متابعة – علي معلا
يعتبر بناء الجسور من أهم الإنجازات الهندسية في التاريخ، حيث يقوم الجسر بربط بين النقاط المتباعدة وتسهيل الحركة والتنقل من مكان لآخر. وقد شهدت التاريخ الكثير من الجسور الشهيرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم، ولكن ماذا عن أول جسر بني في التاريخ؟ وكيف تمكن المهندسون من بناءه؟
يعود أول جسر بني في التاريخ إلى العصر الحجري الحديث، وتحديداً في منطقة “كيريت” بفرنسا. ويعتبر هذا الجسر الذي يعود تاريخه إلى نحو 4000 سنة قبل الميلاد، إنجازاً فريداً للمهندسين في ذلك الوقت.
كان هذا الجسر عبارة عن بناء حجري مصمم لتسهيل حركة الأشخاص والحيوانات والسلع بين الضفتين الجنوبية والشمالية لنهر “تارد” الذي يمر بمنطقة كيريت. وقد بني الجسر بشكل يتسع لعبور الحيوانات الكبيرة والماشية والأشخاص على حد سواء.
وقد تم بناء الجسر بتقنية الحجر المنحوت الذي يتم تصميمه بطريقة تتيح للحجر الاستقرار وتحمل الوزن. وقد تم استخدام الحجارة المستديرة المنحوتة بدقة لتصميم الأعمدة التي تحمل الجسر، وتم تثبيتها ببعضها البعض بواسطة الحجر الصلب.
وبالرغم من أن بناء الجسر كان يتطلب الكثير من الجهد والوقت والتخطيط، إلا أن المهندسين الذين عملوا على هذا المشروع تمكنوا من تحقيق النجاح وبلوغ الهدف المنشود. ولقد استمر الجسر في الوقوف والعمل بشكل صحيح لعدة قرون، مما يدل على جودة التصميم والبناء.
ويعتبر بناء أول جسر في التاريخ إنجازاً هندسياً يستحق الإشادة، حيث تمكن المهندسون في ذلك الوقت من تصميم وبناء بنية تحتية تسهل حركة الأشخاص والسلع والحيوانات بطريقة فعالة وآمنة. وقد أثبت هذا الجسر أن الإنجازات الهندسية يمكن أن تدوم لفترات طويلة، وأنها تعتبر إرثاً يستحق الحفاظ عليه والاستفادة منه في المستقبل.