متابعة-جودت نصري
الضيق العاطفي هو حالة من المعاناة العقلية التي يمكن أن تتخذ مجموعة متنوعة من الأشكال، وقد يكون الضيق ناتجاً عن مشكلة تتعلق بالصحة العقلية أو تتعلق بظروف طارئة؛ مثل صعوبات في علاقة معينة أو ضغط مالي أو في العمل..
يشمل الضيق العاطفي المفاجئ مجموعة واسعة من الأعراض، لكن سماته المميزة هي أعراض الاكتئاب والقلق، كما يمكن للناس المرور بالضيق المفاجئ في أي وقت، ولكنه عادة ما يكون مؤقتاً. هذا في حين يمكن أن تسبب اضطرابات الصحة العقلية أعراض الضيق العاطفي التي تستمر لفترات طويلة أو تحدث في دورات.
في السطور التالية، ستتعرفين على أعراض وأسباب الضيق العاطفي المفاجئ وطرق العلاج.
أعراض الضيق المفاجئ
تكون أعراض الضيق العاطفي شديدة في بعض الأحيان، وقد تتطور إلى اضطراب في الصحة العقلية، وتتضمن بعض أعراض الاضطراب العاطفي ما يلي:
– الشعور بالإرهاق أو العجز أو اليأس.
– الشعور بالذنب بدون سبب واضح.
– قضاء الكثير من الوقت في حالة من القلق.
– مواجهة صعوبة في التفكير أو التذكر.
– النوم القليل أو الكثير.
– حدوث تغييرات في الشهية.
– الانعزال عن الآخرين أو عدم الرغبة في ممارسة الأنشطة.
– الشعور بالغضب على نحو غير اعتيادي.
– مواجهة صعوبة في مواكبة المهام اليومية.
وقد تختلف خصائص الاضطراب العاطفي اعتماداً على وجود أي اضطرابات أساسية في الصحة العقلية، فعلى سبيل المثال، لدى الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدّية، قد يتسبب الاضطراب العاطفي في نوبات من الغضب والشعور الشديد بالوحدة.
أسباب الضيق العاطفي
تتنوع أسباب الضيق العاطفي على نطاق واسع، وعادة ما تنطوي على مجموعة من العوامل، بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون الضيق ناتجاً عن تجربة أو حدث مؤلم؛ مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، ويمكن أن ينتج أيضاً عن مجموعة واسعة من حالات الصحة العقلية الأساسية.
وفي حالات أخرى، تؤدي مواقف معينة إلى الشعور بالضيق المفاجئ، مثل المواقف التالية:
– الضيق العاطفي في العمل
يمكن أن يكون مكان العمل بيئة مرهقة، وعلى الرغم من أن بعض الضغط قد يكون محفزاً، إلا أن الكثير منه غالباً ما يكون مربكاً.
وقد تتضمن بعض أسباب الضيق العاطفي المرتبط بالعمل ما يلي:
– مخاوف بشأن الأمن الوظيفي.
– مخاوف بشأن الأداء.
– ساعات العمل الطويلة.
– الدخل القليل.
– ظروف العمل السيئة.
– زيادة المسؤوليات.
– عدم السيطرة على العمل.
– العلاقات المتوترة مع الزملاء أو المدراء.
قد تكون ساعات العمل الطويلة سبباً قوياً بشكل خاص للضيق العاطفي، فقد وجدت دراسة أقدم من عام 2011، أن الأشخاص الذين يعملون أكثر من 55 ساعة في الأسبوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق في المستقبل من أولئك الذين يعملون 35-40 ساعة في الأسبوع.
– الضيق العاطفي في المنزل
من بين الأسباب العديدة المحتملة للضيق العاطفي في المنزل عوامل شخصية أو بيئية، مثل:
– مشاكل في العلاقة مع أفراد الأسرة الآخرين أو الأصدقاء.
– الخضوع لتغييرات كبيرة في الحياة، مثل الانتقال إلى المنزل أو إنجاب طفل.
– الإقامة في حي يواجه الظلم والحرمان من الموارد.
– الدخل المنخفض.
– المعاناة من التمييز.
– الشعور بالوحدة أو العزلة.
– تراكم الديون.
– اتباع أسلوب حياة غير صحي، والذي قد يتضمن التدخين أو انخفاض مستويات التمارين الرياضية.
علاج الضيق المفاجئ
يمكن أن يصبح الضيق العاطفي ساحقاً ويؤثر على الأداء اليوم، وعادة ما يتضمن العلاج تحديد المحفزات وممارسة العادات التي تعمل على تقليل التوتر.
ولا تكون مسببات الضيق العاطفي واضحة دائماً، لذلك فإن التحدث إلى أفراد الأسرة والأصدقاء والمعالج؛ يمكن أن يساعد على التوصل لطرق بديلة للتكيف.
على سبيل المثال، يعد العلاج السلوكي المعرفي طريقة قياسية لتحديد ومعالجة مصادر الضيق العاطفي، وهناك أنواع عديدة من هذا العلاج، ويعتمد أفضل نوع لكل شخص على الموقف.
ويمكن أن تساعد أيضاً إستراتيجيات إدارة الإجهاد، بما في ذلك تقنيات الاسترخاء، كما يستخدم البعض تأمل اليقظة؛ كإستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع التوتر، وعادة ما ينطوي على التركيز على الداخل لزيادة الانتباه والوعي الذاتي.
ويمكن أن يساعد أيضاً إجراء تغييرات معينة على نمط الحياة؛ مثل الإقلاع عن التدخين، وزيادة النشاط البدني، كما تشير مجموعة كبيرة من الأدلة إلى أن التمارين المنتظمة يمكن أن تساعد على تخفيف القلق والاكتئاب، وحتى النشاط البدني الخفيف يمكن أن يكون مفيداً؛ فقد وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن المراهقين الذين يمارسون نشاطاً خفيفاً؛ لديهم مخاطر أقل للإصابة بأعراض الاكتئاب عند بلوغ الثامنة عشرة من العمر.