متابعة-جودت نصري
لأن الصحة النفسية أمر في غاية الأهمية، وفي إطار تعزيز الصحة النفسية للمرضى، وانطلاقاً من إيمانه بأهمية العلاج بالفنّ وتأثيره الفعاّل في رحلة الشفاء، أقام مستشفى ومركز بلڨو الطبي ورشة عمل للإعلاميين بعنوان “Color your Life”، قاموا خلالها باختبار تجربة المرضى من خلال خلق لوحة فنية جماعية بوجود اختصاصيين نفسيين لتثقيفهم حول معاني الألوان وتأثيرها على الصحة النفسية.
ما مدى أهمية هذا النشاط؟
يندرج هذا النشاط في إطار البرنامج الخاص بالفنّ والترفيه، الذي أطلقه المستشفى لتخفيف القلق والتوتر عن كاهل المرضى في فترة تلقّي العلاج ونشر الإيجابية في صفوفهم من خلال إشراكهم بالفنّ العلاجي. وكان قد شارك في هذا البرنامج حوالي 300 مريض من وحدة غسيل الكلى، وحدة الصحة النفسية، قسم الأورام ووحدة العلاج الكيميائي إضافة إلى أطباء وموظفين وزوار من المستشفى. وتحوّلت رسومات كلّ قسم إلى لوحة فنية ساحرة، ليستمتع الزوار بجمال لوحات فنية تنبض بالألوان، تمّ عرضها في الردهة الرئيسية للمستشفى. وسوف تضاف إليها رسومات الإعلاميين التي تمّ جمعها بلوحة واحدة لتُعرض أيضاً كذكرى من هذا النشاط.
وبما أننا نشهد اليوم انتشاراً واسعاً للعلاج النفسي بالفنّ، إذ يعدّ شكلاً من أشكال التعبير والإفصاح عن المشاعر، فهذه التقنيات العلاجية المتّبعة حديثاً في رحلة العلاج من التوتر والقلق، تساعد المرضى على الاسترخاء وتنشر الطاقة الإيجابية في نفوسهم.
ما هي معظم الأسباب التي تدفع النساء إلى التوتر خصوصاُ اللواتي تجاوزن الخمسين؟
موضوع التوتر كبير حيث تعود أسبابه، في حال أردنا حصره بالنساء اللواتي تجاوزن الخمسين، إلى النقاط التالية:
– أولاً: إرتباط القلق في شخصية المرأة بطبيعتها حيث يمكن أن يزداد، إذا لم تعمل على معالجته منذ البداية. كما يمكننا ملاحظته على وجه الخصوص لدى كل امرأة متزوجة ولديها أولاد.
– ثانياً: يعود التوتر إلى نمط الحياة السائد في حياة المرأة إمَا لناحية أسلوب تفكيرها أو لناحية عدم رضاها تجاه أمور محدَدة في شخصيتها.
– ثالثاً: المسؤوليات الكبرى التي تقع على عاتق المرأة سواء المتزوجة أو غير المتزوجة والتي يمكن أن تسبب لها ضغوطاً عدة، بسبب فقدان قدرتها على التوفيق بينها كافة.
ولا يمكن للتوتر أن يأتي من فراغ بل إنَه يرتبط بنمط تفكير الفرد وحياته وشخصيته وفي كيفية تلَقيه لكافة الأحداث وتعامله معها.
هل يمكن للعلاجات البديلة كالرسم والتلوين والموسيقى أن تخفف من حدّة التوتر؟
يمكننا الحديث عن إمكانية العلاج من خلال الفن في إطار التوتر الذي يمكننا السيطرة عليه لكن في الحالة المعاكسة، أي إذا سيطر هذا التوتر على المرأة وعلى نمط حياتها، فوجب عليها بالتالي اللجوء إلى علاجات أخرى مجدية في هذه الحالة.
إن العلاجات البديلة، من رسم وتلوين وموسيقى، المساعِدة في الكشف عن شخصية المرأة وفي التعبير عن نفسها تساهم أيضاً في زيادة الإنتاجية لديها لا سيَما لدى تلك التي تهوى مختلف أنواع الفن.
وللوصول إلى النتائج المرجوة يجب الدمج ما بين العلاج في إطاره الكلاسيكي وكذلك العلاج من خلال الفن، فضلاً على ضرورة معالجة الأسباب الكامنة وراء وجود التوتر لدى المرأة.
هل يمكن أن تُغنينا العلاجات البديلة عن تناول الأدوية في بعض الحالات؟
العلاجات البديلة لا يمكن أن تغنينا عن تناول الأدوية في حال ارتفاع حدَة التوتر، إذ أن هذا الأمر يرتبط إرتباطاً وثيقاً في درجة التوتر.
يمكن الاستغناء عن الوصول إلى مرحلة تناول الأدوية في حال تمَّ العمل بشكل فعَال في بداية العلاج على كل من العلاجين الكلاسيكي والمرتبط بالفن.
هل يجب علينا أن نمارس هذه العلاجات البديلة بشكل منتظم أو فقط في حال شعورنا بالضيق؟
قد يكون من المفيد أن يصبح العلاج من خلال الفن جزءاً من أسلوب الحياة لدى الفرد، خصوصاً في حال توفر الرغبة لديه، لكن لا يمكن أن يُجدي نفعاً في الحالة المعاكسة. بيد أنَه لا بدَ من كل إنسان أن يجد نفسه في إحدى الأنشطة المتنوعة من الفن التي ستساعده بالتالي على الاسترخاء وتفسح المجال أمامه لتطوير ذاته.