يُعدّ النوم حاجة مهمة من الروتين اليومي للإنسان، حيث أنّ النوم الصحي أمرٌ أساسيٌ لا يقل أهمية عن الحاجة لتناول الطعام وشرب الماء؛ إذ يقوم الجسم خلال فترة النوم بالعديد من الوظائف الحيوية الهامة ، فهو يُساعد على إزالة السموم التي تتراكم خلال النهار في الدماغ، كما أنّه يؤثر في جميع أنسجة الجسم تقريباً بما فيها الدماغ والقلب والرئتين، بالإضافة لدوره في عملية التمثيل الغذائي، وتحسين المزاج، ودعم الجهاز المناعي، ومقاومة الأمراض ومنها: الزهايمر.
ومرض الزهايمر هو أحد أكثر أشكال الخرف شيوعاً، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدراتنا على التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
يتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
وبحسب دراسة سويدية حديثة، أجراها باحثون بجامعة “أوبسالا” السويدية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Neurology) العلمية، أن حرمان الشباب الأصحاء من النوم لمدة ليلة واحدة فقط، يمكن أن يزيد من مستويات العلامات البيولوجية التي تشير إلى خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وأوضح الباحثون أنهم أجروا دراستهم لكشف تأثير الحرمان من النوم على تسجيل مستويات مرتفعة من بروتين “تاو”، الذي يعد أحد العلامات البيولوجية لمرض الزهايمر.
ووفقا للدراسة، فإن “تاو” هو بروتين موجود في الخلايا العصبية ويمكن أن يتشكل في التشابك العصبية في الدماغ ويتراكم في أدمغة مرضى الزهايمر، ويمكن أن يبدأ هذا التراكم قبل عقود من ظهور أعراض المرض.
وشارك في الدراسة 15 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة ويبلغ متوسط أعمارهم 22 عامًا، أبلغوا جميعهم بأنهم يحصلون بانتظام على نوم جيد من سبع إلى تسع ساعات في الليلة.
وبعد ذلك قسموهم إلى مجموعتين، حصلت الأولى على ليلة نوم هادئة، فيما حرمت المجموعة الثانية من النوم، وذلك بجلوس المشاركين في غرفة مضاءة يمارسون الألعاب الإلكترونية أو يشاهدون الأفلام أو يتحدثون.
وعلى مدار الدراسة، أخذ الفريق من المشاركين عينات من الدم صباحًا ومساءً، لقياس مستويات بروتين “تاو”.
وجد الباحثون أن الرجال الذين حرموا من النوم لليلة واحدة، لديهم زيادة بنسبة 17 في المائة في مستويات “تاو” في دمائهم، مقارنة بزيادة في المتوسط 2 في المائة لدى من حصلوا على نوم جيد ليلاً.
وقال قائد فريق البحث، د. جوناثان سيدرنيس، إن “الكثير منا يعاني من الحرمان من النوم في مرحلة ما من حياتنا لأسباب كثيرة منها تأخر الرحلات، أو العمل في أوقات الفراغ”.
وأضاف: “تشير دراستنا الاستكشافية أن فقدان ليلة واحدة من النوم يؤدي إلى زيادة طفيفة في مستوى “تاو” في الدم لدى الأفراد الشباب الأصحاء، وهذا يشير أنه بمرور الوقت، قد يكون لأنواع مماثلة من اضطرابات النوم آثاراً ضارة على الدماغ”.
كانت دراسات كشفت أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، يمكن أن يزيد من تكرار حدوث القرحة الهضمية لدى كبار السن.
ويذكر أنه لا يوجد حتى الآن علاج لمرض الزهايمر؛ لذلك علينا بذل قصارى جهدنا لمنع حدوثه، فقد يكون النوم المنتظم والكافي مهماً وطريقة مساعدة في منع أو ربما في إبطاء حدوث هذه الحالة” لأن جسم الانسان يحتاج إلى حوالي من 7 إلى 8 ساعات يوميًا، فهو يحسن الصحة العامة للجسم ويقيه من الأمراض وعلى رأسها السمنة والفشل الكلوي.