سلطت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأحد، الضوء على وفاة السلطان قابوس بن سعيد، أحد القادة والزعماء الذين تميزوا بالحكمة وكان رائداً من رواد النهضة الذين تركوا بصمات خالدة في التاريخ، مؤكّدةً أن اختيار جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطاناً لعمان يؤكد رسوخ النظام السياسي الذي كرّسه رحمه الله وأرسى دعائمه وجعل من انتقال السلطة أمراً سلساً وسهلاً.
المسيرة مستمرة
فتحت عنوان “المسيرة مستمرة”، كتبت صحيفة “الاتحاد”: “لم تودع سلطنة عُمان وحدها، أمس، قائد نهضتها، بل العالم بأكمله عربياً ودولياً لافتقاده رمز السلام والحكمة، السلطان قابوس بن سعيد.. مضيفة الحزن والحداد في بلاد الجار الشقيق، كما هو في ديارنا التي لا تتشارك معها حدود الجغرافيا فحسب، وإنما كل ما هو في مصلحة خير البلدين والشعبين”.
وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ” ، قال في نعي قابوس: “زعيم من أبرز وأخلص أبناء الأمتين العربية والإسلامية، أعطى الكثير لشعبه وأمته بصدق وإخلاص وتجرد”..
مؤكداً ثقته الكاملة في نفاذ بصيرة وصلابة وقدرة شعب سلطنة عُمان وقيادته الحكيمة على إكمال المسيرة.. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” : “رحل سلطان الوفاء والمحبة والحكمة”.. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة : “رحل عنا أخ عزيز ورفيق درب الشيخ زايد، تقاسما بحكمتهما النهوض بشعبيهما”.
وتابعت: “رحل قابوس، لكن إرث الدولة العصرية النموذجية المحبة لشعبها، المستمرة في البناء والنهضة باقٍ، نهج الثوابت في التعايش السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وحل الخلافات سلمياً باقٍ، بتأكيد حامل الراية، السلطان هيثم بن طارق بن تيمور.. مؤكدة أن السيرة العطرة لا تموت، وإنما تبقى نبراساً للأجيال، تضيء طريقهم إلى الأمام، وتذكرهم بتراث عظيم يخلده التاريخ”. واختتمت افتتاحيتها بقولها :”رحم الله قابوس وزايد وأموات المسلمين جميعاً، وأدخلهم فسيح جناته”.
قابوس.. سلطان الوفاء
من ناحيتها وتحت عنوان “قابوس.. سلطان الوفاء”، قالت صحيفة “البيان”: “قامة تاريخية تترجل اليوم، ورمز كبير يؤلم برحيله قلوب الإماراتيين كما آلم قلوب الأشقاء العُمانيين، فبرحيل السلطان قابوس بن سعيد، قائد نهضة سلطنة عمان الشقيقة، الذي عُرف بحكمته وإخلاصه ومواقفه التاريخية المشرفة في خدمة قضايا وطنه وأمته حتى آخر يوم من حياته، فقدت الأمتان العربية والإسلامية وفقد كل محب لعمان وشعبها رمزاً للوفاء والحكمة والمحبة”.
وأضافت محبة كبيرة تحملها الإمارات وقيادتها وشعبها للسلطان قابوس، فقد كان، رحمه الله، رفيق درب المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وعملا معاً بإخلاص وتفانٍ في ترسيخ علاقات استثنائية من الأخوة والتعاون والتكامل، حتى باتت الأواصر بين البلدين نموذجاً فريداً في المحبة والعمل المشترك، لتثمر إنجازات كبيرة في نهضة البلدين ورخاء شعبيهما الشقيقين.
وذكرت أن رئيس الدولة أكد هذه المحبة في نعيه للراحل الكبير، إذ وصفه سموه بأنه “زعيم من أبرز وأخلص أبناء الأمتين العربية والإسلامية”، كما وصفه محمد بن راشد بـ”سلطان الوفاء والمحبة والحكمة”، وقال محمد بن زايد في نعيه: “رحل عنا أخ عزيز ورفيق درب الشيخ زايد، تقاسما بحكمتهما وإخلاصهما النهوض بشعبيهما وخدمة وطنيهما”.
وقالت نسأل الله أن يتغمد فقيدنا وفقيد الأمتين العربية والإسلامية بواسع رحمته، وأن يلهم الأشقاء في عمان جميل الصبر والسلوان، وعزاؤنا الوحيد ثقتنا بقدرة السلطنة الشقيقة وشعبها العظيم، بقيادتها الجديدة الحكيمة، على إكمال مسيرتها المظفرة في النهضة والبناء فالقيادة الجديدة، بتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، عُرف عنها الحكمة والتسامح والأصالة، فهو خير خلف لخير سلف، ودعواتنا لعُمان الحبيبة، بقيادته، بالتوفيق لمواصلة مسيرتها التنموية العظيمة.
عُمان.. نهج مستمر
من جهتها وتحت عنوان “عُمان.. نهج مستمر”، قالت صحيفة “الخليح”: “إذ تودع سلطنة عُمان الشقيقة السلطان قابوس بن سعيد، وتختار هيثم بن طارق آل سعيد خلفاً له؛ إنما تؤكد رسوخ النظام السياسي الذي كرّسه السلطان قابوس، وأرسى دعائمه على مدى خمسين عاماً، وجعل من انتقال السلطة أمراً سلساً وسهلاً؛ بعدما استطاع الانتقال بالسلطنة إلى مرحلة من التطور والحداثة، وتحقيق إنجازات مشهودة على الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية، وأسس لتجربة ديمقراطية متميزة، تقوم على الانتخابات والاختيار الحر لممثلي الشعب”.
ولفتت إلى أن المغفور له السلطان قابوس بن سعيد لعب دوراً مهماً في ترسيخ دعائم مجلس التعاون الخليجي، وفي المحافظة على المجلس بيتاً موحداً للأسرة الخليجية، وحمايته من المخاطر التي عصفت بالمنطقة على مدى العقود المنصرمة ويحسب له أنه انتهج سياسة محايدة في الإقليم، ترتكز على مبدأ التعايش السلمي، وعدم الانخراط في المحاور، والمساهمة في تخفيف حدة التوترات، والالتزام بسياسة متوازنة؛ مكنت السلطنة من القيام بأدوار مهمة في تخفيف التوترات والأزمات الإقليمية أي أنه كان يسير على خط متوازن؛ جعل منه طرفاً مقبولاً لدى مختلف الأطراف، وهذا ما أكسب سلطنة عُمان سمعة طيبة لدى مختلف الدول.
وذكرت أن السلطنة ارتبطت بعلاقات متميزة مع دولة الإمارات، وضع ركائزها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له السلطان قابوس رحمه الله؛ بحيث كانت علاقات البلدين والشعبين نموذجاً لعلاقات الأشقاء الذين يجمعهم التاريخ والجغرافيا والدم وصلة القربى والدين واللغة؛ وهي علاقات ممتدة ومتواصلة كانت تتعمق على مر الزمن، وتمتاز بأنها ثابتة راسخة رسوخ الجبال.
وأضافت أن الإمارات التي تلقت نبأ وفاة السلطان قابوس بحسرة وألم، على ثقة بأن المسيرة في سلطنة عُمان الشقيقة لن تتوقف؛ بل ستتواصل بعزم وثقة؛ من خلال خليفته السلطان هيثم بن طارق بن تيمور الذي أكد في كلمته بعد توليه مقاليد الحكم، أن عُمان ستسير على نهج السلطان قابوس على صعيد السياسة الخارجية، القائمة على التعايش السلمي بين الشعوب، وحسن الجوار، وعلى العلاقات الأخوية مع دول مجلس التعاون.
وأكدت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أن الإمارات على ثقة بأن السلطان هيثم “خير خلف لخير سلف” كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأنها ستمضي في “تعزيز علاقاتها الأخوية الراسخة بمزيد من التلاحم والتكامل لخير بلدينا وشعبينا”، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. مضيفة للسلطان قابوس الرحمة والمغفرة، ولشعب سلطنة عُمان الشقيقة كل الخير ودوام التقدم.
السلطنة الحبيبة
من جانبها وتحت عنوان “السلطنة الحبيبة”، أكدت صحيفة “الوطن” أن العلاقات الأخوية التي تجمع الدولتين الشقيقتين الإمارات وسلطنة عُمان، نموذج مشرف لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، خاصة أنها تقوم على التطابق في المواقف وترسيخ التعاون التاريخي بين البلدين، وما تتصف به السياسات من حكمة وتعقل ورؤية بعيدة والعمل على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول بما يدفع لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأشارت إلى أن المغفور له السلطان قابوس بن سعيد الذي وافته المنية بعد عمر مديد قضاه في خدمة وطنه وقضايا أمته أسس نهضة عُمان الحديثة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” خلال نعي الفقيد الراحل بالقول: “إننا ننعي اليوم أحد أبرز وأخلص أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته ووهب حياته دفاعاً عن قضاياها بصدق وإخلاص وتجرد”.
ولفتت إلى أن عُمان بايعت السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطاناً للبلاد خلفاً للراحل السلطان قابوس بن سعيد، ونثق بأنه سيواصل المسيرة على ذات النهج الذي تسير عليه سلطنة عُمان من عملية تنموية شاملة وتعزيز البنيان في المجالات كافة ودعم قضايا الأمة التي كانت السلطنة لعقود طويلة مثالاً للدولة الحريصة على قضاياها بانتهاج سياسة شفافة وثابتة وواضحة تعمل من خلالها على نزع التوتر ووضع حد للأزمات.
وأكدت أن علاقاتنا مع عُمان ضاربة في عمق التاريخ، وتقوم على نسيج اجتماعي قوي بين البلدين وعلاقات تتسم بالمحبة والمودة والتعاون والانفتاح بين البلدين الشقيقين، وهو ما كان له أفضل الأثر في أن تكون العلاقات الراسخة على ما هي اليوم عليه من تقدم ونموذج مشرف، وخلال ذلك كانت الإمارات دائماً مع الأشقاء حريصة على إعطاء كل الدعم لترسيخ أواصر الروابط الأخوية وجميع المجالات ذات الصلة كالتنموية والاقتصادية، انطلاقاً مما يجمع البلدين من علاقات متميزة.
وذكرت أن الراحل الكبير السلطان قابوس بن سعيد نذر حياته لوطنه وأمته، وأبقى برحيله إرثاً كبيراً في التنمية والحكمة التي سيكون لها أفضل الأثر في مواصلة البناء عليها بغية مواصلة المسيرة الحضارية الشاملة التي ينعم بها الأشقاء، والإبقاء على العلاقات الراسخة مع الإمارات ودول الأمة وما تقوم عليه من ركائز صلبة وثابتة وقوية تعزز التوجه المشترك نحو المستقبل بما يحمل الخير للجميع.
واختتمت الصحيفة افتتاحياتها بالقول: “رحم الله الفقيد الكبير السلطان قابوس بن سعيد، وكل التعازي للأشقاء في عُمان في مصابهم الجلل، آملين لهم مواصلة مسيرة التقدم والازدهار والنماء”.