متابعة-جودت نصري

تُعرف مُقاطعة «بروفانس» بجنوب شرقي فرنسا بحقول الخزامى، حيث يصطف النبات ذو اللون الأرجواني الشاحب بصفوف طويلة، وذلك في قرية «لوبيرون» وبالقرب من بلدتي «فالنسول» و«سولت». يُزهر النبات المعروف بخصائصه العلاجية من منتصف يونيو إلى منتصف أغسطس، الفترة التي تُمثّل وقتاً مُفضّلاً لبعض الزائرين للمرور بهذه الجغرافيا، علماً أنه تُنظم مهرجانات الخزامى في «بروفانس» هذا العام، على جاري العادة، حيث تُعرض كمية هائلة من منتجات الخزامى المحلية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التقاليد المحلية من طعام وموسيقى شعبية وفنون وحرف يدوية… في هذا الإطار، سيُقام مهرجان «فالينسول لافندر 2023» في 16 يوليو ومهرجان «سولت لافندر 2023» في 15 أغسطس، حيث يتنافس السكان المحليون على جني الزهور باستخدام المنجل.

«بروفانس» مُقاطعة ذات مناظر خلابة، وتاريخ يعود إلى العصر الروماني، وقرى صغيرة رائعة؛ يحد «بروفانس» من الغرب نهر «الرون»، ومن الشرق منطقة «لانغيدوك» وإيطاليا.

نظرة عامة إلى الأماكن السياحية المُفضّلة في «بروفانس»:

«مرسيليا»:

تُقدّم «مرسيليا» لزائرها، مزيجاً جذاباً عبارة عن مناظر البحر الأبيض المتوسط والأجواء متعددة الأعراق. هذه المدينة العالمية الصاخبة هي الأقدم في فرنسا وثاني أكبر مدينة بعد باريس. يوفر العديد من المعالم في مرسيليا إطلالات على المياه الزرقاء العميقة. ويعدّ متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية أحد أهم مناطق الجذب في المدينة، فهو يوضح تاريخ حضارة البحر الأبيض المتوسط. يُنصح السائح بمعاينة المعروضات قبل التوجه إلى حدائق المتحف للحصول على مناظر شاملة للساحل والميناء. للاطلاع على ثقافة المدينة وسحرها التاريخي، يحلو التنزه في شوارع «لو بانيه» المتعرجة وتصوير المنازل الجذابة المطلية بألوان «الباستيل»، والعثور على السوق العربية التقليدية، وتناول العشاء في مطعم جزائري. يمكن أيضاً، التوقف في أحد المطاعم المتمركزة على الواجهة البحرية في الميناء القديم لتناول طبق «مرسيليا»، وهو يخنة المأكولات البحرية bouillabaisse.

«نيس»:

تقع مدينة «نيس» على ضفاف البحر الأبيض المتوسط؛ وكانت تجذب الزائرين منذ القرن التاسع عشر. بعد باريس، تُعدّ «نيس» ثاني أكثر المدن زيارةً في فرنسا، إذ تمتاز بأجواء العالم القديم، بدءاً من المدينة القديمة بشوارعها المرصوفة بالحصى. كما يحلو الانطلاق من مدينة «نيس» الساحلية المشمسة، والاتجاه إلى الريف الملون الذي تنتشر فيه الكروم الجميلة، وحقول الزهور البرية والخزامى.

«آكس أون بروفانس»:

هي واحدة من مدن «بروفانس» المُفضّلة؛ تشتمل على التاريخ والأناقة. تعد الجادات التي تصطف على جانبيها الأشجار والآثار الرومانية والنوافير المزخرفة، من الأماكن الجديرة بالزيارة في «بروفانس» الدافئة، كما المقاهي… في هذا الإطار، لا تُفوّت غالبية السائحين المرور بـ «متحف جرانيت»، حيث يمكن مشاهدة الفنون الجميلة التي تحمل تواقيع معلمين كبار.

«فيردون جورج»:

يمتدّ على 25 كيلومتراً، هو أحد أكثر الأماكن الطبيعية إثارة للإعجاب في أوروبا. يصل هذا الوادي، وقوامه الحجر الجيري، في بعض النقاط، إلى عمق يزيد على 700 متر. عند النظر إلى النهر، يأسر الأخير بلونه الفيروزي المشرق. في العادة، يستأجر زائر المكان قارباً لبضع ساعات، أو يسبح في المياه المتلألئة. يمكن الاقتراب من المضيق سيراً على القدمين عبر مجموعة من الرحلات المتاحة في الموقع. هناك أيضاً نحو 1500 مسار للتسلق على منحدرات الحجر الجيري في الوادي.

«غوردس»:

موقع القرية المذكورة الاستراتيجي على هضبة تطل على «لوبيرون»، يؤهل «غوردس» لتُصنّف بين القرى الأجمل في فرنسا. تصطف المباني الحجرية ذات اللونين الرمادي والأبيض الخلابة أعلى التل؛ ومن بينها كنيسة وقلعة. هناك، يُنصح بالاطلاع على الأكواخ الحجرية الصغيرة المستديرة، التي كان يستخدمها الرعاة في الأيام الخوالي. القرية موطن لرسامين مشهورين، من بينهم: مارك شاغال، وأندريه لوت، وجان ديرول، وفيكتور فاساريلي، وبول مارا.

«روسيون»:

قرية مُفعمة بألوانها، لا سيما منحدراتها الحمر الرائعة، ومنازلها المغرية التي تتراوح من الصفرة الفاتحة إلى الحمرة الداكنة. الجولة هناك مغذية للعيون بمشاهد طبيعية ومصطنعة. تسمح الزيارة أيضاً بالتثقف عن عمليات التعدين في المقلع.

«كاسيس»:

«كاسيس» شرقي «مرسيليا»، عبارة عن ميناء صيد صغير واقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط. المدينة كثيرة الزيارات السياحية من قاصدي «بروفانس»، لجمالية المنحدرات والخلجان. وتشتهر بالحجر الأبيض المُستخدم في بناء المنارات والأرصفة على جانب البحر الأبيض المتوسط. الجدير بالذكر أن الحجر الأبيض المذكور استخدم في صنع قاعدة تمثال الحرية في ميناء «نيويورك».