متابعة: نازك عيسى
أرجأت محكمة في جنوب اليونان، اليوم، جلسة استماع لتسعة رجال متهمين بتهريب مهاجرين في قضية غرق سفينة صيد الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 78 شخصاً وفقدان مئات آخرين.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن سفينة الصيد المتهالك ما بين 700 إلى 750 شخصاً.
وتمكنت فرق خفر السواحل اليوناني من إنقاذ 104 أشخاص عندما انقلب القارب وغرق في المياه الدولية قبالة سواحل اليونان يوم الأربعاء الماضي، فيما انتشلت 78 جثة.
وتتواصل عملية البحث والإنقاذ في المنطقة لتحديد مكان الناجين، لكن فرص العثور على أحياء باتت ضئيلة للغاية.
وأرجأت المحكمة في كالاماتا جلسة الاستماع حتى يوم الثلاثاء، لتزويد المتهمين ومحاميهم بمهلة لمراجعة شهادات الناجين التسعة التي أدلوا بها الأحد.
ويواجه المتهمون، الذين قال بعض الناجين إنهم أعضاء في عصابة التهريب، اتهامات بالمشاركة في منظمة إجرامية، والتسبب في غرق سفينة وتعريض الأرواح للخطر.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أن أقارب الضحايا الذين كانوا على متن القارب تجمعوا خارج قاعة المحكمة وهتفوا بأسماء ذويهم.
ووصل أقارب آخرون إلى مركز احتجاز المهاجرين في مالاكاسا، شمال العاصمة اليونانية أثينا، في محاولة لمعرفة مصير ذويهم الذين يعلمون أنهم كانوا على متن القارب.
ولا يعرف زهيب شمريز، باكستاني يعيش في برشلونة، ما إذا كان عمه نديم محمد، البالغ من العمر 40 عاماً، على قيد الحياة بعد خمسة أيام من الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
وقال شمريز للأسوشيتدبرس: «تحدثت معه قبل خمس دقائق من ركوبه القارب، طلبت منه له ألا يستقل القارب، كنت خائفاً، لكنه لم يكن يملك خياراً آخر».
وأوضح شمريز أنه عندما تحدث إلى عمه آخر مرة، قال إنه تم اقتيادهم إلى السفينة مع آخرين بواسطة مهربين يحملون السيوف.
وأضاف: «أخبرني أن المركب يقل عدداً كبيراً من الناس، وأنهم سيتعرضون للقتل إذا لم يصعدوا (الركاب) على متن السفينة».
وتوجه شمريز إلى اليونان، اليوم، في محاولة لمعرفة مصير عمه، وتقديم عينة من الحمض النووي لمطابقة العينات التي تم الحصول عليها من الجثث التي تم انتشالها.