متابعة- يوسف اسماعيل
في عام 1963، ارتكبت مايرا هندلي واحدة من أبشع جرائم النساء في تاريخ بريطانيا، والتي تم تصنيفها على أنها أخطر مجرمة في تاريخ البلاد. بعد أن تم الإبلاغ عن اختفاء ثلاثة أطفال صغار، بدأت الشرطة في التحقيق في الأمر. وبعد يومين من البحث، تم العثور على جثمان الطفل جون كيلبرايد في بيت مأهول بالسكان.
تم العثور على قطع من الملابس المنسوخة بإحكام والتي كان يرتديها جون في منزل مايرا. وبعدما استجوبت الشرطة مايرا وزوجها إيان بريدي، تم اكتشاف الجثث المتحللة لاثنين من الأطفال الآخرين في حقائب بلاستيكية في محطة حافلات بالقرب من منزلهما. ومع ذلك، لم تتمكن الشرطة من العثور على جثث الأطفال الآخرين.
تبين أن مايرا هندلي كانت قد قتلت ضحاياها بشكل وحشي، حيث كانت تمارس عليهم أشكالًا مختلفة من العنف، بدءاً من الاعتداء الجنسي (الاغتصاب الكامل) وحتى القتل. وقد اشتهرت الجرائم التي ارتكبتها مايرا بلقب “جرائم موس”، نظراً لبشاعتها ووحشيتها.
وعلى الرغم من دقة مايرا هندلي في إخفاء جثث ضحاياها، تم العثور على جثة جديدة في عام 1987، أي بعد أكثر من عشرين عاماً من ارتكابها الجرائم. ومع ذلك، لم تتمكن الشرطة من العثور على الجثث الأخرى أو حتى إيجاد أدلة تتعلق بها. وقد أدينت مايرا هندلي في نهاية المطاف بتهمة قتل ثلاثة أطفال وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة.
وبالرغم من كل المحاولات التي قامت بها الشرطة لمعرفة أماكن الضحايا والجثث، فقد باءت جميعها بالفشل، ولم يعُد أمام أحد الطريق الآخر لمعرفة أماكن الضحايا المتبقين. وفي عام 2002، توفيت مايرا هندلي في السجن جراء سكتة قلبية، وماتت السر معها. ولقد أعلنت الصحافة البريطانية عنها بلقب “المرأة الأكثر شراً في العالم”، وذلك نظراً لوحشيتها وبشاعة الجرائم التي ارتكبتها.
تعد جرائم مايرا هندلي من أكثر الجرائم إثارةً للرأي العام في تاريخ بريطانيا. فقد أدى هذا الحدث المروع إلى تغيير العديد من القوانين واللوائح المتعلقة بحماية الأطفال والتحقيق في جرائم الاغتصاب والقتل.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الجرائم التي ارتكبتها مايرا هندلي تشغل العديد من المحققين والصحفيين حتى الآن. وتُعد هذه الجرائم مثالًا واضحًا على الأذى النفسي والجسدي الذي يتعرض له الأطفال في العالم، وعلى ضرورة توخي الحذر والحماية الكاملة لهم.
وبالنظر إلى الجرائم الوحشية التي ارتكبتها مايرا هندلي، فإننا نتمنى ألا تتكرر مثل هذه الأحداث الرهيبة مرة أخرى، ونأمل أن يتم العمل على تعزيز الوعي العام بأهمية حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم للعيش والنمو.
جرائم موس.. لغز الأطفال المفقودين والجثث المختفية في بريطانيا
تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي