متابعة-جودت نصري
عادة ما نبتسم أو نضحك عندما نتعرض لمواقف تُظهر سعادتنا الكامنة، ولكن هل فكرت يوماً في الابتسام كنوع من العلاج النفسي؟.. تابعي هذا الموضوع..
دراسات حول الابتسام
تمت دراسة فوائد كل من الابتسام والضحك على نطاق واسع لعدة قرون، وكان العالم الفرنسي غيوم دوشين، وهو طبيب أعصاب فرنسي شهير، قد درس الضحك والابتسام في القرن التاسع عشر، ووجد أن عضلتين من عضلات الوجه تعملان أثناء الابتسام.
وتتوسع الأبحاث الحديثة في حقيقة أن الابتسامة لا تنتج دائماً عن السعادة أو القناعة الخالصة، فقد أجرى الدكتور هاري ويتشل بحثاً يشير إلى أن الابتسامة مدفوعة بدرجة أقل بالبهجة الداخلية وبدلاً من ذلك هي إشارة اجتماعية قائمة على المشاركة.
تألفت الدراسة التي أجراها الدكتور ويتشل من المشاركين الذين أكملوا اختباراً على جهاز كمبيوتر، ووجد أن التفاعل مع الكمبيوتر جعل المشاركين يبتسمون، ومن المدهش أنهم كانوا أكثر عرضة للابتسام عندما أجابوا بشكل غير صحيح، وعزا ويتشل هذه النتيجة إلى تأثيرات التطور على السلوك البشري أو نظرية البيئة السلوكية.
قال ويتشل: “وفقاً لبعض الباحثين، تعكس الابتسامة الحقيقية الحالة الداخلية للبهجة أو التسلية ومع ذلك، تشير نظرية البيئة السلوكية إلى أن جميع الابتسامات هي أدوات تستخدم في التفاعلات الاجتماعية؛ وتدعي هذه النظرية أن البهجة ليست ضرورية ولا كافية للابتسام”.
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث حول سبب الابتسام والضحك، إلا أنه من الواضح أن هناك فوائد نفسية وجسدية للضحك والابتسام.
الفوائد النفسية للابتسامة
تكثر الفوائد الجسدية والنفسية للابتسام، حيث تظهر الأبحاث أن أولئك الذين يبتسمون بوعي أو لا شعورياً يعيشون حياة أفضل، ومن أبرز فوائد الابتسام ما يلي:
– زيادة التفاعلات الاجتماعية
تظهر الأبحاث أن هناك فوائد للابتسام للآخرين، فربما سمعتِ من قبل أن الضحك معدٍ، وتظهر الدراسات أن هذا صحيح بالفعل، فقد أشار أحد النفسيين إلى أن “هذه الاستجابة في الدماغ، التي تحفزنا تلقائياً على الابتسام أو الضحك، توفر طريقة أو تعكس سلوك الآخرين، وهو ما يساعدنا على التفاعل اجتماعياً، ويمكن أن تلعب دوراً مهماً في بناء روابط قوية بين الأفراد في المجموعة “.
هذا يعني أنه عندما تبتسمين أو تضحكين، فمن المحتمل أن تنعكس إيجابيتكِ، مما يساعدك على تكوين العلاقات وتنمية الإيجابية.
– تعزيز إفراز الجسم للهرمونات
يفرز جسمك ثلاثة هرمونات تجعلكِ تشعرين بالسعادة عندما تبتسمين، وهي الدوبامين والإندورفين والسيروتونين؛ وهذه إشارة لجسمكِ أنكِ سعيدة، وفي المقابل تشعرين بالسعادة.
وجد باحثون بريطانيون أن ابتسامة واحدة يمكن أن تولد نفس المستوى من تحفيز الدماغ مثل ما يصل إلى 2000 قطعة من الشوكولاتة، وفي الواقع، حتى لو اصطنعتِ الابتسامة، ستشعرين بتحسن.
– زيادة جودة العلاقات
يعزز الضحك والابتسام الصداقة ويساعدنا في تكوين روابط اجتماعية، ويرتبط الضحك بالرفاهية العاطفية للأزواج. وفي دراسة أجريت في عام 2015، سجل علماء النفس 71 زوجاً رومانسياً يشرحون كيف التقوا لأول مرة، فوجدوا أن مقدار المحادثة التي تمَّ قضاؤها في الضحك في وقت واحد كان مرتبطاً بشكل إيجابي بجودة العلاقة والتقارب والدعم الاجتماعي.
– زيادة الإنتاجية في العمل
أجرت جيسيكا برايس جونز، مؤلفة كتاب “السعادة في العمل” بحثاً أظهر أنه كلما شعر العامل بالسعادة، زادت إنتاجيته، وجمعت أبحاثها نتائج 3000 شخص في 79 دولة، فيما كان أسعد الموظفين أكثر نشاطاً بنسبة 180% وأكثر سعادة بنسبة 155% بوظائفهم، وأمضوا 80% من أسبوعهم في مهام متعلقة بالعمل، مقارنة بـ 40% أقل زملاء عمل سعداء.
ونظراً إلى أن الكثيرين منا يقضون جزءاً كبيراً من حياتهم في مكان العمل، فإن الشعور بالإنتاج والسعادة أمر مهم، لذلك فإنَّ البدء في الضحك والابتسام أكثر في العمل مفيد جداً.
– تخفيف التوتر
يمكن للضحك أن يهدئ استجابتكِ للتوتر عن طريق خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يجعلكِ تشعرين بمزيد من الاسترخاء. ويحفز الضحك أيضاً الدورة الدموية التي تساعد عضلاتكِ على الاسترخاء، مما يقلل من الأعراض الجسدية للتوتر مع مرور الوقت.