يتهرّب العديد من المراهقين من آبائهم لأنهم يشعرون أن آباءهم مسيطرون أو متحكمون أو أنهم منشغلون عنهم. ويحتاج المراهق إلى قدوة يحتذي بها في حياته ذلك لأنها تساعده على تعزيز ثقته بنفسه والالتزام بأهداف أكبر مدى الحياة. مع كل التأثيرات السلبية التي يتعرض لها ، من المهم أن يكون الأهل أيضاً أفضل قدوة بالنسبة له. فالمراهق يقلد تصرّفات أهله ويبحث عن إجابات وتوجيهات وحماية. من هنا لا بدّ ان يجري الأهل تغييراتٍ إيجابية في حياة المراهق وأن يكونوا قدوةً بالنسبة له بعد الإلتزام بالنصائح التي سوف نطلعهم عليها.
إذا كنت تريد أن تكون قدوةً بالنسبة للمراهق، فعليك أن تعيش نمط حياةٍ إيجابيّ ومؤثر يرغب ابنك المراهق في تقليده. ويكون هذا الأمر من خلال أن تسعى لتحقيق أهدافك المهنية والعائلية، الالتزام وعدم المكوث بالوعد، مسامحة الآخرين وعدم الحقد عليهم، الصدق، التواضع والإعتراف بالخطأ.
وستحتاج إلى تجنب الوقوع في المشاكل, هذا الأمر يبدأ بمعرفة كيفية التعامل مع التحديات في الحياة فمثلاً إذا كنت من الأشخاص الذين يغضبون بسرعة، يصرخون ويضربون أو يلجأون إلى طرق غير صحية مثل احتساء الكحول، فعليك التخلّي كلياً عن تلك العادات السيئة.
ومن هنا عليك أن تقترب من محيط طفلك و تخصص وقتاً له، من أجل أن يعرف أنك بقربه دائماً وأنك حاضر للإصغاء إلى مشاكله وإعطائه النصيحة المناسبة. وعليك ألا تحكم أو تتذمّر من ابنك المراهق، ولا تحاول أن تعاتبه أو تقول له “قلت لك هذا الأمر من قبل”. فالمراهق هو صديق لك ولم يعتبرك قدوةً له إذا شعر أنك لا تفهمه ولا تتعاطف معه.