متابعة- بتول ضوا
تشتهر الأمثال الشعبية بتعبيراتها الذكية والفكاهية، والتي غالبًا ما تخفي طبقات من الحكمة. علاوة على ذلك، تمتلك هذه الأمثال جمالاً متأصلاً في أنها غالباً ما تكون مصحوبة بقصص أصل آسرة، والتي تعمل على إضافة عمق وقيمة لمعانيها. تجعل هذه السمات الأمثال الشعبية شكلاً فريداً وقيِّماً للتواصل لا مثيل له.
وللأمثال قصص شملت مختلف نواحي الحياة، منها ما سلط الضوء على نكران الجميل والجهود ومن أشهر هذه الأمثال وأعمقها تأثيراً المثل المشهور «إذا كان الطباعُ طباعَ سوء… فلا أدب يفيد ولا أديبُ».
وحكاية هذا المثل ما رواه الشاعر الأصمعي، وذلك أن امرأة أعرابية كانت ترعى شاةً، تقتات على لبنها، وقد وجدت ذئباً حديث الولادة فعطفت عليه، وأخذته معها إلى بيتها، وجعلته يتغذى على لبن تلك الشاة، ومع مرور الأيام كَبُر الذئب، وعادت الأعرابية إلى بيتها في أحد الأيام فوجدتْ الذئبَ في غيابها قد هاجمَ الشاة وأكلها قبل عودتها، فحزنت وبحرقة ولوعة عصفت بفؤادها أنشدت قائلة:
بَقرتَ شُويْهَتي وفَجعتَ قلبي
وأنتَ لِشاتِنا ولدٌ رَبيبُ
غُذيت بدُرها وربيت فينا
فَمنْ أنباكَ أنّ أباكَ ذيبُ
إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ
فلا أدبٌ يفيدُ ولا أديبُ
فجرى قول الأعرابية هذا مثلاً، يُضرب لكلّ حادثةٍ مشابهة في نكران الجميل.