متابعة- يوسف اسماعيل
في عام 2008، تم تنفيذ احتيال مذهل على المستثمرين والمصارف في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تسبب في الخسائر المالية الكبيرة وتفاقم الأزمة المالية العالمية. وكانت هذه العملية الاحتيالية من بين أذكى وأكثرها تخطيطاً في التاريخ، حيث تم استغلال الثغرات في النظام المالي والتلاعب بالمعلومات المالية.
كانت العملية من تخطيط بيرني مادوف، وهو مدير استثمارات ومؤسس شركة “برنارد ل. مادوف الاستثمارية”، والتي كانت تعد واحدة من أكبر الشركات المالية في الولايات المتحدة. وتم استخدام مجموعة من الأدوات المالية المعقدة والمشبوهة، مثل صناديق الاستثمار الخاصة والسندات المالية المدعومة بالرهون العقارية.
تم استخدام التلاعب بالأسعار والمعلومات المالية لإقناع المستثمرين بأن الأسهم والأصول الاستثمارية تزدهر، في حين كانت الواقعية تختلف تماماً. وتم إدخال الأموال بطرق غير شرعية وتحويلها إلى المناطق الآمنة، حيث تم استخدامها لدفع الديون والمصروفات الشخصية.
ولم يتم اكتشاف العملية إلا بعد فترة من الزمن، حيث تم إطلاق تحقيقات عديدة ومحاكمات لمادوف ومسؤولين آخرين في الشركة. وقد أثار هذا الحادث الرعب في السوق المالية العالمية، وأدى إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة وانهيار عدد من الشركات المالية الكبرى.
وبعد انتهاء التحقيقات، تم القبض على بيرني مادوف ومحاكمته بتهمة الاحتيال والتلاعب بالمعلومات المالية والإفلاس الواعي والتزوير. وتم حكم عليه بالسجن لمدة 150 عاماً