متابعة – علي معلا:
تختلف درجة تحصيل المعرفة من شخص لآخر بحسب الطريقة المتبعة لذلك، فبعض الأشخاص يولدون أذكياء بالفطرة ولديهم القدرة على التفكير، وتعلم المهارات الجديدة بشكل أفضل وأسرع من غيرهم، والبعض الآخر قد يجد صعوبة في تعلم أي شيء جديد أو حتى لا يعرف كيف ومن أين يبدأ التعلم.
وسوف نستعرض في هذا المقال مجموعة من المبادئ والخطوات التي تجعل تعلمك لأي مهارة أو لغة سهلاً وسريعاً وبوقت قياسي، فلا شيء مستحيل في هذه الحياة.
الخطوات التي تجعل منك شخصاً قادراً على تعلم أي شيء بسرعة وسهولة:
1. الدافعُ الشخصي.
تعتبر الرغبة والدافع الشخصي هي السبب الرئيسي وراء تعلم الأشياء الجديدة، وقد يكون دافع الشخص نابعاً من داخله أو مرتبطاً بأمور خارجة عن داخله.
ويتمثل الدافع الداخلي بتعلمك أحد العلوم عن محبة وشغف لهذا الأمر وستحقق نتائج رائعة ولن تكون مجرد تعلم روتيني، بل ستكتشف أشياء لم تكن تعرفها فتصبح استثنائياً في مجالك، لذلك ركز على ما تحب وعلى ما تريد وما ينفعك في حياتك المستقبلية.
وأما الدافع الخارجي فيكون خارج نطاق محبتك الداخلية والنفسية، فقد تتعلم شيئاً بهدف الوصول لنتيجة مهمة بالنسبة لك ولحياتك، كأن تتعلم اللغة الصينية ليس محبة فيها وإنما لحاجتك للسفر والعمل لدى إحدى الشركات الصينية والحصول على أجر مادي عالي.
2. البنية التي ستسير عليها عملية التعلم.
بداية يجب تحديد ثلاثة أمور أساسية لنجاح عملية التعلم والوصول إلى المعرفة وهي: المفاهيم، الحقائق، والإجراءات.
وتعرف المفاهيم بأنها الأساسيات التي يجب معرفتها في بداية تعلمك لأي شيء في حياتك، وعندما يكون الأساس قوياً فيصبح البنيان متيناً وسيتحمل أي زيادة عليه.
وبعد تحديدك للمبادئ الأساسية في التعلم ستأتي إلى ما يسمى بالحقائق وهي المعلومات الثابتة والحقيقة الدامغة، وما عليك الآن هو معرفتها والتركيز عليها لتسريع الفهم والتعلم بوقت قياسي، وتشمل الحقائق القوانين والبيانات التي قد تحتاجها أو تطلب منك حول الموضوع الذي تتعلمه.
أما الإجراءات فهي المرحلة التي تقتضي منك اتخاذ كل ما يلزم لزيادة مستوى المهارة التي تتعلمها وتقوية معرفتك العملية حولها عن طريق البحث عن كل المفاهيم والحقائق التي تتعلق بالشيء الذي تتعلمه وجمع كل المصادر المتعلقة بهذا الشيء.
3. المعيار ومبدأ التأكيد والاستبعاد.
في هذه الخطوة عليك كمتعلم أن تعرف ما هو المعيار الذي تمشي عليه أثناء عملية تعلمك، فيجب عليك أن تكون شخصاً فضولياً، تبحث وراء المعلومات وتطرح الأسئلة وتجمع الإجابات المختلفة من خلال الدورات وقراءة المقالات والكتب واتباع الدورات الجامعية الأفضل مبيعاً عبر الإنترنت، وعدم إغفال أي فرصة للتعلم من هذه الموارد.
وعليك تحديد ما هو مهم بالنسبة لك والتركيز عليه والعمل على استبعاد ما هو غير مهم، وبالتالي تخصيص منهجك التعليمي والدراسي ليناسب هدفك الشخصي.
فإذا كنت مثلاً ترغب في تعلم قيادة السيارة فاجعل تركيزك واهتمامك على كيفية السيطرة على مقود السيارة ومكان وضع قدمك على البنزين، وليس على نوع السيارة وما في داخلها من فرش وتجهيزات ثانوية.
4. Meta Learning.
وهو مصطلح يشمل فرعاً من علوم ما وراء المعرفة ويطلق على العمليات التي تحكم طريقة وكيفية التعلم المتبعة من قبل الأفراد المتعلمين والإدراك والفهم الصحيح لهذه العملية، وتحديد الأهداف والاستراتيجيات التي يرمون إليها من خلال تعلمهم.
Meta Learning سيسهل عليك طريق التعليم ويزيد من قدرتك وكفاءتك لتصبح متميزاً ومتفرداً بخياراتك لتعزيز حياتك العلمية والمهنية، وليس شخصاً مقلداً لغيره فتختار المجال الذي تريد تعلمه لأنك تحب ذلك فعلاً وتقتنع به، وليس لأن صديقك أو زميلك العزيز اختاره قبلك.