متابعة-جودت نصري
فوبيا الأقدام أو بودوفوبيا، هي حالة تجعل الأشخاص يعانون من القلق الشديد في أي وقت يتعاملون فيه مع الأقدام، لدرجة أن المريض قد يبذل قصارى جهده لتجنّب لمس أو حتى رؤية القدمين.
والباحثون ليسوا متأكدين بالضبط ما الذي يسبب فوبيا الأقدام، ولكن هناك طرقاً لتقليل شدّة الخوف تدريجياً بحيث يكون لها تأثير أقل على جودة الحياة.
ولا يدرج الدليل التشخيصي والإحصائي لاضطرابات الصحة العقلية فوبيا الأقدام على وجه التحديد ضمن الاضطرابات النفسية، ولكن هذا لا يعني أن هذا الخوف من القدمين ليس حقيقياً.
وكما هو الحال مع أنواع الرهاب الأخرى، يسبب رهاب البودوفوبيا “فوبيا الأقدام” درجات من الخوف غير متناسبة مع أي خطر قد تمثله الأقدام.
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأقدام، يكون الخوف شديداً لدرجة أن مجرد التفكير في إمكانية التعرّض للأقدام – سواء كانت بالجوارب أو بالأحذية أو بدونهما- يمكن أن يتداخل مع القدرة على العمل في المنزل أو في المدرسة أو في العمل أو في المجتمع..
أعراض فوبيا الأقدام
يمكن أن تُسبب فوبيا الأقدام رد فعل عاطفياً وفسيولوجياً قوياً، بما في ذلك أعراض مثل:
-الشعور بالخوف أو الذعر؛
-شعور بالاشمئزاز أو الرعب؛
-التعرق؛
-تسارع ضربات القلب؛
-الغثيان؛
-ضيق الصدر؛
-ضيق في التنفس؛
-الدوخة؛
-الإغماء.
أسباب فوبيا الأقدام
لا يعرف الباحثون بالضبط ما الذي يسبب فوبيا الأقدام، فإحدى النظريات هي أنك ربما تكونين قد كوّنتِ رابطاً بين الشيء المخيف (وهي القدمان)، وتجربة وجدتها مزعجة أو مرعبة.
قد يكون من السهل رؤية العلاقة بين الحدث المخيف والشيء، مثل الخوف من القدمين إذا كنت قد عانيت من نوبة مؤلمة من الإساءة شملت أقدام شخص آخر.
ونظرية أخرى تُفسر فوبيا الأقدام، وهي أنك ربما سمعتِ شخصاً آخر يصف خطراً معيناً في كثير من الأحيان لدرجة أنك تستوعبين مخاوف الشخص الآخر.
المكوّن الجيني للرهاب
تشير دراسة أجريت عام 2014 إلى وجود مكوّن وراثي للرهاب، ولكن لا توجد دراسات تستكشف هذا، فيما يتعلق برهاب الأقدام على وجه التحديد.
تظهر بعض الأبحاث القديمة من عام 2003 أن تاريخ العائلة قد يلعب دوراً مهماً في تطور الرهاب.
علاج فوبيا الأقدام
يمكن استخدام الأدوية لعلاج بعض أعراض القلق، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإنَّ العلاج الأكثر فعالية لرهاب معين هو العلاج السلوكي.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يركّز العلاج السلوكي المعرفي على تحديد الأفكار غير الصحية أو غير الواقعية، ويساعد ذلك في مراجعة استجابات تفكيرك للمثيرات مثل القدم، بحيث تكون أكثر انسجاماً مع واقع الموقف وأكثر تناسباً مع مستوى الخطر الفعلي.
ويمكن أن يساعدك أيضاً في ملاحظة وقت ظهور الأعراض لديكِ، بحيث يمكنك معالجتها في الوقت الحالي واستخدام الاستراتيجيات السلوكية لتقليلها.
يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي في تحديد وفهم المعتقدات والأفكار غير المتناسبة التي قد تكون مرتبطة بها مع الشيء أو الموقف الذي تخافينه، وقد يسمح لك ذلك بالتفاعل مع ردود أكثر عمقاً ومناسبة للموقف.
العلاج بالتعرّض
العلاج الفعّال الآخر للرهاب هو العلاج بالتعرّض، أو إزالة التحسس المنتظم، ومع هذا النوع من العلاج، ستعملين مع معالجكِ على بناء قدرتكِ على تهدئة نفسك في المواقف العصيبة. وعلى مدى فترة طويلة، سوف تتدربين على استخدام مهارات الاسترخاء بينما تواجهين تدريجياً الأشياء التي تخافين منها.
وفي كل مرحلة، ستمارسين تقنيات الاسترخاء حتى تتوقفي عن مواجهة استجابة مفرطة بشكل غير متناسب قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من التعرّض.