متابعة _ لمى نصر:
وجدت دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون من جامعة بورنموث باستخدام تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أن الاستحمام لمدة 5 دقائق في الماء البارد يشعر بالمزيد من النشاط واليقظة والانتباه، ويقلل من مشاعر الضيق والعصبية.
وأكدت الدراسة أن السباحة في الهواء الطلق والاستحمام بالماء البارد من الأنشطة التي أصبحت أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة. ويعتقد الأشخاص الذين يمارسون هذه الأنشطة أنها مفيدة لصحتهم وتحسّن من رفاهيتهم، ويحفز التعرض للماء البارد تفاعلات كيميائية حيوية وفسيولوجية مختلفة في الجسم تعزز المناعة وتحسّن من الوظائف الحركية.
ورمى الباحثون إلى إجراء الدراسة باستخدام نوع من تصوير الدماغ يسمى الرنين المغناطيسي؛ لفهم كيفية ارتباط التغيرات المزاجية الناتجة عن الغمر في الماء البارد بالتغيرات في اتصال الدماغ والتفاعلات بين شبكات الدماغ المختلفة واسعة النطاق.
وأظهرت دراسة سابقة أن السباحة المنتظمة في الماء البارد تقلل من التعب، وتخفف من أعراض الاكتئاب، وتحسن الرفاهية العامة. وأشارت الأبحاث إلى أن الغطس في الماء البارد يرفع الحالة المزاجية، ويزيد من المشاعر الإيجابية. وعلى المستوى الكيميائي الحيوي، يؤدي تعريض الجسم كله للماء البارد إلى إطلاق الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، والتي تلعب أدواراً مهمة في تنظيم العواطف والتوتر ومعالجة المكافآت.
وأكدت الدراسة الحديثة أن حمام الماء البارد زاد بشكل كبير من معدل ضربات قلوب المشاركين، وظل مستوى تنفسهم مرتفعاً طوال فترة الاستحمام. وأبلغ المشاركون عن شعورهم بمشاعر أكثر إيجابية ومشاعر سلبية أقل بعد الحمام، مقارنة بما كانوا عليه قبل الحمام، وشعورهم بالمزيد من النشاط واليقظة والانتباه والإلهام والفخر وقلة التوتر.
ولفتت الدراسة إلى أن جميع الأجزاء الصغيرة من الدماغ، ترتبط ببعضها في نمط معين عندما نقوم بأنشطة في حياتنا اليومية، لذلك يعمل الدماغ بشكل متكامل. ورُصدت تأثيرات فسيولوجية على المشاركين بعد الحمام، مثل الارتعاش والتنفس الثقيل. وأظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي كيف يعيد الدماغ إعادة اتصاله لمساعدة الشخص على التعامل مع الصدمة.
وتضمنت المجموعة الأولى اتصالاً متزايداً بين قشرة الفص الجبهي الإنسي ومناطق معينة في الشبكة البارزة من الدماغ، وعلى وجه التحديد، كان هناك اقتران أقوى بين قشرة الفص الجبهي الإنسي والجزيرة الأمامية اليسرى، وقشرة الفص الجبهي المنقارية اليسرى، والجزء الجداري الجانبي الأيسر من شبكة الوضع الافتراضي. ومن المثير للاهتمام، وجود اتصال سلبي بين قشرة الفص الجبهي الإنسي والقشرة الحزامية الأمامية للشبكة البارزة.
وكشفت الدراسة أن أجزاء الدماغ هذه تتحكم في عواطفنا، وتساعدنا على البقاء منتبهين واتخاذ القرارات.