متابعة – نغم حسن
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، اليوم “الخميس”، عن بدء رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2، على متن محطة الفضاء الدولية، داخل مختبر وحدة “كيبو” اليابانية، وهي التجربة التي تم إرسالها إلى المحطة الدولية على متن مركبة دراجون إكس–28، في السابع من يونيو الجاري.
وبحسب “وام”، قال عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، التابعة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء حول التجربة التي من شأنها الإسهام في تعزيز فرص التعاون العلمي بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان: ” تُعَدُّ هذه التجربة نقطة تحوُّل في مسيرة المساهمات العلمية لدولة الإمارات في مجال علوم الفضاء، فيما تؤكد التجربة كذلك التزامنا القوي بالتوسع في الشراكات العلمية الدولية، وتعزيز فهمنا للأنظمة البيولوجية المُعقّدة للمساهمة بشكل أكبر في إفادة البشرية”.
تم اقتراح موضوع التجربة من قبل فريق بحثي في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، في الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع كلية الطب في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، ووكالة الإمارات للفضاء، في مسعى لتأكيد أقصى فائدة ممكنة من الأبحاث العلمية في الفضاء ، لدعم القطاعات الحيوية التي تخدم الإنسان على الأرض وفي مقدمتها قطاع الصحة.
وتركز تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة على جزيء البروتين GIRK2، ويؤثر هذا الجزيء في معدل ضربات القلب، كما أن له صلات بالعديد من الحالات الصحية الخطيرة، مثل الصرع، وعدم انتظام ضربات القلب، والإدمان.
وتهدف تجربة تطوير بلورات عالية الجودة لـ GIRK2 إلى تعزيز فهمنا لهيكلها الخاص. وستسهم تجربة PCG2 في تحليل إنتاج البلورات الخاصة بالأدوية في بيئة الجاذبية الصغرى، ما يسهل إنتاجها على الأرض وفي الفضاء، ويقصر مدة إنتاج أدوية جديدة.
وقد قام رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بدور محوري في هذه التجربة؛ من خلال تثبيت عينات PCG في المعدات التجريبية التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية في مختبر وحدة “كيبو”، وهو إجراء يتطلب قدراً كبيراً من الدقة والمهارة التقنية لضمان صلاحية العينات طوال فترة التجربة.
وعقب مرور شهر على وجودها متن محطة الفضاء الدولية، ستنتقل التجربة إلى المرحلة التالية حيث ستتم إعادة العينة إلى الأرض لجمع بيانات الأشعة السينية في اليابان، ومن ثم، ستُقَدَّم هذه البيانات إلى فريق البحث الإماراتي لإجراء المزيد من التحليلات الإضافية.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية، أحرز النيادي وأعضاء طاقم البعثة 69 تقدماً كبيراً في البحوث المتعلقة بالجاذبية الصغرى.
وتضمنت هذه الجهود مجموعة من التحقيقات العلمية الرائدة، بما في ذلك دراسة نظام القلب والأوعية الدموية، وبيولوجيا النبات، وعلوم المواد، وعلوم السوائل، وتحليل النوم، إضافة إلى العديد من المجالات الأخرى.
يُذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي يتولى إدارته مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يموّلها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ويهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.