متابعة: نازك عيسى
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، أن الدور الملقى على عاتق الأسرة والمدرسة في تعزيز ثقافة التغذية الصحية لدى أطفالنا وأبنائنا الطلبة محوري ورئيس، في عصر يتسم بتزايد الوعي بأهمية الحياة الصحية والحركة والتغذية السليمة للطفل، وقال إن الأسرة والمدرسة تعتبران المحاور الرئيسة في حياة الطفل، وتلعبان دوراً حاسماً في تشكيل عاداته الغذائية ونمط حياته.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه اجتماعاً جانبياً للمجلس، الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي، بحضور سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، رئيسة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، نائب رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، وناقش المجلس موضوعات تتعلق بالتغذية الصحية ودور المدارس والأسر في تعزيز أنماط الحياة الصحية لدى الأبناء.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع: «في عصر مليء بالمعلومات والتحديات الصحية، يصبح تفعيل دور الأسرة والمدرسة في تعزيز ثقافة التغذية السليمة ونمط الحياة الصحي أمراً ضرورياً.. فالتغذية السليمة وتحفيز الأبناء على الحركة ونمط الحياة الصحية تؤثر إيجاباً على التعلم والتطور الشخصي للأطفال والمجتمع بشكل عام.. واليوم يبرز لدينا بشكل واضح أهمية تعزيز تواصل الأسرة وتعاونها مع المدارس والمجتمع، لبناء بيئة صحية وداعمة للتغذية السليمة لتحقيق هذه الغاية».
وأضاف سموه: «نؤمن بأن تفعيل مبدأ المسؤولية المشتركة فيما بين الأسرة والمدرسة من شأنه تشجيع الأطفال على تبني قرارات تضمن تغذية صحية سليمة، تساعدهم في بناء مستقبلهم، يعد جزءاً لا يتجزأ من رؤيتنا الاستراتيجية المتكاملة، لتحقيق تنمية مستدامة ورفاهية شاملة للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، ويجب تفعيل جميع السياسات والأطر التي تدعم هذا التوجه في القطاع التعليمي، وجميع القطاعات ذات العلاقة على مستوى الدولة».
من جانبها، قالت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان: «تؤثر العادات الغذائية السليمة التي يتبناها الأطفال منذ صغرهم على صحتهم في المستقبل.. فإذا تعلم الأطفال في البيت وفي المدرسة أن الأطعمة الصحية جزء أساسي من نظامهم الغذائي، فمن المرجح أن يستمروا في تبني هذه العادات الصحية لاحقاً في حياتهم.. وبالتالي فإن دور المدرسة ليس فقط تنمية الجانب الأكاديمي للطلبة، بل تلعب دوراً أساسياً في التنمية الشاملة للطفل وتأمين بيئة مواتية لنموهم وتطورهم».
وأضافت سموها: «من المهم أن نشجع أبناءنا الطلبة على اختيار الأطعمة السليمة بأنفسهم، واتباع النمط الصحي لحياتهم، وسنعمل على تحقيق ذلك من خلال شراكات استراتيجية مع جميع الجهات ذات العلاقة داخل المدرسة وخارجها، عبر سلسلة من السياسات والمبادرات وحملات التوعية والبرامج التثقيفية في المدارس وفي المجتمع ككل، وذلك بهدف خلق ثقافة تغذية ونمط حياة صحية بين أبنائنا الطلبة، بما يسهم في رفع مستوى صحة وسعادة ورفاهية الأطفال والشباب وجميع أفراد المجتمع».
وناقش المجلس خلال الاجتماع مشروع «النموذج الشامل للصحة المدرسية» المقدم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع الذي يهدف إلى تعزيز جودة الحياة الصحية والنفسية والجسدية والاجتماعية للطلاب. يأتي المشروع في إطار تحقيق توجهات الدولة في هذا المجال، وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، وبناء على رؤية «نحن الإمارات 2031» لمجتمع أكثر انفتاحاً على تبني نظام صحي حديث ومبتكر. يتضمن المشروع عدداً من المبادرات الرئيسة التي تم تقسيمها ضمن خمسة محاور استراتيجية، تشمل الصحة في البيئة المدرسية، والخدمات الصحية المدرسية، والتغذية الصحية، والأنشطة البدنية، والتوعية الصحية.
ويستند المشروع إلى مبادرة «المدارس المعززة للصحة»، وهي مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو، بما يعزز من جودة الحياة الصحية والنفسية والجسدية والاجتماعية للطلاب، مع التركيز على تطبيق أنشطة وبرامج مبتكرة تلبي الاحتياجات الصحية للطلبة، من خلال تعزيز مفهوم التغذية والنشاط البدني والأنشطة المدرسية الأخرى التي تحسّن من صحة ورفاهية الطلاب وعافيتهم.
مبادرات استراتيجية
استعرضت وزيرة تنمية المجتمع أمين عام المجلس شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، عدداً من المبادرات الاستراتيجية، التي تهدف إلى تعزيز التوعية لدى الأسر والمقبلين على الزواج، وأفراد المجتمع، بشأن ثقافة التغذية السليمة، ونمط الحياة الصحية للأطفال. وشرحت عدداً من الإحصاءات والبيانات التي تعكس الوضع الحالي للتغذية الصحية على المستويين المحلي والدولي.
مريم بنت محمد بن زايد:
«تؤثر العادات الغذائية السليمة التي يتبناها الأطفال منذ صغرهم على صحتهم في المستقبل».
■ استحداث نموذج شامل للصحة المدرسية، يتضمن مبادرات رئيسة ضمن 5 محاور استراتيجية.