متابعة-جودت نصري
العلاج النفسي ضروري للغاية في التعامل مع الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية، فبشكل عام يثير المرض النفسي اضطراباً شاملاً في العقل والجسد، وبالتالي في السلوك الإجتماعي للمريض. وإذا كان الاضطراب النفسي نابعًا من الجانب العاطفي، فهو اضطراب عصبي يبدأ بالجانب العقلي وينتهي بالاكتئاب أو الإصابة بمرض ذهاني قد يشمل الفصام والهوس.
وهناك العديد من الأساليب الحديثة المُتبعة عالميًا في العلاج النفسي، نستعرضها معًا في السطور التالية:
– العلاج النفسي التدريجي
يعتمد المعالج النفسي في هذه الطريقة من العلاج النفسي الحديث على مبدأ تشجيع المريض على مواجهة الخوف والقلق بشكل تدريجي على أساس التوقف المتبادل، بمعنى أنه عندما يتم تعلم الاستجابة للحدّ من القلق بشكل تدريجي، فإن ذلك يعمل على إيقاف القلق تمامًا بعد فترة. وبناءً على عدة مراحل يبدأ المريض في تحديد المواقف التي تثير المخاوف، ثم يتم الانتقال إلى مواقف أكثر شدّة حتى تنتهي القائمة.
– العلاج النفسي للقبول والالتزام
بدلاً من محاولة التحكم في المواقف المزعجة أو المعتقدات أو المشاعر أو الأفكار أو الذكريات أو الأحاسيس أو الأحداث الخاصة الأخرى والقضاء عليها بسرعة، يشجعك هذا العلاج على ملاحظة اللحظات غير المرغوب فيها وتجربتها وقبولها في النهاية كجزء من الحياة. ولا يتمثل الهدف في تحليل تجاربك بشكل مفرط، والسماح للأفكار بالذهاب دون صراع معها، ولكن الهدف الأساسي من هذا العلاج النفسي هو تقدير ما هو موجود الآن.
– العلاج النفسي السلوكي الجدلي
تمَّ تطوير هذا العلاج لأول مرة لمساعدة المرضى الذين لديهم تاريخ من التفكير في الانتحار ومحاولات الانتحار وأشكال أخرى من إيذاء النفس، إذ يساعدهم هذا العلاج على تعلم كيفية تحمل الألم العاطفي بشكل أكثر فاعلية، وزيادة تحمل الضيق، والتعرّف على المواقف السيئة بهدوء، وتطوير المواقف السيئة بدلاً من الاختباء منها وتجاهلها؛ والهدف هو اتخاذ قرارات أكثر حكمة عند الشعور بالضيق، وعدم الوقوع تلقائيًا في حالات يائسة، والانخراط في سلوكيات هدّامة ومندفعة.
– طريقة الاسترخاء
جميع الأشخاص الذين تكون ردود أفعالهم ناتجة عن القلق يعانون من توتر العضلات وانقباضها، وهذا يمكن أن يزيد من أعراض الاضطرابات النفسية لدى المريض، لذلك كان لا بد من اتباع إحدى الطرق في العلاج على تحفيز الاسترخاء، لأنَّ استرخاء العضلات يفيد التغيير العام في الشخصية، فمع استمرار الجلسات العلاجية بهذه الطريقة، يلاحظ المريض زيادة الكفاءة والنضج في مواجهة مشاكل الحياة المختلفة والوصول إلى الشفاء التام.
– طريقة تأكيد الذات
تدل هذه الطريقة على أن المريض لا يجب أن يعمل على كبح نفسه عن الانفعالات سواء تجاه الناس أو المواقف، ولكن في ظل ظروف معينة تضمن الحفاظ على سعادته وعدم المساهمة في جعله يكبت الانفعالات وتحول شخصيته إلى مقيدة؛ وهذا يعني الحاجة إلى التعبير عن مشاعر معينة، مثل الصدق والإخلاص مما يؤكد على حرية نفسه. وبالتالي فإنَّ توكيد الذات سيكون مصدرًا لتقليل القلق والاكتئاب، مما يتطلب من المعالج أن يشجع المريض على التعبير عن مشاعره وكلماته بطريقة تنتج استجابات بديلة ومناسبة للتعبير.