أثبتت الآونة الأخيرة الدور الفعّال الذي احتلته النساء في صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث مكنّتهم هذه الوسائل من تحقيق أهدافهن الشخصية والمهنية، سواء أكانت بمثابة فرص عمل جديدة أو فرص لريادة الأعمال الخاصة بهم وتأسيس مشروعهم المهني، ذلك لأنها تسمح لروّادها بالعمل في أي مكان ووقت، وبالتالي يمكنهم تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، كما أنها تتيح لهم بدء مشروعهم بشكل مستقل والتحكّم في وقتهم وجدول أعمالهم، وهذا بدوره يساعدهم على تحقيق الشهرة والنجاح والاستقلالية المالية والمهنية.
ولا شك أن دولة الإمارات تدعم المشاريع الطموحة من خلال بيئة حاضنة تشجع المبادرة والريادة، وتوفر الدعم من الحكومة والمؤسسات والشركات الخاصة للمهتمين بهذا المجال، وتتمثل أحد هذه المبادرات في حلقة نقاشية أعدّتها مصنة “ثينك سمارت هب” باستضافتها العديد من النساء صانعات المحتوى المتميزات، للبحث في مواضيع مختلفة وتبادل الخبرات وقصص النجاح، بالإضافة إلى ورشة عمل مشتركة لتعزيز المساحة الإبداعية في دمج الأفكار من مجالات مختلفة.
وأفادت في ذلك المؤسسة لمنصة ثينك سمارت هب السيدة لينة حصري: ” بعد تأسيسنا لمنصة ثينك سمارت هب ومرور فترة من الوقت على تعاملنا مع صنّاع المحتوى من مختلف الفئات العمرية والتخصصات لاحظنا الإقبال الكبير من السيدات على صناعة المحتوى، لذلك قمنا بتنظيم مبادرة Women in Creation لنسلّط الضوء على الدور الحيوي التي تلعبه النساء في هذا المجال لأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أتاح للعديد من الأشخاص، من بينهم النساء، الفرصة للحصول على عمل مستقل والبدء بمشاريعهن الخاصة وتحقيق طموحاتهن، وبدورنا نحن نرّحب دائماً بالموهوبين والمبدعين لاستخراج طاقاتهم الدفينة وتحويلها لأفكار يتم تنفيذها على أرض الواقع”.
وأعربت عن سعادتها في تنظيم هذه المبادرة التي ضمّت صانعات محتوى تنوعت أدوراهن بين أمهات، إعلاميات، رائدات أعمال، مبدعات في مجالات عدّة كالطهي، التغذية، التعليم، السفر، الأطفال والحياكة بقولها:”علينا كسيدات الاستمرار دائماً في السعي وراء طموحنا وتحقيق أحلامنا ولا نتوقف أبداً مهما واجهتنا صعوبات أو تحديات، لأننا يجب أن نكون مصدر الإلهام لكل فتاة تحلم أن تبدأ طريقها في هذا المجال المتنامي وتستثمر بنفسها، كما انتم كنتم مصدر إلهامي والحافز القوي في إطلاق هذه المبادرة بنسختها الأولى التي لن تتوقف عند هذا الحد، إنما سوف تستمر بأجزاء مستقبلية أخرى لتشمل جميع القطاعات والفئات العمرية”.
وفي الختام، أثبتت صناعة المحتوى أنها تتطلب الإبداع والتفرّد والتميّز، فالنجاح فيها يأتي من خلال العمل الجاد والاستمرارية والإصرار، فقد شهدت هذه المبادرة قصص مؤثرة لسيدات كانت تعتقد بأنها قد لا تتمكن من الوصول إلى ما هي عليه اليوم، ولكن عدم يأسها وحبّها للحياة ساعدها في اكتساب شهرة كبيرة وجعلها تترك أثر عميق في نفوس متابعي هذا العالم الواسع.