متابعة _ لمى نصر:
أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مجموعة من فتاوى وأحكام الأضحية، تناولت أحكام الأضحية وحكم التوكيل لشراء الأضحية وذبحها وتوزيعها، وما يستحب للمضحي، وصلاة عيد الضحي وأحكامها وما يستحب فيها، وفيما يلي الفتاوي:
* ما فضل الأضحية؟ وما حكمها؟
** الأضحية من أفضل الأعمال، فأجرها عظيم وثوابها جزيل، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا». وهي سنةٌ مؤكدة، فقد جاء عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ» .
* هل الأفضل شراء الأضحية أم التصدق بثمنها؟
** التقرب إلى الله تعالى بالأضحية أفضل من التصدق بثمنها، لأن الأضحية سنة وشعيرة من شعائر الإسلام، بينما الصدقة مستحبة، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن أتى بعدهم.
* من الذي تطلب منه الأضحية؟
** تسن الأضحية في حق كل مسلم قادر عليها، لحديث مِخْنَف بن سليم رضي الله عنه قال: كنا وقوفا مع النبي ﷺ بعرفات فسمعته يقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ … »
* هل تطلب الأضحية من جميع أفراد الأسرة إذا كان رب الأسرة سيضحي؟
** الأفضل لأفراد الأسرة أن يضحي كل واحد منهم أضحية مستقلة، إن كان قادرًا على ذلك، ويجوز لرب الأسرة أن يُشرك في أجر أضحيته أسرته وكل من يسكن معه في البيت من الأقارب، بشرط أن يكون المضحي هو من ينفق عليهم ولو تبرعا؛ لحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: «كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ …».
* ما حكم التوكيل على شراء الأضحية وذبحها؟
** يجوز توكيل الجمعيات الخيرية المعتمدة في الدولة أو أحد الأقارب على شراء الأضحية؛ لحديث عروة البارقي رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَّةً».
كما يجوز التوكيلُ على ذبحها، لأن النبي ﷺ – في حجة الوداع – نحر بعض بدنه، ووكل عليا رضي الله عنه على نحر الباقي، «فَنَحَرَ ﷺ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ»، والأضحية مثل الهدي في هذا، ولا يشترط حضورُ المضحي عند ذبحها.
* هل هناك أمور مستحبة للمضحي؟
يستحب للمضحي ما يأتي: أن يتوقف عن قص الشعر والأظافر من بداية هلال ذي الحجة حتى تُذبحَ أضحيتُه، ويستحب ذلك لمن سيشركهم المضحي معه في الأجر من أهل بيته، ومن أخذ شيئا من شعره وأظافره فلا يؤثر ذلك على صحة أضحيته، وأن يأكل من لحم أضحيته بعد صلاة العيد؛ لحديث بريدة رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: … لَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ».
* ما هي شروط الأضحية؟
1/ أن تكون من بهيمة الأنعام، لقول الله تعالى: “وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ” [الحج: 28]، وبهيمة الأنعام هي: الإبل والبقر والغنم، 2/ أن تبلغ السن المحددة شرعا، وهي: من الضأن: ما أتم سنة فأكثر، وفي قول يكفي أن يبلغ ستة أشهر، ومن المعز: ما أتم سنة ودخل في السنة الثانية بحوالي شهر فأكثر، ومن البقر: ما أتم ثلاث سنوات ودخل في الرابعة فأكثر، وفي قول يكفي أن يتم سنتين، ومن الإبل: ما أتم خمس سنوات ودخل في السادسة فأكثر، أن تكون سالمةً من العيوب البيِّنة؛ لقول رسول الله ﷺ: «أرْبَعَةٌ لَا يُجْزِئْنَ فِي الْأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي». وأن تذبح في الوقت المحدد لها شرعاً (يوم النحر وأيام التشريق).
* هل تصح التضحية بما يهدى للمرء من بهيمة الأنعام؟
** تجوز التضحية بما يهدى للمرء من الغنم أو البقر أو الإبل، إذا توفرت فيها شروط الإجزاء، من بلوغ السن المطلوبة والسلامة من العيوب المضرة، ويكون أجرها كاملا، فلا فرق في الأضحية بين ما ملكه الشخص عن طريق الشراء، وما ملكه عن طريق الهبة أو غيرها من أسباب الملك الشرعي.
* ما حكم صبغ شعر الرأس واللحية في أيام عشر ذي الحجة لمن يريد أن يضحي؟
** لا حرج على من يريد أن يضحي في صبغ شعره أو غيره من الأمور المباحة، والذي يستحب له التوقف عنه إنما هو قص الشعر والأظافر فقط.
* هل يجوز التوكيل على الأضحية؟
** يجوز التوكيل على شراء الأضحية أو ذبحها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم – في حجة الوداع – نحر بعض بدنه ووكل عليا رضي الله عنه على نحر الباقي، «فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا بقي»، والأضحية مثل الهدي في هذا، ولا يشترط حضور المضحي عند ذبح أضحيته.
