and Company إن بعض الأشخاص الذين يتناولون الدواء سيكونون قادرين على إنهاء مسار العلاج في غضون ستة أشهر بمجرد إزالة لويحات الأميلويد.
وأشارت إلى أن العلاج باستخدام دونانيماب قلل من معدل ترسبات الأميلويد في المتوسط بنسبة 84% في 18 شهرا، مقارنة بانخفاض بنسبة 1% بين الأشخاص في الدراسة الذين كانوا يتناولون الدواء الوهمي.
لكن العلماء وجدوا أن بين عدد قليل من الأشخاص في الدراسة كانت هناك بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل تورم الدماغ.
وتأتي النتائج الحالية بعد اكتشاف دواء آخر، “ليكانيماب” (lecanemab)، يمكنه تقليل تدهور الذاكرة بين مرضى المرحلة المبكرة من المرض.
وتعليقا على النتائج، قال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المشارك للبحوث والابتكار في جمعية ألزهايمر: “هذه حقا نقطة تحول في مكافحة مرض ألزهايمر، ويثبت العلم أن من الممكن إبطاء المرض. العلاجات مثل دونانيماب هي الخطوات الأولى نحو المستقبل حيث يمكن اعتبار مرض ألزهايمر حالة طويلة الأمد إلى جانب مرض السكري أو الربو، قد يضطر الناس إلى التعايش معها، ولكن يمكن أن تكون لديهم علاجات تسمح لهم بإدارة أعراضهم بشكل فعال والاستمرار في العيش حياة مُرضية.
وصرح الدكتور أوكلي لـ”بي بي سي بريكفاست”: “خلال الاثني عشر شهرا الماضية، أجرينا تجربتين، واحدة تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي والأخرى بعد ظهر اليوم (الاثنين 17 يوليو)، وتظهر هذه التجارب أن هذا الدواء يزيل بروتينا يسمى أميلويد من الدماغ بشكل فعال حقا، وهذا يبدو أنه يبطئ من تطور المرض. وهو يحافظ على قدرة الناس على القيام بأشياء مثل قيادة السيارة، وإدارة الشؤون المالية، والتحدث عن الشؤون الجارية، والتعرف على أفراد الأسرة لفترة أطول، وهذا مهم جدا. لذلك نعتقد حقا أن هذه بداية حقبة جديدة تماما في علاج مرض ألزهايمر”.