* ما هي الطريقة الأفضل في توزيع لحم الأضحية؟
** يستحب للمضحي أن يجمع في أضحيته بين الأكل منها، والتصدق على المحتاجين، والإهداء للأقارب والجيران، بدون حد معين، قال الله تعالى: {وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} [الحج: 36]، وقال النبي ﷺ عن الأضحية: «… فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا».
* هل يجوز لمن وكل في الأضحية أن يحلق من شعره أو يأخذ من أظافره في عشر ذي الحجة؟
** يستحب لمن وكل غيره على أن يضحي عنه أن يتوقف عن قص الشعر والأظافر من بداية شهر ذي الحجة إلى ذبح أضحيته، سواء وكل الجهات المعنية أو غيرها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».
* هل هناك مستحبات تتعلق بليلة العيد ويومه؟
يستحب في ليلة العيد ويومه ما يلي: إحياءُ ليلة العيد بذكر الله تعالى، والصلاة، وغيرهما من الطاعات، كما يستحب عدم تناول المفطرات يوم النحر حتى الانتهاء من صلاة العيد؛ لحديث بريدة رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلَا يَطْعَمُ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يَرْجِعَ»، والتزيُّنُ بلبس الثياب الجديدة، واستعمال الطيب؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر أخذ جبة تباع في السوق «فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ، تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوُفُودِ …»؛ وذلك لأن الله تعالى جعل يوم العيد يومَ فرح وسرور وزينة، ولأنه جل وعلا يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
* هل يجوز للمرء أن يصلي صلاة العيد منفردا؟ وكيف يصليها؟
السنة أن تصلَّى صلاة العيد جماعةً مع الإمام، ومن فاتته صلاة العيد مع الإمام جماعة يستحب له أن يصليها منفردا حيث شاء، ويؤديها على سنتها في التكبير فيصلي ركعتين يكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يكبر ست تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، وفي الركعة الثانية يكبر تكبيرة القيام ثم يكبر خمس تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة وسورة، قال ابن عمر رضي الله عنهما: «شَهِدْتُ الْأَضْحَى وَالْفِطْرَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَكَبَّرَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ».
* ما هي المستحبات المطلوبة عند الخروج لصلاة العيد؟
يستحب لمن يريد الخروج إلى المصلى أو المسجد لأداء صلاة العيد ما يأتي: الذهاب من طريقٍ، والرجوعُ من طريق أخرى إن تيسر ذلك؛ لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»، التكبيرُ في الطريق عند التوجه لأداء صلاة العيد، والاستمرارُ في التكبير حتى يشرعَ الإمامُ في الصلاة؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: ١٨٥)، ويستحب أن يكون التكبيرُ جهراً.
* كيف تؤدى صلاة العيد؟
** صلاة العيد ركعتان، يكبر المصلي في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام ويكبر بعدها ست تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، وفي الركعة الثانية يكبر للقيام ويكبر بعدها خمس تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة وسورة؛ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال نبي الله ﷺ: «التَّكبيرُ في الفِطرِ: سَبعٌ في الأُولَى وخَمسٌ في الآخِرَةِ، والقِراءَةُ بَعدَهُما كِلتيهما»،
ويستحبُّ للإمام أن يجهر بالقراءة، وأن يقرأ – بعد الفاتحة – في الركعة الأولى ﴿سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلْأَعْلَى﴾، وفي الثانية ﴿هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلْغَٰشِيَةِ﴾ أو نحوهما؛ لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بـ “سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى” ،” وهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ »، ثم يخطب خطبتين
* ما حكم الاستماع لخطبة العيد؟
** الاستماع لخطبة العيد مستحب، فالأفضل لمن ليس لديه أمر مستعجل أن يبقى في مكان صلاته جالسا حتى ينتهي الخطيب من الخطبة.
* ماذا أفعل إذا أدركت الإمام في الركعة الثانية من صلاة العيد؟
** من فاتته الركعةُ الأولى وأدرك الإمام في الركعة الثانية من صلاة العيد فليكبر تكبيرة الإحرام أولاً، ثم يكبّر خمس تكبيرات – ولو كان الإمام في القراءة – فإذا سلم الإمامُ قام المأموم لقضاء الركعة التي فاتته، فيكبر أثناء قيامه ثم يكبر ست تكبيرات بعد القيام.
* ما حكم تبادل الناس التهنئة والزيارة في يوم العيد؟
** تحسن التهنئة بالعيد، بأن يقول المرء لأخيه: تقبل الله منا ومنك مثلا؛ لقول جبير بن نفير: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ».
كما تحسن صلة الأرحام والأقارب وزيارتهم؛ قال النبي ﷺ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» وقال ﷺ: «… مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».